تسود أجواء إيجابية بين القاهرة وأنقرة بعد توتر في العلاقات استمر ثلاث سنوات على خلفية رفض تركيا تقبل الواقع السياسي الجديد بعد إزاحة جماعة الإخوان المسلمين عن الحكم في مصر. وحملت تصريحات لكبار مسؤولي البلدين ما يشي بقرب عودة العلاقات إلى ما كانت عليه قبل 3 يوليو (تموز) 2013. وقال مسؤول مصري لـ«الشرق الأوسط» إن «القاهرة تنتظر أن تنعكس نوايا الحكومة التركية على خطابات مسؤوليها».
واستأنف رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، مساء أول من أمس، مساعيه الرامية إلى ترطيب الأجواء مع القاهرة قائلا إنه «يتطلع لتحسين العلاقات مع مصر»، مشددا على ضرورة ألا تنعكس الخلافات بين حكومتي البلدين على شعبيهما.
وكانت الحكومة التركية الجديدة برئاسة يلدريم قد عمدت بالفعل إلى استكشاف نوايا القاهرة تجاه رأب الصدع بين البلدين، قبل محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف الشهر الماضي.
وفي لقاء عقد في بكين بطلب من الجانب التركي، التقى وزير العمل والضمان الاجتماعي التركي سليمان صويلو، نظيره المصري محمد سعفان على هامش الاجتماع الوزاري للعمل والتوظيف لدول مجموعة العشرين، قبل ساعات من محاولة الانقلاب. وأبلغ صويلو سعفان برغبة بلاده في «استعادة العلاقات بين القاهرة وأنقرة لمواجهة التحديات الموجودة في المنطقة»، مؤكدا أن البلدين بلدا الحضارات وضرورة أن تعود العلاقات قوية كما كانت، بحسب ما كشف عنه الوزير المصري حينها.
لكن ما بدا أنه أول جهد ملموس في سبيل استعادة العلاقات بين البلدين تبدد في أعقاب مناوشات بعد أن رفض مندوب مصر في مجلس الأمن إصدار بيان بشأن الانقلاب الفاشل يصف الحكومة التركية بأنها «منتخبة ديمقراطيا».
وعرقل اعتراض مصر على بند يطالب بـ«احترام الحكومة المنتخبة ديمقراطيا في تركيا» في مشروع بيان لمجلس الأمن لإدانة أعمال العنف التي وقعت في تركيا، وعللت مصر رفضها للبند قائلة إنه لا يحق لمجلس الأمن وصف أي حكومة بأنها منتخبة ديمقراطيا.
وقوبل الاعتراض المصري بتصريحات حادة من الجانب التركي ما أعاد أجواء التوتر بين البلدين، التي بدأت منذ عزل الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي في يوليو 2013. على خلفية مظاهرات شعبية حاشدة، وهو الأمر الذي وصفته تركيا بـ«الانقلاب على الشرعية»، ما أدى إلى تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين.
وقال يلدريم في تصريحات نقلتها وكالة «الأناضول» التركية للأنباء إن بلاده تؤيد تحسين العلاقات مع مصر، وإن الخلافات بين الحكومات لا ينبغي أن تنعكس على الشعوب، مضيفا: «مصر بلد ثقافته وقيمه قريبة منا وشعوبنا إخوة».
وجاءت تصريحات رئيس الوزراء التركي بعد يوم واحد من تصريحات للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قال فيها إن القاهرة تعطي أنقرة الوقت لإعادة النظر في موقفها.
وقال مسؤول مصري إن النوايا الطيبة التي يبديها رئيس الوزراء التركي لا بد أن تنعكس في خطابات مسؤوليها، في إشارة للانتقادات التي دأب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على توجيهها للنظام المصري.
وتستضيف تركيا قادة في جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبرها القاهرة تنظيما إرهابيا. ومن بين قيادات الإخوان في أنقرة من صدر بحقه أحكام قضائية، كما قدمت السلطات التركية تسهيلات لأنصار الجماعة من بينها إلحاق الطلاب المفصولين من الجامعة المصرية بالجامعات التركية.
تركيا تجدد رغبتها في الانفتاح السياسي على مصر.. والقاهرة تترقب
تجاوزت مناوشات ما بعد الانقلاب الفاشل في أنقرة
تركيا تجدد رغبتها في الانفتاح السياسي على مصر.. والقاهرة تترقب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة