مصدر في تحالف القوى: إقالة سليم الجبوري خلال يومين

عزا السبب إلى «عدم رضا» الشارع عن رئيس البرلمان.. وعدم كفاءته

عراقيون يعاينون كتبا معروضة في شارع المتنبي ببغداد أمس (أ.ف.ب)
عراقيون يعاينون كتبا معروضة في شارع المتنبي ببغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

مصدر في تحالف القوى: إقالة سليم الجبوري خلال يومين

عراقيون يعاينون كتبا معروضة في شارع المتنبي ببغداد أمس (أ.ف.ب)
عراقيون يعاينون كتبا معروضة في شارع المتنبي ببغداد أمس (أ.ف.ب)

كشف مصدر مقرب من أسامة النجيفي، رئيس تحالف القوى العراقية، أمس، عن أن رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري «سيقال خلال اليومين المقبلين»، مشيرا إلى أن «النجيفي يرى أن استمرار الجبوري في رئاسة البرلمان أمر لا فائدة منه».
وقال المصدر، الذي فضل عدم نشر اسمه، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إنه «كان على الجبوري أن يستقيل من تلقاء نفسه منذ أن هجم المتظاهرون على مقر مجلس النواب ودخلوا مكتبه، قبل ما يقرب من ثلاثة أشهر، وهذا دليل على عدم رضا العراقيين على أدائه رئيسا لمجلس النواب»، وأضاف: «وبعد إفادات وزير الدفاع خالد العبيدي تحت قبة البرلمان حول صفقات الفساد التي تورط فيها الجبوري كنا نتوقع أن يقدم رئيس البرلمان استقالته، رغم قرار القضاء بعدم وجود أدلة ضده وليس تبرئته».
وقال المصدر إن «تحالف القوى غير راض عن أداء الجبوري، وهذا المنصب هو من حصة تحالفنا، لهذا سيجتمع أعضاء التحالف لاختيار شخصية سنية مقبولة، وهناك لقاءات لنا مع التحالف الوطني العراقي (شيعي) والتحالف الكردستاني لأخذ آرائهم، وللتوافق على شخصية رئيس مجلس النواب المقبل»، مشددا على أن «رئاسة الجبوري للبرلمان أصبحت فعلا ماضيا كونه لم يقدم أي شيء يذكر للعراقيين، وعمل لصالح مصالحه الشخصية، وانفرد بتعيين عدد من المستشارين لأغراض شخصية». وعن أبرز المرشحين لرئاسة مجلس النواب، قال المصدر «من بين الأسماء يبرز اسم النائب أحمد المساري لهذا المنصب وهذا ترشيح أولي».
من جهته، قال النائب أحمد المساري، المتحدث الرسمي باسم تحالف القوى لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك جبهة الإصلاح في مجلس النواب (70 نائبا) بدأت بجمع التوقيعات من أجل تغيير رئاسة البرلمان، وهناك نواب عن تحالف القوى وضعوا توقيعاتهم مع جبهة الإصلاح لإقالة الجبوري»، وفيما إذا كان يعني رئاسة البرلمان ممثلة برئيس المجلس ونائبيه، أم الرئيس فقط، قال: «أنا لم أطلع على مذكرة التوقيعات حتى الآن، لكن ما أعرفه أنهم يتحدثون عن الرئاسة». وتابع المساري: «إذا تم جمع 165 توقيعا وضمنوا أصواتهم فإن الاتفاق سيكون مع إقالة الجبوري، وأنا لا أستطيع أن أبدي رأيي الشخصي أو رأي تحالف القوى حاليا، فهناك قسم من التحالف مع إقالة الجبوري، وقسم آخر مع بقائه، حتى الآن ليس هناك موقف موحد من هذا الموضوع». وعن ترشيحه لرئاسة البرلمان، قال المساري «إذا تم ترشيحي، وتم التوافق عليّ فسأتولى المهمة».
بدورها، قالت النائبة ميسون الدملوجي، المتحدثة باسم ائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي لـ«الشرق الأوسط» أمس: «أنا أتحدث الآن باسمي وبصفتي عضوة مجلس نواب وليس باعتباري المتحدثة باسم الوطنية، وأقول: إن عملية جمع التوقيعات لإقالة هذا النائب أو ذاك تحولت إلى عملية ابتزاز، ولا تخلو من التجارة والمساومات المالية؛ لهذا أنا لا أثق بعملية جمع التوقيعات»، مشيرة إلى أن «البرلمان بدأ يلملم نفسه بعد الفوضى التي أحدثتها إفادات خالد العبيدي، وزير الدفاع، عن ملفات الفساد، لكن مجلس النواب لم يناقش حتى اليوم قوانين مهمة مثل قوانين الانتخابات ومفوضية الانتخابات والنفط والغاز وتوزيع الواردات، منبهة إلى «أننا سنصوت على قانون العفو العام غدا (اليوم)».
من جانبها، قالت سروى عبد الواحد، النائبة عن حركة التغيير الكردية، ضمن التحالف الكردستاني، إن «التحالف الكردستاني في مجلس النواب العراقي سيكون مع الأغلبية في قضية إقالة الجبوري أم عدمها المهم أن يكون هناك توافق على شخص الرئيس المقبل لمجلس النواب، وأن يحافظ على التوازنات داخل المجلس وأن لا ينحاز لجهة ضد أخرى». وأعربت سروى عبد الواحد عن عدم ثقتها «بحدوث أي تغيير، سواء في البرلمان أو الحكومة»، وقالت: «إذا راح الجبوري سيأتي رئيس آخر لن يستطيع أن يغير في الأوضاع أي شيء بحكم الخلافات السياسية وتشابك المصالح».
واختصر النائب حامد المطلك، نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، إجابته حول إقالة الجبوري، بقوله: «أنا مع إقالته؛ لأنه من الصعب على الجبوري قيادة مجلس النواب بعد الآن، بغض النظر عن براءته من ملفات الفساد..أم لا».



«فتح» و«حماس» في القاهرة... جولة جديدة بشأن مستقبل «إدارة غزة»

فلسطينيون يقودون سياراتهم بين أنقاض المنازل المدمرة في أعقاب عملية عسكرية إسرائيلية بخان يونس (إ.ب.أ)
فلسطينيون يقودون سياراتهم بين أنقاض المنازل المدمرة في أعقاب عملية عسكرية إسرائيلية بخان يونس (إ.ب.أ)
TT

«فتح» و«حماس» في القاهرة... جولة جديدة بشأن مستقبل «إدارة غزة»

فلسطينيون يقودون سياراتهم بين أنقاض المنازل المدمرة في أعقاب عملية عسكرية إسرائيلية بخان يونس (إ.ب.أ)
فلسطينيون يقودون سياراتهم بين أنقاض المنازل المدمرة في أعقاب عملية عسكرية إسرائيلية بخان يونس (إ.ب.أ)

جولة جديدة في القاهرة بين حركتي «فتح» و«حماس» الفلسطينيتين؛ لبحث مستقبل إدارة قطاع غزة عبر لجنة مساندة، في ظل حراك مصري وأميركي لإبرام هدنة بالقطاع تحاكي نظيرتها في لبنان التي تمت قبل أيام، وتمتد لنحو 60 يوماً.

تلك الجولة تُعد الثالثة في نحو شهرين، والتي تستضيفها مصر، وفق معلومات تحدثت بها مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» أقرب لحسم اتفاق بين الحركتين، في ظل تفاهمات تنتظر إقرار حل لموظفي «حماس» الذين لن يكونوا بالإدارة الجديدة، متوقعين أن تجري معه بالتوازي مشاورات بشأن الهدنة في غزة قبل وصول الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلطة في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل.

وذلك المسار أقرب للحدوث في تقديرات خبراء تحدثوا مع «الشرق الأوسط»، في ظل تسريبات في الإعلام الإسرائيلي عن محادثات بشأن فتح معبر رفح المُغلق من الجانب الفلسطيني منذ مايو (أيار) الماضي، عقب سيطرة إسرائيلية، مرجحين «الذهاب لتهدئة قريباً بالقطاع، وإبرام صفقة تبادل للأسرى والرهائن، وبدء تدفق إغاثي للقطاع عبر المعبر الحدودي مع مصر»، خصوصاً مع تحضيرات القاهرة لمؤتمر إغاثي، الاثنين المقبل.

وسبق أن عقدت «فتح» و«حماس»، اجتماعين مماثلين بالقاهرة أوائل أكتوبر (تشرين الأول)، ونوفمبر (تشرين الثاني)، وشهدت الاجتماعات السابقة محادثات بشأن «إنشاء (لجنة الإسناد المجتمعي) معنية لإدارة شؤون قطاع غزة، والسعي لتحقيق الوحدة الفلسطينية، وعدم فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة».

فلسطينيون يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية على منزل في غزة (رويترز)

والمقترح المطروح على الطاولة، منذ بداية محادثات الحركتين، حسب مصادر فلسطينية تحدثت سابقاً لـ«الشرق الأوسط»، مرتبط بتشكيل «هيئة إدارية» لقطاع غزة، يُطلق عليها اسم «اللجنة المجتمعية لمساندة أهالي قطاع غزة»، تتبع السلطة الفلسطينية، وتتضمّن شخصيات مستقلة، وتصدر بمرسوم رئاسي من الرئيس محمود عباس، وتتولّى مهمة إدارة الشؤون المدنية، وتوفير المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، وتوزيعها في القطاع، وإعادة تشغيل معبر رفح الحدودي مع مصر، والشروع في إعادة إعمار ما دمّرته الحرب الإسرائيلية.

ولم يحسم الجانبان المقترح في الجولة الأولى، ولم تصدر نتائج بشأنه، وتُرك المجال لهما للعودة إلى قياداتهم، وفق المصادر ذاتها، قبل أن يكشف مصدر أمني مصري لقناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية، عقب انطلاق الجولة الثانية أن «الحركتين لديهما نظرة إيجابية تجاه التحركات المصرية بشأن تشكيل (لجنة الإسناد المجتمعي)».

وتحدّث إعلام فلسطيني عن أن وفدي الحركتين يصلان، السبت، العاصمة المصرية القاهرة، لبدء لقاءات مع مسؤولين مصريين استكمالاً لنظيرتها السابقة بشأن المصالحة الفلسطينية، وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، في حين نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن قيادي في «حماس» -لم تذكر هويته- أن «لقاءات ستتم بين الحركة مع مسؤولين مصريين لمناقشة الأفكار المتعلقة بوقف لإطلاق النار».

ووفق معلومات القيادي في حركة «فتح»، أستاذ العلوم السياسية، الدكتور أيمن الرقب، فإن «الاجتماعات المنتظرة ستشهد في الجولة الثالثة استكمال التوافق بشأن لجنة إدارة غزة، بجانب تشكيل جهاز أمني يتبع السلطة ومنح موظفي (حماس)، الذين سيحالون للتقاعد، رواتب تقاعدية»، متوقعاً أن «تكون هذه الجولة مهمة وأكثر اقتراباً من الخروج باتفاق في القاهرة بعد تجاوز كل العقبات، خصوصاً بشأن كيفية تشكيلها والتوافق على تبعيتها للسلطة».

ووفق الرقب، فإن «القاهرة معنية أكثر حاليّاً بالتوصل لاتفاق بشأن إدارة غزة، ضمن حراكها الدائم للتوصل لهدنة تُحاكي ما حدث في لبنان ولو بشكل جزئي»، متوقعاً أن «تناقش (حماس) مع القاهرة تفاصيل مقترح هدنة متدرجة تمتد لنحو 45 يوماً، تشمل تبادلاً للأسرى وتشغيل معبر رفح تحت إشراف لجنة المساندة، وخروج عدد من الجرحى الفلسطينيين للعلاج، وإدخال كميات كبيرة إغاثية للقطاع».

وفي اعتقاد الرقب، فإن «(حماس) قد توافق في هذه المرحلة على انسحاب جزئي لقوات الاحتلال؛ استعداداً لنقاش أوسع لخروج القوات الإسرائيلية كليّاً بعد ذلك، مع تأكيد موافقة الحركة على عدم وجودها في مشهد الحكم، في ظل الظروف الراهنة واستعداداً لانتخابات تالية دون أن يكون لذلك تأثير على قواتها العسكرية، التي لا تزال موجودة في القطاع رغم الضربات التي تلقتها».

فلسطيني يقوم بإجلاء طفل جريح بعد غارة إسرائيلية وسط قطاع غزة (أ.ب)

ويتوقع الأكاديمي المُتخصص في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور أحمد فؤاد أنور، أن الاجتماع بين «حماس» و«فتح»، «سيبحث تفاصيل اليوم التالي من الحرب في غزة، وإعلان إنشاء لجنة المساندة لإمكانية تجاوز أي فراغ أو عراقيل، في ظل فرص حقيقية لإحياء التفاوض بشأن الهدنة».

ويرى أن هناك رغبة أميركية للتعجيل باتفاق هدنة، خصوصاً مع تسريبات بشأن مناقشات لفتح معبر رفح متزامنة مع حراك مصري على مختلف الجبهات لإدخال المساعدات الإنسانية، وإبرام اتفاق مصالحة فلسطينية وتشكيل لجنة لإدارة غزة.

اجتماع للفصائل الفلسطينية بالصين انتهى بتوقيع إعلان بكين لإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الفلسطينية يوليو الماضي (رويترز)

وأعلن البيت الأبيض، الأربعاء، أن الولايات المتحدة تبذل جهوداً دبلوماسية جديدة، بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار، والاتفاق على إطلاق الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، بمساعدة تركيا وقطر ومصر.

وبالتزامن، قال السيناتور الجمهوري، ليندسي غراهام، في مقابلة مع «أكسيوس» الأميركي، إن ترمب يريد أن يرى وقف إطلاق النار وصفقة الأسرى في غزة قبل توليه منصبه، وسط تقديرات أنه لا يزال هناك 101 أسير في غزة من قِبَل «حماس»، بمن في ذلك 7 مواطنين أميركيين.

وسيكون تجاوز عراقيل أي صفقة للرهائن أولوية في لقاء وفد «حماس» مع المسؤولين المصريين، لبحث سبل التوصل لها قريباً، وفق تقدير الخبير الاستراتيجي والعسكري المصري، اللواء سمير فرج، مشيراً إلى مطالب من الحركة بوجود ضمانات لعدم عودة إسرائيل للحرب بعد تسلُّم الرهائن.

وتُشير تلك المساعي المصرية والأميركية، وفق أيمن الرقب، إلى أن «هناك ضغوطاً أميركية تأتي من جانب الرئيس الأميركي جو بايدن لاستكمال ما أنجزه في لبنان باتفاق مشابه في غزة»، متوقعاً أن «يجري بحث وجود قوات دولية خلال تنفيذ المرحلة الأولى من أي اتفاق قريب لتبادل الأسرى للفصل بين الجانبين، وتمكين لجنة غزة من إدارة القطاع».

ويُعزز احتمال التوصل لاتفاق قريب بغزة، وحسب الرقب، حراك مصري واسع من استضافة مؤتمر إغاثي لغزة، وحديث مقترح مصري يجري بحثه مع إسرائيل وفق تسريبات إعلامية إسرائيلية نهاية الأسبوع، فضلاً عن محادثات بين «فتح» و«حماس» بالقاهرة.