المبعوث الأممي إلى ليبيا يلمح إلى احتمال القيام بعملية برية جديدة

كوبلر قال إن دعم حكومة الوفاق أصبح يتهاوى * مصر تستعيد عمالها المخطوفين بعد تنسيق مع قوات الجيش الليبي

مقاتلون موالون للحكومة الليبية بعد تحقيق انتصارات كبيرة في مدينة سرت ضد تنظيم «داعش» (رويترز)
مقاتلون موالون للحكومة الليبية بعد تحقيق انتصارات كبيرة في مدينة سرت ضد تنظيم «داعش» (رويترز)
TT

المبعوث الأممي إلى ليبيا يلمح إلى احتمال القيام بعملية برية جديدة

مقاتلون موالون للحكومة الليبية بعد تحقيق انتصارات كبيرة في مدينة سرت ضد تنظيم «داعش» (رويترز)
مقاتلون موالون للحكومة الليبية بعد تحقيق انتصارات كبيرة في مدينة سرت ضد تنظيم «داعش» (رويترز)

على الرغم من الغارات الجوية التي تشنها طائرات عسكرية أميركية بطلب من فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق، على مواقع لتنظيم داعش في المدينة، فإن مارتن كوبلر، رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، لمح أمس للمرة الأولى إلى احتمال القيام بعملية برية جديدة.
وقال كوبلر لصحيفة «نويه زورتشر تسايتونج» السويسرية إن القوة الجوية الأميركية وحدها لا يمكنها كسب المعركة مع تنظيم داعش، ودعا الفصائل المتناحرة إلى دعم حكومة الوفاق.
وقال المركز الإعلامى لعملية «البينان المرصوص»، التي أطلقتها هذه القوات في شهر مايو (أيار) الماضي لتحرير المدينة الساحلية ومسقط رأس العقيد الراحل معمر القذافي، إن القوات سيطرت على الفندق الرئاسي المجاور للميناء، الذي كان موقعا لتمركز القناصة والمراقبة، مؤكدة أنها أحكمت قبضتها على القصور الرئاسية بعد معارك خاضتها مع فلول «داعش»، وأضافت في بيان صحافي قدمته أمس: «لقد تعاملت قواتنا مع عدد من القناصة كانوا مختبئين في إحدى زوايا مجمع قاعات واغادوغو التي سيطرت عليها قواتنا، وتم القضاء عليهم. وقد توغلت قواتنا اليوم في الحي رقم 1 والحي رقم 3. وهي من آخر معاقل (داعش) في المدينة».
من جهته، قال رضا عيسى، المتحدث باسم عملية سرت، إن مقاتلين تقدموا صوب فندق ودور ضيافة قرب ميناء سرت، وتبادلوا إطلاق نار بشكل متقطع مع المتشددين، مشيرا إلى أن الوحدات الهندسية العسكرية تعمل حاليا على تطهير المناطق المحررة من الألغام، وأعلن أن 18 مقاتلا من القوات المتحالفة مع حكومة السراج لقوا حتفهم وأصيب 72 آخرين، وأنه من بين القتلى مختار فكرون، المتحدث باسم القوات الجوية، الذي لقي حتفه إلى جانب طيار آخر عندما تحطمت طائرتهم فوق سرت.
وجاءت تلك المكاسب بعد معارك استمرت أسابيع في المناطق السكنية، حيث واجه المقاتلون الليبيون صعوبة في تحقيق مكاسب؛ بسبب نيران القناصة والشراك والألغام الأرضية.
وتشكل خسارة سرت انتكاسة كبيرة لـ«داعش» الذي سيخسر المدينة الوحيدة التي سيطرت عليها بالكامل في ليبيا، وذلك على نحو سيعزز الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة، التي تكافح لبسط سلطتها في بلد يموج بالخصومات السياسية والمسلحة.
من جهته، اعتبر المبعوث الأممي مارتن كوبلر أن دعم حكومة السراج «يتهاوى» وسط تزايد انقطاع التيار الكهربي وضعف العملة الذي يؤثر في الواردات الحيوية. وقال كوبلر إنه لا بديل عن دعم حكومة الوفاق، لكنه أقر بأنها خسرت بعضا من شعبيتها التي حققتها في بادئ الأمر.
وبسؤاله عن تصريحه السابق بأن 95 في المائة من الليبيين يدعمون السراج قال كوبلر: «كان ذلك في أبريل (نيسان) الماضي، حيث كان وقتها الكثير من حسن النية إزاء حكومة الوفاق. لكنها خسرت بعض التأييد في الوقت الراهن»، مضيفا أنه «في ذلك الوقت كانت الكهرباء تعمل في طرابلس 20 ساعة يوميا والآن تعمل فقط 12 ساعة.. وفي أبريل الماضي كان الناس يدفعون 3.5 دينار مقابل الدولار.. أما اليوم فيدفعون خمسة دنانير. وهذا مدمر لاقتصاد يعتمد على الاستيراد.. الدعم يتداعى».
في غضون ذلك، أعلن المجلس الرئاسي لحكومة السراج عن مهلة أسبوع لعودة عضوي المجلس المقاطعين لجلساته علي القطراني وعمر الأسود، للالتحاق بالمجلس أو استبدالهما، وفقا لبنود الاتفاق السياسي.
ودعا المجلس في بيان له القطراني والأسود إلى المشاركة مجددا في جلساته، بعد تغيبهما عنه 12 اجتماعا، وغيابهما المستمر عن المجلس منذ 6 أشهر، مخالفين اللائحة الداخلية لعمل المجلس الرئاسي.
وعلق القطراني والأسود عضويتهما في المجلس المكون من 9 أشخاص منذ مطلع العام الحالي، بسبب اعتراضهما على المادة الثامنة من الاتفاق السياسي، التي تنص على نقل صلاحيات قيادة الجيش إلى المجلس، وإلغاء صفة القائد العام وتجريدها من الفريق خليفة حفتر. وأبدى النائبان، معارضتهما لعدد من الأسماء المرشحة لتولي حقائب وزارية في حكومة السراج، بجانب مطالبة القطراني بإلغاء حقيبة الدفاع في الحكومة.
إلى ذلك، حذر عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، الأمم المتحدة مما وصفه بالتداعيات الخطيرة الناجمة والمتكررة بسبب ممارسات ما يسمى بـتنظيم «قوات سرايا الدفاع عن بنغازي»، لافتا النظر إلى أنها ترقى لجرائم حرب. وقال صالح في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة نشرت وكالة الأنباء الليبية مقتطفات منها: «إننا نحذر من التداعيات الخطيرة لهذا الأمر، ونذكر بما ترتكبه تلك المجموعات من أفعال إرهابية ترقى لجرائم حرب، من خلال ترويع القرى الآمنة وتخريب الممتلكات والبنى التحتية، واختطاف المواطنين الآمنين وقتل الأسرى دون وجه حق، كما أن بعض قياداته من ذوي السوابق والارتباط بجماعات متطرفة، التي تم تصنيفها دوليًا كجماعات إرهابية».
ولفت النظر إلى محاولة هذا التنظيم شن عدوان آخر على بعض الأجزاء من شرق البلاد، مستهدفا الوصول إلى مدينة بنغازي بعد نجاح الجيش الوطني في دحره مؤخرا.
وكان الهلال الأحمر بنغازي قد أعلن انتشال 12 جثمانا تم العثور عليها بمقبرة جماعية بمنطقة الرقطة تبعد نحو 80 كيلومترا غرب بنغازي، بعد معارك وصفتها مصادر عسكرية بالشرسة بين الجيش الليبي و«سرايا الدفاع» التي حاولت الوصول إلى مدينة بنغازي لمساندة الجماعات الإرهابية هناك.
من جهة ثانية استعادت مصر 23 من عمالها المخطوفين في مدينة بنغازي شرق ليبيا، وذلك بعد عملية أمنية وعسكرية تمت بالتعاون مع الجيش الليبي وقواته الخاصة، فيما أعلنت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا أنها حققت انتصارات جديدة، وسيطرت على مناطق جديدة، مشيرة إلى أنها بدأت تقترب من السيطرة على مدينة سرت بالكامل، والقضاء على آخر فلول تنظيم داعش.
وقالت مصادر ليبية إن المختطفين كانوا محتجزين في منطقة «بشر» داخل مكان يستخدم لتهريب المهاجرين غير الشرعيين، وتم نقلهم إلى بنغازي تحت حماية أمنية مشددة قبل وصولهم إلى منفذ مساعد البري، حاملين الأعلام المصرية وصور الرئيس عبد الفتاح السيسي. وقد أعلن التلفزيون الرسمي المصري أن عملية تحرير المخطوفين تمت بناء على توجيهات السيسي بالتنسيق بين الجيش الليبي والقوات الخاصة مع المخابرات المصرية.
وسبق أن خطف مصريون أكثر من مرة في ليبيا خلال العامين الأخيرين من قبل مسلحين، وكان يتم تحريرهم في الغالب بعد سداد فدية للخاطفين، بينما قتل تنظيم داعش 21 قبطيا مصريا في سرت بعد قرابة شهر من اختطافهم العام الماضي.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.