«مجلس منبج العسكري» يسيطر على 80 % من المدينة.. ويتحدث عن انهيار «داعش»

الإعلان عن مقتل بريطاني وسلوفيني خلال مشاركتهما في المعارك ضد التنظيم المتطرف

مقاتل من «قوات سوريا الديمقراطية» يمشي بين الصوامع والمطاحن في منبج بعد أن تمت السيطرة عليها بداية يوليو الماضي (رويترز)
مقاتل من «قوات سوريا الديمقراطية» يمشي بين الصوامع والمطاحن في منبج بعد أن تمت السيطرة عليها بداية يوليو الماضي (رويترز)
TT

«مجلس منبج العسكري» يسيطر على 80 % من المدينة.. ويتحدث عن انهيار «داعش»

مقاتل من «قوات سوريا الديمقراطية» يمشي بين الصوامع والمطاحن في منبج بعد أن تمت السيطرة عليها بداية يوليو الماضي (رويترز)
مقاتل من «قوات سوريا الديمقراطية» يمشي بين الصوامع والمطاحن في منبج بعد أن تمت السيطرة عليها بداية يوليو الماضي (رويترز)

أكد قياديون أكراد أن قوات «مجلس منبج العسكري» باتت تسيطر على 80 في المائة من المساحة الإجمالية لمدينة منبج الواقعة في الشمال السوري، متحدثين عن «انهيار» تنظيم داعش بعدما باتت عناصره محاصرة في مساحات ضيقة في المدينة القديمة.
وقال الناطق الرسمي باسم «مجلس منبج العسكري» شرفان درويش لـ«الشرق الأوسط»، إن تقدم قواته متواصل على كل المحاور، مؤكدا أن «الوضع تحت السيطرة تماما بعدما تم تحرير 80 في المائة من المدينة». وأضاف: «(داعش) في حالة انهيار وتشتت داخل المدينة.. ونحن حاليا نتجه إلى وسطها».
من جهته، أكّد مستشار «قوات سوريا الديمقراطية» ناصر حاج منصور تحرير 80 في المائة من منبج، لافتا إلى أن عناصر «داعش» محاصرة حاليا في مساحات ضيقة في المدينة القديمة. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الخناق ضاق كثيرا عليها وكل محاولاتها لفك الحصار من الخارج باءت بالفشل».
ورجّح حاج منصور أن تحمل الساعات أو الأيام القليلة المقبلة أجوبة نهائية حول مصير المدينة، فإما يكون هناك استسلام من قبل عناصر التنظيم، وإما يتم اقتحام مواقع وجودهم، كاشفا أن المبادرات التي طُرحت بوقت سابق والتي كانت تسمح بخروج مقاتلي التنظيم نحو مناطق أخرى خاضعة لسيطرتهم، مقابل السماح للمواطنين والجرحى المدنيين المحاصرين في منبج بالخروج إلى مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية»، تم سحبها، وأضاف: «العرض لم يعد قائما».
وأوضح حاج منصور أنّه ومنذ إطلاق حملة استعادة منبج من قبضة تنظيم داعش، تم تحرير نحو 50 ألف مدني وفتح معابر آمنة لمجموعات من 500 وألف شخص، لافتا إلى أن عمليات تحرير ما تبقى من مدنيين مستمرة، مرجحا أن لا يتخطى عدد الذين لا يزالون في المدينة الـ15 ألفا.
وبدأت «قوات سوريا الديمقراطية» في نهاية شهر مايو (أيار) وبغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة أميركية هجوما للسيطرة على مدينة منبج الاستراتيجية الواقعة على خط الإمداد الرئيسي لتنظيم داعش بين محافظة الرقة، أبرز معاقله في سوريا، والحدود التركية. وتمكنت هذه القوات التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، من دخول منبج بعد أسابيع، لكنها لا تزال تواجه مقاومة تحول دون طرد الجهاديين الذين يستخدمون في مقاومتهم التفجيرات الانتحارية والسيارات المفخخة والقناصة، كما يتخذون مئات المدنيين دروعا بشرية لهم.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في وقت سابق لوكالة الصحافة الفرنسية إن «قوات سوريا الديمقراطية تمكنت الثلاثاء من السيطرة على أحياء سكنية عدة في القسم الشرقي والغربي من مدينة منبج مقابل انكفاء تنظيم داعش إلى وسط المدينة وشمالها»، لافتا إلى أن هذه القوات باتت «تسيطر على نحو ستين في المائة من مساحة مدينة منبج، في تقدم هو الأبرز والأسرع منذ بدء هجومها للسيطرة على المدينة وطرد عناصر (داعش) منها».
ونقلت وكالة «آرا نيوز» عن قيادي في «مجلس منبج العسكري» تأكيده على أن قواتهم تمكنت من تدمير كامل الخطوط الدفاعية الأمامية لتنظيم داعش ونقاط تمركزه في المدينة، وأشار إلى أن «المساحة المتبقية تحت سيطرة التنظيم تتقلص يومًا بعد يوم».
وأوضح مصدر في «قوات سوريا الديمقراطية» أن «الاشتباكات بين مقاتلي المجلس العسكري من جهة، وبين عناصر (داعش) من جهة أخرى، مستمرة بشكل عنيف في حي الشيخ عقيل جنوب شرقي منبج، فيما تواصل القوات تقدمها في حي الغسانية شمالي المدينة».
وبدا لافتا ما كشفه المركز الإعلامي لـ«وحدات حماية الشعب الكردية» عن مقتل اثنين من مقاتليها الأوروبيين، مشيرا في بيان وصل لوكالة «آرا نيوز» إلى أنهما «فقدا حياتهما في حملة منبج». وأوضح البيان أن «المناضلين كيفارة روج آفا، الاسم الحقيقي ديان كارل إيفانس وهو بريطاني الجنسية، ورودي جكدار، الاسم الحقيقي مارتن كرودان وهو سلوفيني الجنسية، كانا دائمًا في الخطوط الأمامية أثناء المعركة وكانا يحاربان مرتزقة (داعش) من دون أي تردد أو هوادة، وحاربا حتى أفديا بروحيهما الطاهرة». وأشار المركز إلى أن المقاتل البريطاني سقط في يوليو (تموز) الماضي، فيما السلوفيني في 27 من الشهر ذاته.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.