يلدريم: سنعمل مع إيران لحل الأزمة السورية.. وشرطان للتطبيع مع الأسد

رئيس الوزراء التركي قال إن واشنطن وموسكو تريدان إقامة دولة كردية

يلدريم: سنعمل مع إيران لحل الأزمة السورية.. وشرطان للتطبيع مع الأسد
TT

يلدريم: سنعمل مع إيران لحل الأزمة السورية.. وشرطان للتطبيع مع الأسد

يلدريم: سنعمل مع إيران لحل الأزمة السورية.. وشرطان للتطبيع مع الأسد

قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، إن تركيا وإيران يعرفان جيدا كيف يمكن حل مشكلات المنطقة وليس روسيا وأميركا أو دول التحالف، مشيرا إلى أن بلاده ستعمل مع إيران على حل أزمة سوريا.
وأضاف يلدريم، في كلمة أمام اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في مقر البرلمان التركي، أمس: «كما قمنا بتطبيع علاقاتنا مع إسرائيل وروسيا سنطبع علاقاتنا مع سوريا». وتابع: «كيف سيتم ذلك؟ هناك شرطان، الأول الحفاظ على وحدة الأراضي السورية والتركية» وأضاف: «هم (روسيا وأميركا) يريدون إقامة دولة كردية على حدودنا لعزلنا عن العالم العربي والشرق الأوسط.. يريدون اقتطاع أراض من جنوب تركيا»، ومضى ساخرا «من الذي سيعطي الأرض؟». وقال إن الشرط الثاني هو أن «سوريا الجديدة لن تكون دولة طائفية وإنما سيعيش فيها الجميع من عرب وأكراد وغيرهم بلا تفرقة».
وكان يلدريم عبر في حديث لصحيفة «قرار» التركية القريبة من الحكومة أول من أمس، الاثنين، عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى حل سياسي في سوريا، بمشاركة اللاعبين الإقليميين، موضحًا أن «ذلك ممكن بعد التغييرات التي عملت عليها أنقرة في السياسة الخارجية وأدت إلى إعادة تطبيع العلاقات مع كل من روسيا وإسرائيل، وكذلك التقارب مع إيران».
واقترح يلدريم، خريطة طريق، تقوم على مبدأ حل الصراع بالتعاون بين اللاعبين الإقليميين، وتعتمد على ثلاثة محاور رئيسية، وهي الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وعدم السماح لحزب الاتحاد الديمقراطي، الذي تعتبره تركيا الجناح السوري لمنظمة حزب العمال الكردستاني بإقامة مشروعه الفيدرالي، الذي أعلن عنه في وقت سابق، فضلاً عن إعادة تشكيل الدولة السورية على ألا تستند إلى أي بنية مذهبية، ثم إعادة اللاجئين السوريين في دول الجوار، تركيا والأردن ولبنان وغيرها، إلى بلادهم ضمن برنامج محدد بعد التوصل إلى الحل النهائي في سوريا.
وبالنسبة للأكراد في تركيا، قال يلدريم في كلمته أمام الكتلة البرلمانية أمس، إنه «لا توجد قضية لدى حزب العمال الكردستاني وإن الشعب الكردي يعاني هو الآخر من مشكلات الحزب. واتهم يلدريم حزب العمال الكردستاني بأنه لا يهتم بمستقبل تركيا ولا يتبنى مبادئ الأخوة ووحدة الأراضي والعلم الواحد والدولة الواحدة والوطن الواحد، وإنما هدفه زعزعة الاستقرار في المنطقة من خلال اقتطاع أجزاء من الأراضي الإيرانية والسورية والتركية لإقامة دولة كردية عليها»، كما اتهمه بأنه «لا يتردد في سفك الدماء».
وأكد يلدريم أن أنقرة «ستقضي على منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية، وبذلك ستحل مشكلات المناطق الجنوبية الشرقية من تركيا بعد أن حاولت المنظمة جر تركيا إلى مستنقعات الحروب والأزمات الداخلية». وقال يلدريم إن تركيا بالفعل في حالة حرب وإنها لن تتسامح مع أي من التنظيمات الإرهابية. وتشن القوات التركية كثيرا من الغارات على مقرات حزب العمال الكردستاني جنوب شرقي البلاد، إذ تتهمه بالضلوع في كثير من التفجيرات الإرهابية التي تشهدها البلاد.
ومن جانبها، صعدت المنظمة من هجماتها في الأيام الأخيرة ما أوقع كثيرا من القتلى في صفوف قوات الأمن والمدنيين في جنوب شرقي تركيا.
وتعليقا على تصريحات يلدريم، قال مصدر برئاسة الوزارء التركية لـ«الشرق الأوسط» إن تركيا تتحرك وفق مصالحها وإن ما يهمها في المقام الأول هو منع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا، الذي تعتبره امتدادا لمنظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية، من تنفيذ مخططه بإقامة كيان فيدرالي كردي على حدود تركيا.
وأكدت المصادر أن تركيا لن تتخلى عن الشعب السوري في أي تحرك تقوم به وهدفها في النهاية أن ينعم الشعب السوري بنظام حكم ديمقراطي، وأنها قد تقبل بوجود الأسد في مرحلة انتقالية مؤقتة لكنه لن يكون مقبولا أن يكون له مكان في الحل النهائي في سوريا. وأشارت المصادر إلى ما كرره رئيس الوزراء بن علي يلدريم في تصريحاته على مدى الأيام الماضية من أن الملف السوري سيشهد تطورات إيجابية ستتضح معالمها خلال 6 أشهر.
وقالت المصادر إن روسيا أصبحت الآن تتفهم موقف تركيا وإن آلية التنسيق التي أنشئت بين البلدين عقب زيارة الرئيس رجب طيب إردوغان لروسيا الأسبوع الماضي ولقائه نظيره فلاديمير بوتين تعكس أن هناك اتفاقا بين الجانبين على ضرورة الإسراع في التوصل إلى حل للأزمة السورية.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.