تعزيزات شيعية من إيران والعراق ولبنان إلى جبهة حلب

رصد مكالمة لعنصر من «حزب الله» يشكو فيها هروب مقاتلي النظام من الجبهة

صورتان تداولتهما مواقع موالية للنظام وتظهران وصول المقاتلين الشيعة إلى ريف حلب
صورتان تداولتهما مواقع موالية للنظام وتظهران وصول المقاتلين الشيعة إلى ريف حلب
TT

تعزيزات شيعية من إيران والعراق ولبنان إلى جبهة حلب

صورتان تداولتهما مواقع موالية للنظام وتظهران وصول المقاتلين الشيعة إلى ريف حلب
صورتان تداولتهما مواقع موالية للنظام وتظهران وصول المقاتلين الشيعة إلى ريف حلب

في موازاة المعارك المستمرة، استقدمت قوات النظام السوري والفصائل المعارضة والمقاتلة تعزيزات تضم المئات من المقاتلين مع عتادهم إلى مدينة حلب وريفها في شمال سوريا، استعدادا لمعركة «مصيرية» يسعى الطرفان من خلالها إلى السيطرة الكاملة على المدينة. وبعد الخسائر الفادحة التي منيت بها قوات الأسد والميليشيات الداعمة لها في معارك حلب الأخيرة، صدر قرار بإعفاء رئيس اللجنة الأمنية في حلب اللواء أديب محمد من كل مهامه وتعيين اللواء زيد صالح نائب قائد الحرس الجمهوري مكانه.
وقال موقع «شبكة سوريا الحدث» الإخباري إن «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أصدرت قرارا بتعيين اللواء زيد صالح رئيسا للجنة الأمنية والعسكرية في حلب خلفا للواء أديب محمد».
وأشار الموقع إلى أن اللواء زيد صالح هو رئيس أركان الحرس الجمهوري في سوريا وقائد قوات الحرس الجمهوري في حلب، وإلى أنه قائد معركة «تطهير بني زيد ومعامل الليرمون».
ووصل إلى حلب قرابة 2000 مقاتل من الميليشيات الشيعية لتعزيز الوضع القتالي لقوات الأسد هناك، وبثت شبكة (حلب الآن) صورا لوصول المقاتلين الشيعة من إيران والعراق إلى ريف حلب، فيما ذكرت وكالة «فارس» التابعة للحرس الثوري الإيراني أن قرابة 2000 مقاتل من تنظيم «حركة النجباء» العراقية الشيعية قد وصلوا إلى مدينة حلب السورية للمشاركة في القتال ضد جيش الفتح الذي تمكن من فك الحصار عن حلب والتقدم نحو الأحياء الغربية من المدينة.
وقال وكالة فارس إن مجموعة من قوات النخبة التابعة لميليشيات ما يسمى «حزب الله» اللبناني المسماة «قوات الرضوان» وصلت إلى منطقة «الحمدانية»، غرب المدينة لدعم قوات الأسد وبهدف اقتحام منطقة الراموسة.
وخسرت الميلشيات الإيرانية وقوات الأسد نقاطًا استراتيجية في معارك الراموسة، بحسب ما قالته وكالة فارس التي زعمت أن الأسطول الأميركي في البحر الأبيض يزود المعارضة بمعلومات عن تحركات القوات السورية والميليشيات الإيرانية وحلفائها.
واعترفت (فارس)، بأن جيش الفتح المعارض، تمكن بالفعل من التقدم في بعض المناطق الاستراتيجية نحو المدينة بعد السيطرة على كلية المدفعية والطيران والتعيينات. بدعم غربي، كما أكدت حضور عسكريين من الجيش الإيراني إلى جانب عناصر الحرس الثوري، وقالت: إنهم يشاركون في المعارك الدائرة شمال وغرب الراموسة بدعم من الطيران الروسي والسوري.
وبث جيش الفتح عبر موقع على الإنترنيت مقطعا صوتيا التقط بأجهزة تنصت على مكالمة هاتفية أجراها أحد مقاتلي ما يسمى «حزب الله»، يصف فيها وضعهم القتالي على جبهات ريف حلب الجنوبي. وتحدث المقاتل عبر التسجيل الصوتي بلكنة لبنانية عن المعنويات المنهارة لدى مقاتلي ما يسمى «حزب الله» وعن انهيار قوات الأسد، وقال ما معناه إنهم تركوا وحدهم يقاتلون، وإن جميع الميليشيات المقاتلة معهم وقوات النظام فرّت من الجبهة وتركوهم وحدهم، وإن عسكر الأسد يهربون ثم يعيدونهم وهم لا يريدون القتال. وبكلمات تفيض باليأس قال: «أخدوها مننا.. تركونا الإيرانية والأفغانية والسورية والأنبياء، والعالم كلا فلت تركونا لحالنا متل الغشمان ونحن عم نقاتل لحالنا.. إرادة قتال مفيش عسكر بالجملة عم يهربوا عم يهربوا، بيردوا يرجعوهن.. الجيش فرط عالآخر.. نسترجع نقطة المسا تسقط الصبح. الجماعة هاجمين مجهزين حالهم منيح بتصدهم بيرجعوا.. يموت منهم بيجي غيرهم».



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.