صندوق التنمية السعودي: الرياض شيدت 3 طرق في صعدة.. ودعمها لليمن شامل

العضو المنتدب في الصندوق أكد أن دعم المملكة سبق «عاصفة الحزم» بسنوات

جانب من مساعدات مركز الملك سلمان للإغاثة في محافظة صعدة (واس)
جانب من مساعدات مركز الملك سلمان للإغاثة في محافظة صعدة (واس)
TT

صندوق التنمية السعودي: الرياض شيدت 3 طرق في صعدة.. ودعمها لليمن شامل

جانب من مساعدات مركز الملك سلمان للإغاثة في محافظة صعدة (واس)
جانب من مساعدات مركز الملك سلمان للإغاثة في محافظة صعدة (واس)

كشف لـ«الشرق الأوسط»، المهندس يوسف بن إبراهيم البسام، العضو المنتدب للصندوق السعودي للتنمية، عن دعم بلاده 76 مشروعا في اليمن خلال الفترة الماضية، شملت قطاعات الطرق، والكهرباء، والمياه، والتعليم، والتنمية الاجتماعية، مشيرا إلى أن حجم تلك المشاريع التي توزعت بين قروض ومنح، بلغ 15 مليار ريال، أسهمت في تعزيز أعمال صندوق الفرص الاقتصادية، وصندوق الرعاية الاجتماعية، وبرامج الرعاية الصحية الأولية في اليمن، إضافة إلى مكافحة الأوبئة وتأمين اللقاحات ضد الأمراض المعدية، ومكافحة الملاريا، والتطعيم ضد الفيروسات.
وأوضح البسام، أن كل المناطق والمكونات والأطياف اليمنية في الشمال والجنوب، حظيت بالدعم السعودي، الذي سبق عاصفة الحزم بسنوات، مبينا أن محافظة صعدة، معقل الميليشيات الحوثية، نالت نصيبا وافرا من المشروعات، من خلال تشييد طريق صعدة ظهران الجنوب، وطريق مجز رازح، وحيدان المنازلة، بينما شيدت فيها مستشفيات متطورة، كباقي المدن والمحافظات، مثل تعز، وصنعاء، وعدن، والمكلا، والحديدة.
وشهدت مسيرة العمل الإغاثي والإنساني من جانب السعودية تناميًا متسارعًا خلال الفترة الماضية؛ حيث وصلت نسبة المساعدات إلى 1.9 في المائة من إجمالي الدخل القومي للبلاد: «وهو رقم غير مسبوق، جعلها تحتل صدارة الدول المانحة للمساعدات».
‎ووفق السلطات في المملكة، فإن المساعدات تأتي استجابة لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، والالتزامات الأخلاقية التي توجب إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، «ما أدى إلى تكون البلاد نموذجا يحتذى به في المجال الإغاثي والخدمات الإنسانية التي تقدمها للبشرية، دون توجهات سياسية، أو اعتبارات الدين، أو العرق، أو اللون».
وتتخذ البلاد، مبدأ الاستجابة العاجلة والتدخل السريع فور حدوث الأزمات الإنسانية، حيث تستنفر جهودها الإغاثية رسميا وشعبيا لرفع معاناة المناطق المتضررة، ليتمكن المنكوبون من العودة إلى حياتهم الطبيعية، وارتفع حجم المساعدات، سواء الإنسانية، أو من خلال القروض والمنح للبلدان النامية، إلى 54 مليار ريال سعودي؛ الأمر الذي مكن المملكة من احتلال المركز الأول كنسبة مساعدات من الدخل القومي، والمركز الرابع في مجموعة الدول المانحة بعد الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا.
واستفاد ما يصل لـ80 دولة حول العالم من الإعانات السعودية، وتخطى حجم المساعدات، التي بلغت 1.9 في المائة من ناتج الدخل القومي، النسبة المستهدفة من الأمم المتحدة التي لا تتخطى 0.7 في المائة، وتوثق الجهات الحكومية المساعدات.
وأشار الصندوق السعودي للتنمية إلى تقديم المملكة خلال سنة 2015 قروضا لـ31 مشروعا في 23 دولة نامية في قارات أفريقيا وآسيا وأوروبا وأميركا الجنوبية، بمبلغ يصل لخمسة مليارات ريال، مبينا أن تلك القروض تستهدف دعم الدول الفقيرة والمنكوبة، وتوفير المناخ المناسب للاستقرار الاقتصادي والتنموي لتلك الدول، إضافة إلى تحسين ظروف المعيشة لمواطنيها، وخفض مستوى الفقر في المجتمعات الريفية، خاصة المزارعين الذين تعتمد عليهم معظم اقتصادات الدول الفقيرة، كما شمل الدعم مجالات البنية الاجتماعية، والنقل، والاتصالات، والطاقة، والزراعة، والإسكان.
وأشاد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بسخاء المساعدات السعودية على مر السنوات الماضية، التي زادت بشكل ملحوظ في الأعوام الأخيرة، ما منحها مركزا متقدما في مصاف أعلى الدول المانحة عالميا، مشددا على أن المملكة استجابت بشكل عاجل لبعض الأزمات الإنسانية الأليمة في الفترة الأخيرة، كالتي شهدتها هايتي وميانمار ونيبال والعراق وسوريا واليمن، لافتا إلى أن القطاع الخاص السعودي يقدم تبرعات كبيرة، على مستوى المنظمات الخيرية والشعبية.
‎ويسعى مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إلى وضع نظام يتيح له استقبال التبرعات العينية، وتوصيلها للمحتاجين في العالم، فيما يعمل على إنهاء الترتيبات اللازمة لوضع نظام يتيح له استقبال التبرعات العينية من قبل المواطنين، والقطاع الأهلي، والقطاع الحكومي، وتوصيلها إلى المحتاجين في العالم، وفق إطار قانوني معتمد.



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.