حالة أبو بكر سالم تتحسن وبدأ مرحلة الإفاقة تدريجيًا

تكررت إشاعة وفاته ومواقع صحافية إلكترونية نشرتها

رابح صقر ومحمد عبده وتركي المشيقح وماجد عبد الله في زيارة سابقة لأبو بكر سالم في منزله بالرياض (صورة خاصة بـ«الشرق الأوسط») - أبو بكر سالم
رابح صقر ومحمد عبده وتركي المشيقح وماجد عبد الله في زيارة سابقة لأبو بكر سالم في منزله بالرياض (صورة خاصة بـ«الشرق الأوسط») - أبو بكر سالم
TT

حالة أبو بكر سالم تتحسن وبدأ مرحلة الإفاقة تدريجيًا

رابح صقر ومحمد عبده وتركي المشيقح وماجد عبد الله في زيارة سابقة لأبو بكر سالم في منزله بالرياض (صورة خاصة بـ«الشرق الأوسط») - أبو بكر سالم
رابح صقر ومحمد عبده وتركي المشيقح وماجد عبد الله في زيارة سابقة لأبو بكر سالم في منزله بالرياض (صورة خاصة بـ«الشرق الأوسط») - أبو بكر سالم

إشاعات متكررة مكثفة تظهر بين يوم وآخر عن وفاة الفنان القدير أبو بكر سالم، وتتكرر بصورة غريبة وانتشرت في جميع وسائل التواصل الاجتماعي، والغريب في الأمر أن هناك أسماء إعلامية وفنية مهمة أكدت ادعاءات تلك الإشاعات وهناك مواقع صحافية إلكترونية نشرت ذلك ولم تلغ الخبر حتى الآن.
«الشرق الأوسط» انفردت الجمعة الماضي بتفاصيل دخول أبو بكر سالم العناية المركزة في مستشفى بوقن هاوزن في ميونيخ وبعدها توالت الاتصالات بصورة مكثفة على أبناء الفنان الكبير من كبار المسؤولين السياسيين الخليجيين والعرب والشخصيات الاجتماعية والثقافية والفن الخليجي والعربي للاطمئنان على صحة أبو بكر سالم ولا تزال تلك الاتصالات مستمرة على أسرته وفي الجانب الآخر استمرت تلك الإشاعات التي أزعجت أسرته.
وحالة أبو بكر سالم الصحية بدأت تتحسن بشكل ملحوظ في اليومين الماضيين وبدأ منذ أول من أمس تخفيف «البنج» عليه تدريجيا لإفاقته ثم سيتم إخراجه من العناية المركزة إلى غرفته الخاصة حتى تتحسن حالته كليا ولكن سيحتاج إلى رعاية طبية كاملة طيلة الأيام المقبلة.
وكان قد غادر الرياض إلى ميونيخ قبل أسبوعين لإجراء فحوصات طبية وبعد الانتهاء من فحوصاته أعطيت له أدوية طبية جديدة وبعدها بأيام قليلة تدهورت حالته ودخل العناية المركزة، بأمر الفريق الطبي التي يتابع حالته ليلا ونهارا.
والفنان الكبير قد أجرى عملية القلب المفتوح في ميونيخ قبل أربعة أعوام، ثم عاد بعدها إلى حالته الطبيعية، حيث يراجع الأطباء بين الحين والآخر للاطمئنان على صحته. أبو بكر سالم العاشق للجمال والحياة قلبه الكبير يتسع مليئا بالحب والعطاء، مجلسه الأدبي مثل قلبه ممتلئ بحب الناس ورجال الثقافة والأدب وأهم الشخصيات الاجتماعية، أكثر من 55 عاما قدم الفن بصورة راقية رافضا الخضوع لتلك القيمة الفنية البائسة.
في الأشهر القليلة الماضية زاره في منزله في الرياض نخبة من نجوم الفن والرياضة للاطمئنان على صحته منهم اللاعب الدولي السابق وأسطورة الكرة السعودية ماجد عبد الله الذي أصر على زيارته للسلام عليه ومعرفته عن قرب، وكان عرابا لتلك الزيارة التي جمعت أيضا محمد عبده ورابح صقر، ولم يتوقف ماجد عبد الله في ذلك الوقت عن الحديث عن إعجابه الكبير بفنه، مؤكدا أنه عاشق له وللراحل طلال مداح، فيما تبادل مع أبو بكر سالم الحديث عن الشأن الرياضي، حيث استغرب ماجد عبد الله من ثقافة أبو أصيل الكروية، وحين علم أن أبو أصيل حين كان يافعا كان لاعبا هاويا ولكن عشقه الموسيقى أبعده للمستديرة ولكن عاد أبو أصيل وقال له أتفرغ لمشاهدة الكرة تلفزيونيا إذا لعبت أنت ومارادونا وفريق الاتحاد هؤلاء كنت أهتم بهم «زمان» والآن أتابع ميسي وبرشلونة.
وكان قد نال وسام السلطان قابوس قبل عامين في زيارة رسمية إلى سلطنة عمان مع الفنان محمد عبده وتم تكريمهما سويا. وأبو بكر سالم عرف بالكثير من الأعمال الوطنية والعاطفية التي تردد من عشرات السنين ولم تنس حتى الآن، ومنها العمل الوطني الشهير «يا بلادي وأصلي»، وهذا العمل له أكثر من 35 عاما ولا يزال يردد حتى الآن في المحافل والمناسبات الوطنية.



ريما خشيش لـ«الشرق الأوسط»: ما أغنيه يجب أن يروقني أولاً

في ألبومها {يا من إذا} تقدم 10 موشحات (ريما خشيش)
في ألبومها {يا من إذا} تقدم 10 موشحات (ريما خشيش)
TT

ريما خشيش لـ«الشرق الأوسط»: ما أغنيه يجب أن يروقني أولاً

في ألبومها {يا من إذا} تقدم 10 موشحات (ريما خشيش)
في ألبومها {يا من إذا} تقدم 10 موشحات (ريما خشيش)

تسير الفنانة ريما خشيش عكس التيار الرائج على الساحة. ومن خلال ألبومها الجديد «يا من إذا» وهو الثامن في مسيرتها الفنية، تطلق مجموعة موشحات. هذا النوع من الفنون بات نادراً اليوم إصداره وغناؤه، ولكنها تعدّه الأقرب إلى قلبها، خاصة أنها تربّت على الفن الأصيل منذ طفولتها.

تقدّم خشيش الألبوم تحية وفاء للمؤلّف والموسيقي المصري فؤاد عبد المجيد. فقد تأثرت بأعماله، لا سيما أنها التقته وهي في الثالثة عشرة من عمرها. ويتضمن 10 موشحات من أعمال الموسيقي الراحل، من بينها «وبأفكاري» و«أمن الفراق» و«يا شادي أسمعنا». تعيد قراءتها بروح جديدة تجمع بين النفس الشرقي والرؤية الأوروبية المعاصرة. ويمتزج فيها الجاز مع البيانو والكونترباص وغيرهما.

خشيش مع الموسيقي الراحل فؤاد عبد المجيد وهي في الثالثة عشرة (ريما خشيش)

لماذا تمشي خشيش عكس التيار من خلال عمل قد لا يحقق لها الشعبية والانتشار المطلوبين؟ توضح لـ«الشرق الأوسط»: «أعرف تماماً أن ما أقدمه قد لا يجذب شريحة كبرى من المستمعين. ولكن أخيراً لاحظت اهتمام الجيل الشاب بهذا القالب الفني. لكن خياري يأتي من قناعة تامة تتملكني. فأنا أغني ما يروق لي وما يشكّل عندي الرضا الشخصي ويقنعني. الجماهيرية ليست هدفي، بل الغناء على أفضل مستوى».

ريما ابنة الجنوب تأثرت بوالدها عازف القانون كامل خشيش. بدأت الغناء في التاسعة من عمرها. كانت عضواً في فرقة بيروت للتراث بقيادة المايسترو سليم سحاب. كما درست الموسيقى العربية الكلاسيكية في المعهد الوطني للموسيقى. وإضافة إلى تجارب فنية أخرى استطاعت خشيش تكوين هوية فنية خاصة بها.

يرافق ريما في هذا المشروع فريقها الموسيقي الدّائم الذي وقف معها على المسرح لأكثر من خمسةٍ وعشرين عاماً. ويتألّف من مارتن أورنشتاين (كلارينيت)، وطوني أوفرووتر (كونتر باص)، ويوست لايبارت (درامز). فيما ينضمّ إليهم للمرّة الأولى عازف البيانو خوان رودريغيز، الذي يضيف بأدائه نفَساً حيوياً على المجموعة.

كشفت عن نيتها طباعة الألبوم على اسطوانات الـ{سي دي} والـ{فينيل} (ريما خشيش)

سُجّل الألبوم بأسلوب العزف الحيّ. ما يتيح للمستمع أن يعيش اللحظة الموسيقية بكل صدقها وتفاعلها. وتشير في سياق حديثها: «استغرق مني الألبوم تحضيرات مكثفة في نحو سنتين. ولطالما فكّرت في تكريم الفنان الراحل من خلال عمل متكامل له. وكنت غالباً ما أُلون ألبوماتي السابقة بأعماله. وفي آخر مرة التقيته اتفقنا على التعاون في مشروع موشحات جديد، ولكنه رحل قبل إتمامه».

عندما التقت بعائلته أخيراً استطاعت أن تحوز 7 موشحات من مؤلفاته. واختارت واحدة منها «يا من إذا» لتدرجها في هذا الألبوم.

لم تقارب خشيش غناء البوب لأنها كما تذكر لـ«الشرق الأوسط» اعتادت على النمط الغنائي الثقيل. «عندما يعتاد شخص ما على مستوى فني معين، لا يعود يقتنع بأنماط أخرى».

حتى الأغاني الخاصة التي سبق أن قدمتها تصفها بأنها تشبهها. وتحافظ فيها على مستوى غنائي صعب. فهذا التحدّي يحفزّها على التطور.

عندما تستمع إلى أغاني ألبوم خشيش، تلاحظ تعدد موضوعاته. كما يرتكز على الفصحى. وتستوقفك مرات كلمات عربية صعبة. تعلّق: «غالباً ما تحمل الموشحات موضوعات تتعلّق بالحب. وهناك كلمات عربية قديمة تستخدم فيها يمكن ألا نفهمها. وقد جلست مع أستاذ لغة عربية كي أستطيع فهمها وغناءها. لم أفكّر بالركون إلى لغة أسهل وأقرب إلى الناس. فقد سبق وقمت بذلك في أغاني (وشوشني) و(بكفيني) من ألحان ربيع مروة. ولكن الموشحات تستوجب كلاماً أصعب إجمالاً».

تقول خشيش إن الموشّح هو قالب فني تعشقه. «إنه يرتكز على تنوع كبير وواسع. وتكمن حلاوته في قصر أغانيه وإيقاعاته العربية القديمة. ولذلك يملك هذا التميز الذي يختلف فيه عن غيره. وأعدّه قالباً فنياً مرناً يوفّر مساحات واسعة في عملية توزيعه موسيقياً».

الموشّح يرتكز على تنوع كبير وتكمن حلاوته في قصر أغانيه وإيقاعاته العربية القديمة

منذ اعتلت ريما خشيش المسرح في الثامنة من عمرها، كرّست نفسها لاكتشاف جماليّات الصّوت العربيّ وإيقاعاته الكلاسيكيّة. مع مرور السّنوات، بنت ريما عالَمها الخاصّ الذي يتنقّل بين الأنماط الموسيقيّة دون أن يفقد جذوره العربيّة.

تتنوّع أعمالها لتتضمّن الطّرب العربي الحديث، وإعادات لأعمال صباح وسيّد درويش، مروراً بتجاربها في الجاز، وصولاً إلى غنائها لشعر إيتيل عدنان وتعاونها الوثيق مع الفنّان ربيع مروّة.

اليوم، يأتي ألبوم «يا من إذا» ليواصل هذا المسار الفني المتفرّد، ويسهم في إبراز خشيش ضمن لغة فنية قائمة بذاتها.

تعدّ الفنانة اللبنانية أن الموشّح سرقها من الفنون الأخرى. ولكنها في المقابل عندما غنّته قدّمته بأسلوب حديث. وعن كيفية اختيارها لأغاني ألبومها من ضمن مجموعة كبيرة يملكها الراحل فؤاد عبد المجيد تقول لـ«الشرق الأوسط»: «كان من السهل عليّ القيام بهذه الخيارات لأنني أسمعها منذ صغري. وقد حفظت قسماً لا يستهان به منها».

الأصالة الفنية التي تدور ريما خشيش في فلكها لا تقتصر على غناء الموشحات فقط، تخبر «الشرق الأوسط» بمشروع جديد تنوي تنفيذه. إنني أحضر لطبع ألبوم «يا من إذا» على أسطوانات مدمّجة (سي دي). وكذلك على أخرى معروفة ورائجة قديماً من نوع الـ«فينيل». فهناك اليوم موجة الرجوع إلى هذا النوع من الأسطوانات الغنائية في أوروبا. وهي موضة تذكرنا بزمن الفن الجميل عندما كنا نتغنّى بامتلاكنا أسطوانات من هذا النوع للسيدة فيروز والراحلين كأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وغيرهما من عالمنا العربي. فيما كنا نتباهى من ناحية ثانية بأسطوانات من النوع نفسه لمغنين أجانب كالفيس برسلي وإديت بياف وميراي ماتيو وغيرهم. وسأقوم بهذه الخطوة من باب الأصالة. وهناك شركات توزيع عديدة تتولى هذه المهمة. هذه الأسطوانات توفّر لسامع محتواها جودة كبيرة بالصوت. فعندها يكون الصوت مميزاً، ويتمتع بخصوصيات كثيرة.


بيسان إسماعيل: الغناء طريقي للتعبير عن ذاتي

تحلم بيسان بالغناء مع الفنانيّن تامر حسني وناصيف زيتون (حسابها على {إنستغرام})
تحلم بيسان بالغناء مع الفنانيّن تامر حسني وناصيف زيتون (حسابها على {إنستغرام})
TT

بيسان إسماعيل: الغناء طريقي للتعبير عن ذاتي

تحلم بيسان بالغناء مع الفنانيّن تامر حسني وناصيف زيتون (حسابها على {إنستغرام})
تحلم بيسان بالغناء مع الفنانيّن تامر حسني وناصيف زيتون (حسابها على {إنستغرام})

تصدّرت أغنيات الفنانة بيسان إسماعيل، التي أطلقتها خلال عام 2025، قوائم الاستماع والمنصات الموسيقية في الوطن العربي، ولا سيما منصة بيلبورد، حيث حازت ثلاثة من أعمالها على شعبية واسعة، وهي «خطية»، و«متل الأميرة»، وأغنيتها الأخيرة «علاش».

وفي حوارها مع «الشرق الأوسط»، تحدثت الفنانة السورية عن مشاريعها الفنية الجديدة، وخططها المستقبلية، مؤكدة أن عام 2025 كان عاماً مليئاً بالنجاحات والتحديات الإيجابية التي أثرت في مسارها الفني والشخصي على حد سواء.

وعن أغنيتها الجديدة «علاش»، قالت بيسان إسماعيل إنها تعدّ واحدة من أبرز أعمالها هذا العام، مشيرة إلى أن الأغنية جاءت ضمن تعاون ثلاثي يجمعها مع الفنانَين فؤاد جنيد وأمجد جمعة، عادّة هذه التجربة فرصة للتعلم وتبادل الخبرات الفنية والإبداعية. وأضافت: «هذا التريو شعرت أنه سيكون مختلفاً وسيترك أثراً لدى الجمهور. من أجمل الأغاني التي قدمتها».

تؤكد بيسان بأن الدعم والتشجيع المستمر أعطاها دافعاً لمواصلة تقديم أعمال جديدة ومبتكرة (حسابها على {إنستغرام})

وأوضحت أن اختيار هذه التشكيلة الثلاثية لم يكن عشوائياً، بل جاء بعد شعور فني بأن الأغنية تتطلب مثل هذا التناغم، مضيفة: «بعد سماعنا للأغنية أدركنا أنها ستظهر بشكل رائع كثلاثية، ولهذا قررنا المضي قُدماً بهذه التجربة الفنية».

ولم تغفل إسماعيل الحديث عن نجاح أغنيتيها «خطية» و«متل الأميرة»، موضحة أن كل أغنية تحمل رسالة مختلفة وتعكس مراحل وتجارب متنوعة في حياتها الفنية.

وقالت: «كل أغنية من هذه الأغاني تحمل جزءاً من شخصيتي ومشاعري، (خطية) تتناول مشاعر الندم والتعلم من الأخطاء، بينما (متل الأميرة) تعبّر عن القوة والاستقلالية، وأتمنى أن يشعر الجمهور بكل مشاعرنا في أثناء سماعها».

وأضافت أن تفاعل الجمهور عبر السوشيال ميديا كان له دور كبير في انتشار الأغنيات، وأن الدعم والتشجيع المستمرين أعطياها دافعاً لمواصلة تقديم أعمال جديدة ومبتكرة.

برأي بيسان أن التجربة علمتها أهمية اختيار الأغاني التي تعكس مشاعرها الحقيقية (حسابها على {إنستغرام})

وتطرقت إلى الإشاعات التي ربطت بينها وبين الفنان فؤاد جنيد، مؤكدة أن هذه الأمور شائعة بين الفنانين، وقالت: «لدي جمهور من مختلف الفئات العمرية، ومن بينهم المراهقون الذين يتابعون حياتي اليومية. لا يوجد أي شيء بيني وبين فؤاد، لكن الناس بطبيعتها تحب الإثارة والأخبار المثيرة، وهذا أمر متوقع».

كما استعرضت النجاحات التي حققتها خلال العام، عادّة عام 2025 من أكثر السنوات حيوية وإنتاجاً، وقالت: «أرى نفسي أتطور عاماً بعد عام، وهذه السنة كانت مليئة بالإنجازات التي أسعدتني كثيراً، وأرجو أن يستمر هذا التقدم وأن أحقق المزيد من النجاحات في المستقبل».

وأشادت الفنانة السورية بدعم زملائها في الوسط الفني، مشيرة إلى لفتة الفنان الشامي، وقالت: «كانت خطوة جميلة منه، شكراً له. نحن دائماً يدعم بعضنا بعضاً، خاصة أننا من البلد نفسه، وفي والمجال نفسه، وهذا يجعلنا أقوى ويزيد من روح التعاون بيننا».

وكشفت إسماعيل عن طقوسها قبل الحفلات، مشيرة إلى أهمية التحضير لكل عرض موسيقي، وقالت: «أتمرن على الأغاني التي سأقدمها وأراجع كل تفاصيل العرض قبل الصعود إلى المسرح. هناك الكثير من التفاصيل التي أعمل عليها، وأحياناً أشعر بالتوتر، فادعوا لي بالتوفيق». وأكدت أن التدريب الصوتي والتحضير النفسي يمثلان جزءاً أساسياً من استعدادها لأي حفلة، عادّة ذلك جزءاً من مهنيتها ومسؤوليتها تجاه جمهورها.

وعن رحلتها في عالم الغناء، أوضحت إسماعيل أن بداياتها كانت بسيطة كهواية، لكنها مع الدعم المستمر للجمهور استطاعت أن تتحول إلى فنانة مشاركة بصوتها مع الجميع على منصات السوشيال ميديا وفي عالم الموسيقى. وقالت: «الغناء بالنسبة إليّ ليس مجرد مهنة، بل هو جزء من شخصيتي وطريقة للتعبير عن ذاتي، يعكس مشاعري وأفكاري، ويشكل جزءاً من هويتي الفنية».

وأضافت أن تجربتها علمتها الصبر والمثابرة وأهمية اختيار الأغاني التي تعكس مشاعرها الحقيقية وتلقى صدىً لدى جمهورها.

وتطرقت الفنانة السورية إلى التعامل مع النقد والتنمر الإلكتروني، مؤكدة أنها تتعامل مع كل ما يواجهها بحذر وحكمة: «إذا كان النقد بنّاءً أتعلم منه وأستفيد منه لتطوير نفسي وأعمالي، أما إذا كان مجرد تنمر أو كلمات جارحة، أتجاهلها ولا أسمح لها بأن تؤثر على طاقتي الإيجابية أو حماسي للفن».

وكشفت إسماعيل عن الفنانين الذين تحلم بالغناء معهم، مؤكدة مكانة أصالة نصري في قلبها، وقالت: «أما إذا اخترت فناناً رجلاً للغناء معه، فسأختار تامر حسني وناصيف زيتون، لأنني أحب صوتيهما وأقدر تجربتيهما الفنية، وأرى فيهما روحاً متجددة تساعدني على تقديم تجربة غنائية مختلفة».

وعن دخولها عالم التمثيل، قالت إسماعيل إنها بدأت أخيراً خوض تجربة جديدة، إذ قامت بتصوير ست حلقات لعمل خاص من تأليف الكاتبة اللبنانية نادين جابر، ووصفت التجربة بأنها ممتعة ومثيرة للتحدي: «أسعدني خوض هذا المجال، فهو منحني فرصة التعرف على أساليب جديدة في التمثيل والعمل أمام الكاميرا، كما ساعدني على اكتساب خبرات مختلفة يمكن أن أستفيد منها في المستقبل».

وأشارت إلى أن هذه التجربة تمثل خطوة إضافية في مسارها الفني، وأنها تسعى لاستكشاف مجالات فنية متنوعة لتعزيز هويتها الفنية وإبراز قدراتها أمام الجمهور.

وعن حياتها الشخصية، أكدت إسماعيل أن التركيز على تطوير الذات ساعدها على الشعور بالنشاط والراحة النفسية، وقالت: «عندما أركز على نفسي، أشعر بتحسن نفسي وأصبح أكثر نشاطاً وحيوية. في الفترة الأخيرة ركزت على تطوير ذاتي، وقد لاحظ الجمهور هذا التغيير في شخصيتي وطريقة تفاعلي معهم، وهذا أعطاني طاقة أكبر للاستمرار في العطاء الفني».


مايا واكد لـ«الشرق الأوسط»: أُمثّل صوت الانتشار اللبناني

تنوي واكد إصدار أغنية جديدة قريباً من ألحان خليل شاهين (حسابها على إنستغرام)
تنوي واكد إصدار أغنية جديدة قريباً من ألحان خليل شاهين (حسابها على إنستغرام)
TT

مايا واكد لـ«الشرق الأوسط»: أُمثّل صوت الانتشار اللبناني

تنوي واكد إصدار أغنية جديدة قريباً من ألحان خليل شاهين (حسابها على إنستغرام)
تنوي واكد إصدار أغنية جديدة قريباً من ألحان خليل شاهين (حسابها على إنستغرام)

لفتت الفنانة اللبنانية مايا واكد الجمهورين اللبناني والعربي بأغنيتها الأخيرة «شو عدا ما بدا». وهو عمل سبق وغنّاه الموسيقار الراحل زياد الرحباني. وقد نالت موافقته الشخصية، قبل وفاته، لتقديمه بصوتها من جديد. رافق الأغنية فيديو كليب يواكب بعصريته وفكرته أجواء الأغنية. وهو ما أضاف إلى مايا نجاحاً آخر، لا سيما أن مخرجته الصاعدة ميا الشعار عرفت كيف تترجم اللحن والكلمات بعدسة كاميرا جذابة.

مايا تتنقل بين لبنان ودولة الإمارات، وحالياً تقيم في هذه الأخيرة. وتعدّ نفسها جسر تواصل بين لبنان الاغتراب والوطن. فالقدر شاء أن يرسم لها هذا الطريق منذ بداياتها عندما كانت في كندا. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «قصتي قديمة مع الاغتراب اللبناني. بدأت في عام 2005، رحت أحيي حفلات غنائية في كندا ومن ثم في دبي، وأنا سعيدة بمهمتي هذه لأنني أكرّم لبنان والمغتربين بصوتي وعلى طريقتي».

كشفت واكد عن اتفاقها مع الراحل زياد الرحباني على غناء عمل آخر له (حسابها على إنستغرام)

ولكن هل تكتفي بما تقوم به اليوم بعيداً عن الوطن الأم؟ ترد في سياق حديثها: «لبنان يسكنني وأحبه كثيراً. ولكن شاءت الصدف أن تؤخر قيامي بأي حفل فيه. وأحدث محاولة لي في هذا الإطار حصلت في عام 2019. فكنت على وشك إحياء حفل في بيروت إلا أن الأحداث التي شهدها لبنان في تلك الفترة حالت دون ذلك. وبالتالي لم ينعم بلدي بالاستقرار الذي يسمح لي بتحقيق خطوتي هذه. ولكنني أصرّ على الغناء قريباً في لبنان بين أهلي ومحبي».

وتشير مايا إلى أن الفنان يجب ألا يشعر بالاكتفاء عامة. وتستطرد: «عليه البحث دائماً عن كل ما يسهم في تطويره وتألّقه. أدرك تماماً أن أغنياتي يعرفها اللبنانيون. كما سبق وقدّمت أغنية لبنانية بعنوان (حلمي غنّيلك ببيروت) ولاقت صدى طيباً. فالموسيقى التي أقدمها ليست حكراً على بلاد الانتشار في الغرب والشرق. ولدي هاجس دائم بأني سأغني يوماً ما على أرض وطني».

تتمسك بإحياء حفل غنائي في وطنها الأم لبنان (مايا واكد)

إصدارها أغنية «شو عدا ما بدا» التي شكّلت لها محطة فارقة في مشوارها، كان ذلك قبل رحيل زياد الرحباني بقليل. وكانت قد اتفقت معه على تلحين أغنية خاصة لها. فكيف تصف رحيل زياد؟ «تأثرت كثيراً بفقدان موسيقار لن يتكرر. وكنا في حالة تعاون وقد اتفقنا على غناء عمل آخر له سبق وقدّمته الراحلة منى مرعشلي. وهو بعنوان (اتركني انسالي اسمي). إضافة إلى أغنية أخرى لن أفصح عنها اليوم. وفي كل الحالات سأقوم بأداء الأغنيتين كون زياد أعطاني الحق في ذلك. فزياد أحب أغنية (شو عدا ما بدا) بصوتي وبأسلوبي. وهو ما حضّه على التفكير في التعاون معي من جديد».

حققت نجاحاً ملحوظاً مع أغنيتها «شو عدا ما بدا» (مايا واكد)

رغم وجودها خارج لبنان فإن مايا واكد تتابع باستمرار الساحة اللبنانية. وتلفتها أصوات ومواهب موسيقية تتمتع ببصمة خاصة. وتوضح لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نقلة نوعية نلاحظها اليوم على الساحة الفنية اللبنانية. وعناصرها تتكوّن من أصوات رائعة كعبير نعمة. فهي استطاعت أن تخلق أسلوباً فنياً معاصراً بعد أن اجتهدت لتحقيقه. ويعدّها كثيرون اليوم في لبنان والعالم العربي من الأصوات البارزة. كما أن هناك أيضاً ماريلين نعمان التي تتمتع بخامة صوتية لا تشبه غيرها. وقد صقلتها بموسيقى شبابية ففرزت لها مكانة خاصة على الساحة. ومن الملحنين الشباب لا بد أن نذكر نبيل خوري وجان عبيد اللذين تعاونت معهما ماريلين أيضاً. أعتقد أن جيل من الملحنين الجدد تأثر بالراحل زياد الرحباني، فطبعهم بهويته الموسيقية التي تمزج بين الآلات الشرقية والغربية. وكذلك استطاع إدخال المفردات اللبنانية على نصوص الأغاني. وهو أمر لم يكن يحضر في الأغنية المحلية من قبل».

زياد الرحباني موسيقار لن يتكرر وتأثرت كثيراً بفقدانه

مايا واكد

من ناحيتها فإن مايا واكد تحضّر لإصدار أغنية جديدة من تأليفها ومن ألحان وتوزيع خليل شاهين. «إنه أيضاً ملحن موهوب وهو ينتمي مثلي إلى الـ(دياسبورا) اللبنانية في الخارج. فيعيش في لوس أنجليس، ولكنه يحمل للبنان حبّاً كبيراً. ومن المتوقع أن أصدر هذا العمل بعد حوالي الشهرين. وأتمنى أن يلاقي هذا العمل النجاح. فهو يأتي من ضمن نمط موسيقي متجدد. ويتناول قصة امرأة تحاكي بصوتها الشريك. فتشعر بضرورة وضع حدّ لعلاقة لا تستطيع أن تستمر. وتحمل نصّاً هادفاً وخفيف الظل في آن. وأعتقد أن النساء والرجال سيعجبهما موضوعها».

نشرتُ ثلاث روايات من تأليفي... وكتبت أغنية «حلمي غنيلك ببيروت» على لحن «بيلا تشاو»

مايا واكد

وعما إذا هي تحمل عادة راية المرأة وتدافع عنها كما تتحدث الأغنية، تردّ: «لا، لست بهذا الوارد بتاتاً. رأيي أن كل امرأة لديها القوة اللازمة لرفع رايتها بنفسها. وأنها لا تحتاج إلى من يتكلّم عن حقوقها. فالأنثى تتمتع بنعم كثيرة تجعلها كائناً مميزاً بالقوة والصلابة».

جيل من الملحنين الجدد تأثر بالراحل زياد الرحباني فطبعهم بهويته الموسيقية

مايا واكد

وبالنسبة لدخولها مجال كتابة الأغاني تروي لـ«الشرق الأوسط»: «قصتي مع القلم طويلة ولطالما كان رفيقي. فمنذ أن بدأت أدرس الموسيقى كان القلم يواكبني. وقد نشرت ثلاث روايات من تأليفي، اثنتان منها بالفرنسية وواحدة بالعربية بعنوان (مقفلة بداعي السفر). واستوحيتها من واقعنا اللبناني. كما سبق وكتبت كلمات أغنيات غربية غنيتها بالعربية وتعود لألحان روسية وإيطالية. ومن بينها (حلمي غنيلك ببيروت) التي كتبتها على لحن (بيلا تشاو) الإيطالي».

وعما إذا هي تعيش حالة صراع ما بين إثبات هويتها الغنائية في لبنان أو خارجه تقول: «كنت في الماضي أطرح أسئلة كثيرة على نفسي في هذا الموضوع. وبأني ربما لو بقيت في لبنان لكان قدري الفني رُسم بطريقة مختلفة. ولكنني أدركت أن هناك روزنامة محددة تسيّرنا وربما القدر هو صاحبها. واقتنعت بأن ما أقوم به والدور الذي بين بلاد الانتشار والداخل اللبناني هو مكتوب لي. فتوقفت عن عيش هذا الصراع أو حتى التفكير فيه».