قوات السراج تعلن مقتل وإصابة 32 من مقاتليها في معارك سرت

أميركا و5 حكومات غربية ترحب بتشكيل ليبيا لجنة لإدارة ثروتها المالية

العقيد أحمد المساري المتحدث الرسمي للجيش الليبي أثناء المؤتمر الصحافي في بنغازي أمس (رويترز)
العقيد أحمد المساري المتحدث الرسمي للجيش الليبي أثناء المؤتمر الصحافي في بنغازي أمس (رويترز)
TT

قوات السراج تعلن مقتل وإصابة 32 من مقاتليها في معارك سرت

العقيد أحمد المساري المتحدث الرسمي للجيش الليبي أثناء المؤتمر الصحافي في بنغازي أمس (رويترز)
العقيد أحمد المساري المتحدث الرسمي للجيش الليبي أثناء المؤتمر الصحافي في بنغازي أمس (رويترز)

أعلنت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا أنها قتلت أمس ثلاثة عناصر من «داعش» في الحي رقم واحد بمدينة سرت الساحلية، فيما فقدت هذه القوات 10 من عناصرها وأصيب نحو عشرين جريحا في تفجير سيارتين مفخختين.
وقال المركز الإعلامي لعملية البنيان المرصوص في بيان مقتضب أمس إن مفرزة من قواتنا تمكنت في عملية نوعية من قتل عناصر من «داعش»، من دون الإفصاح عن المزيد من التفاصيل، لكنه أشار في موجز صحافي إلى أن القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني التي يترأسها فائز السراج خاضت ما وصفه بمعارك بطولية ضد آخر فلول «داعش» في مدينة سرت، وسيطرت على أهم المواقع التي كانوا يتحصنون بها.
وأضاف: «سيطرت قواتنا على الحي رقم 2، بعد استهداف مواقع القناصة به عن طريق الدبابات حيث شاركت 14 دبابة في المعارك، مشيرا إلى أن سلاح الطيران ساند القوات المتقدمة في الحي 2 والحي 1. حيث نفذ قرابة 20 غارة جوية استهدف من خلالها سيارات مفخخة وسيارات نقل ذخيرة».
وتابع: «واجهت قواتنا انتحارا جماعيا لفلول داعش، حيث استخدم الدواعش خمس سيارات مفخخة، ودراجة نارية مفخخة هي الأخرى، كما تمكنت قواتنا من التعامل مع ثلاثة انتحاريين بأحزمة ناسفة».
وقال: «يتضح من خلال المواجهات أن الدواعش اختاروا الانتحار بعد أن فقدوا كل أمل في المواجهة. وطبقا لما أعلنه العميد محمد الغصري الناطق باسم غرفة عمليات البنيان المرصوص فإن أفراد سرية الهندسة العسكرية بدأوا عمليات التمشيط وإزالة الألغام والمفخخات التي كانت قد زرعها داعش بعد السيطرة الكاملة على المنطقة السكنية الثانية بسرت». وقال لوكالة الأنباء المحلية إن عمليات المسح متواصلة للمنطقة وكل المناطق المحررة، مشيرا إلى أن جثت عناصر التنظيم الإرهابي منتشرة بالشوارع.
في المقابل، قال العميد ونيس بو خمادة قائد قوات الصاعقة التابعة للجيش الليبي في شرق البلاد إن الجماعات الإرهابية محاصرة بين منطقتي القوارشة وقنفودة غرب بنغازي، مشيرا إلى أن المتطرفين لجأوا للقيام بعمليات انتحارية لتخفيف الضغط بعد. كما تعهد العقيد أحمد المسماري الناطق باسم قوات الجيش الليبي باستمرار القتال ضد المتطرفين في مدينة بنغازي إلى أن تنتهي الحرب ضد الإرهاب، لافتا إلى أن القوات أبلغت أكثر من مرة عن وجود ممر آمن للعائلات الموجود في منطقة قنفودة، لكن لم يخرج أحد حتى الآن.
وأعلن أن القائد العام للجيش الفريق خليفة حفتر، قد عين العميد يوسف المنصوري آمرا لغرفة عمليات درنة، خلفًا للعميد كمال الحبالي.
إلى ذلك، أعلنت حكومات فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدة ترحب بتشكيل ليبيا لجنة مؤقتة لإدارة صندوق الثروة السيادي للبلاد.
وقالت وزارة الخارجية الألمانية في بيان إن حكومات هذه الدول تدعو «كافة الليبيين إلى مساندة حكومة الوفاق الوطني في الحفاظ على استقلال وسلامة المؤسسات المالية الليبية وحمايتها من أجل صالح كل الليبيين».
وكانت حكومة السراج المدعومة من الأمم المتحدة قد أعلنت مؤخرا أنها شكلت لجنة مؤقتة من خمسة أعضاء لإدارة صندوق الثروة السيادي الذي يبلغ حجمه 67 مليار دولار. من جهة أخرى، من المتوقع أن يشكل ملف ليبيا إحدى أهم القضايا المدرجة على لقاء سيعقد يوم الاثنين المقبل بين رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على جزيرة قبالة السواحل الإيطالية، حيث سيعقد القادة الثلاثة بعد اجتماعهم مؤتمرا صحافيا على متن حاملة الطائرات غاريبالدي.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.