الجيش الوطني يطلق عملية «التحرير موعدنا» ويتوغل في نهم

مع صدور نداء لسكان صنعاء وضواحيها

يمنيون يحاولون عبور طريق غمرته المياه في العاصمة صنعاء خلال الأيام الماضية (إ.ب.أ)
يمنيون يحاولون عبور طريق غمرته المياه في العاصمة صنعاء خلال الأيام الماضية (إ.ب.أ)
TT

الجيش الوطني يطلق عملية «التحرير موعدنا» ويتوغل في نهم

يمنيون يحاولون عبور طريق غمرته المياه في العاصمة صنعاء خلال الأيام الماضية (إ.ب.أ)
يمنيون يحاولون عبور طريق غمرته المياه في العاصمة صنعاء خلال الأيام الماضية (إ.ب.أ)

بدأت قوات الجيش الوطني اليمني، وبدعم جوي مكثف من قوات التحالف، عملية عسكرية واسعة في مديرية نهم، بشرق صنعاء، تحت اسم «التحرير موعدنا». وقال مصدر عسكري في المنطقة السابعة بقوات الجيش اليمني لـ«الشرق الأوسط إن «العملية التي انطلقت حملت اسم (موعدنا التحرير)، وإنها جاءت (ردا على خروقات الميليشيات الانقلابية)»، مؤكدا أن للعملية «مجموعة من الأهداف المرسومة ستسعى لتنفيذ تلك الأهداف بشكل كامل».
ووفقا لمصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» فقد دكت مدفعية الجيش الوطني مواقع الميليشيات الانقلابية في قرية المبدعة بمنطقة بران مديرية نهم، شرق صنعاء، كما قامت قوات الجيش الوطني، مسنودة بالمقاومة الشعبية، بتطهير جبل المنارة المطل على منطقة المديد، مركز مديرية نهم، كبرى مديريات محافظة صنعاء، حيث تواصل تقدمها نحو تلك المنطقة الاستراتيجية، ووفقا لمصادر الجيش، فقد جرى، أيضا، تطهير قرية ملح في نهم، في حين فر عناصر الميليشيات مخلفين وراءهم مواقعهم وعتادهم، وأضاف إعلام القوات المسلحة اليمنية أنه جرى، أيضا، تحرير قرية الحول ومطاردة الفلول الفارة باتجاه ضبوعة شمالا، وكذا تحرير بني بارق ومطاردة فلول الميليشيات باتجاه المدارج غربا «وهذه الجبهة تمثل قلب المعركة». وبحسب آخر المعلومات، فإن قوات الجيش الوطني بدأت في التقدم باتجاه منطقتي المدارج ومسورة، بعد أن فرت الميليشيات من منطقة الحول باتجاه منطقة ضبوعة التي يقع فيها خط الإمداد للميليشيات التي تهاجم من اتجاه سلسلة جبال يام، ومن ضمن ما نفذه طيران التحالف، مساء أمس، استهدافه بسلسلة غارات لتعزيزات ومواقع ميليشيات الحوثي والمخلوع في منطقة المقطعة وسد محلى والعقران، إلى جانب الطلعات الجوية التي بدأها منذ الصباح الباكر وغطى تقدم قوات الجيش الوطني.
وقد تزامن بدء العملية مع نداء مهم أطلقته القوات المسلحة اليمنية إلى المواطنين القاطنين في أمانة العاصمة صنعاء وضواحيها، وطالب النداء المواطنين بـ«الابتعاد عن مقرات ومواقع الميليشيات الانقلابية وأماكن تجمعاتهم وذلك حفاظا على أرواحهم»، وقال النداء: «تحذر قوات الجيش الوطني جميع المواطنين من مغبة التهاون أو السماح للميليشيات الانقلابية باستخدام منازلهم مصادر للنيران أو أي أعمال عدائية ضد قوات الجيش، وتؤكد بأنها ستتعامل بحزم وقوة مع كل عمل عدائي أيا كان مصدره».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.