البيشمركة تحبط هجومًا من ستة محاور لـ«داعش» على سنجار

الجيش العراقي يواصل التقدم باتجاه مصفى القيارة جنوب الموصل

الدخان يتصاعد من موقع اشتياكات بين الجيش العراقي ومسلحي «داعش» في ضواحي القيارة جنوب الموصل أول من أمس (رويترز)
الدخان يتصاعد من موقع اشتياكات بين الجيش العراقي ومسلحي «داعش» في ضواحي القيارة جنوب الموصل أول من أمس (رويترز)
TT

البيشمركة تحبط هجومًا من ستة محاور لـ«داعش» على سنجار

الدخان يتصاعد من موقع اشتياكات بين الجيش العراقي ومسلحي «داعش» في ضواحي القيارة جنوب الموصل أول من أمس (رويترز)
الدخان يتصاعد من موقع اشتياكات بين الجيش العراقي ومسلحي «داعش» في ضواحي القيارة جنوب الموصل أول من أمس (رويترز)

أكد قيادي في قوات البيشمركة إحباط هجوم موسع لـ«داعش» من ستة محاور على مدينة سنجار فجر أمس، وبين أن المعارك التي اندلعت بين الجانبين إثر الهجوم أسفرت عن مقتل أكثر من 60 مسلحا من التنظيم. في غضون ذلك، واصلت فرق الهندسة العسكرية التابعة للبيشمركة أمس عملها في تطهير الأراضي التي حررتها خلال اليومين الماضيين في محوري الخازر والكوير شرق وجنوب الموصل من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها «داعش» قبل هروبه من هذه المناطق.
وقال نائب قائد قوات البيشمركة في محور سنجار، العميد سمي بوسلي لـ«الشرق الأوسط»: «بدأ تنظيم داعش في الساعة الرابعة والنصف من فجر اليوم (أمس) هجوما موسعا من ستة محاور على مواقع قوات البيشمركة في سنجار، وتمثلت المحاور التي شن منها التنظيم هجومه بـ(تقاطع عبر عُزير والبعاج وتل قصب وتل بنات وسري سينو وأم الشبابيك ودوميز ومناطق أخرى)».
ويرى بوسلي أن الهجوم الذي شنه التنظيم على سنجار جاء كرد منه على الانتصارات التي حققتها البيشمركة جنوب وشرق الموصل، مضيفا أن التنظيم «حاول الانتقام نتيجة الخسائر الكبيرة التي مني بها في محوري الخازر والكوير، بالإضافة إلى أنه يريد خلق نوع من التوتر وإشغال الجبهات الأخرى، لكنه فشل في هجومه الذي صدته قوات البيشمركة بقوة وبإسناد من طيران التحالف الدولي، وتمكنا من قتل أكثر من 60 مسلحا منه»، لافتا إلى أن «داعش» استخدم في الهجوم انتحاريين مشاة.
وبحسب مصادر البيشمركة فإن الهجوم أدى إلى اندلاع معركة ضارية بين الجانبين استمرت نحو أربع ساعات استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وكان الجانبان قريبين من بعضهما لدرجة استخدام القنابل اليدوية في المعركة، لكن التنظيم لم يستطع إحراز أي تقدم أمام البيشمركة، واندحر تاركا خلفه العشرات من جثث قتلاه.
وتزامنا مع إحباط هجوم «داعش» على سنجار، واصل مقاتلو البيشمركة في محوري الخازر والكوير إنشاء السواتر وتحصين مواقعهم في المناطق التي حرروها خلال اليومين الماضيين من التنظيم، وفي هذا السياق، قال الناطق الرسمي لقوات بيشمركة الزيرفاني (النخبة)، العقيد دلشاد مولود: «تمكنت قوات البيشمركة خلال عملية عسكرية استمرت نحو 24 ساعة من تحرير 150 كيلومترا مربعا في محوري الخازر والكوير، والآن فرق الهندسة العسكرية التابعة لقوات البيشمركة تواصل تطهير هذه القرى المحررة من العبوات الناسفة والألغام التي زرعها (داعش)، وتجري التحصينات اللازمة لمواقعها في هذه المناطق، والقرى المحررة مؤمنة وليست هناك أي خطورة للتنظيم على البيشمركة في هذه القرى والمناطق»، كاشفا أن أكثر من 130 مسلحا من «داعش» قتلوا في العملية التي بدأتها قوات البيشمركة خلال اليومين الماضيين وانتهت بتحرير 12 قرية في شرق وجنوب الموصل.
في غضون ذلك يواصل الجيش العراقي عملياته العسكرية جنوب الموصل باتجاه ناحية القيارة الاستراتيجية، وقال مدير شعبة الإعلام والتوجيه المعنوي في قيادة الفرقة الخامس من الجيش العراقي، العقيد إبراهيم محمود السبعاوي: «قطعات قيادة فرقة المشاة الـ15 المتمثلة باللواءين 71 و72. ماضية في تقدمها باتجاه تحرير القرى جنوب الموصل وجنوب ناحية القيارة، وتطهير القرى التي حررتها مؤخرا المتمثلة بقرى الإمام غربي والمرير والطالعة وأم التراجي، من العبوات الناسفة الكثيرة التي زرعها مسلحو (داعش)، واكتشاف الأنفاق الموجودة فيها، وتأمينها لتكون قرى آمنة مستقبلا».
من جهته، قال ضابط في الفرقة التاسعة المدرعة من الجيش العراقي إن «القطعات التابعة للفرقة التاسعة المدرعة تواصل ومنذ يومين تقدمها باتجاه مصفى القيارة والمحطة الغازية، وما زالت هناك جيوب لتنظيم داعش في هذه المناطق، وتدور اشتباكات مسلحة بين الجيش العراقي ومسلحي التنظيم، إلا أن قواتنا مستمرة في تحقيق النصر والقضاء على هذه المجاميع الإرهابية».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.