موسكو تعلن بدء عملية إنسانية واسعة النطاق في حلب

«هيومن رايتس ووتش» تؤكد استخدام روسيا والنظام السوري ذخائر عنقودية في ضرب المدنيين

موسكو تعلن بدء عملية إنسانية واسعة النطاق في حلب
TT

موسكو تعلن بدء عملية إنسانية واسعة النطاق في حلب

موسكو تعلن بدء عملية إنسانية واسعة النطاق في حلب

أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اليوم (الخميس)، بدء "عملية إنسانية واسعة النطاق" في حلب شمال سوريا، تشمل إنشاء ممرات إنسانية للمدنيين والمقاتلين المستعدين للاستسلام.
وبعدما أشار إلى "وضع إنساني صعب" في المدينة المحاصرة منذ السابع منذ يوليو (تموز)، وشهدت معارك طاحنة في الايام الاخيرة، أوضح شويغو في تصريحات نقلتها وكالات الانباء الروسية أنّ ثلاثة ممرات إنسانية ستقام مع قوات النظام السوري، من أجل المدنيين المحتجزين كرهائن لدى الارهابيين وكذلك المقاتلين الراغبين في الاستسلام". وأضاف أنّ ممرًا رابعا سيفتح في الشمال، على طريق الكاستيلو ليسمح "بمرور المقاتلين المسلحين بشكل آمن"، مؤكدا أنّ الامر لا يتعلق سوى "بضمان أمن سكان حلب". واكد الوزير الروسي أنّ هذه العملية ستبدأ في 28 يوليو.
وتتعرض الاحياء الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة في مدينة حلب لقصف كثيف أخيرًا من قوات النظام.
وجرت دعوات عدّة لجميع الاطراف لوقف اطلاق النار؛ لكنّ الأمر لم ينجح، وقال شويغو "نتيجة لذلك أصبح الوضع في مدينة حلب ومحيطها صعبا"، مؤكدا أنّه يتحرك بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين. وتابع أنّ مساعدة إنسانية وطبية ستقدم في الممرات الانسانية.
من جانبهاـ اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اليوم، قوات النظام السوري والقوات الروسية باستخدام ذخائر عنقودية محرمة دوليا على نطاق واسع في عملياتها الأخيرة في مناطق سيطرة المعارضة في سوريا.
وقالت المنظمة في تقرير لها نشرته اليوم إنها وثقت 47 هجوما بالذخائر العنقودية، أسفرت عن مقتل وجرح عشرات المدنيين في الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في ثلاث محافظات منذ أواخر مايو (أيار)، مرجحة أن يكون العدد الفعلي لهجمات الذخائر العنقودية أكبر من ذلك.
وقال أوليه سولفانغ، نائب مدير قسم الطوارئ في المنظمة :"منذ جددت روسيا وسوريا عملياتهما الجوية المشتركة، شهدنا استخداما مكثفا للذخائر العنقودية"، مطالبا الحكومة الروسية بالتأكد فورًا من عدم استخدام قواتها أو القوات السورية لهذا السلاح العشوائي بطبيعته. وأضاف :"ليست الذخائر العنقودية فقط هي ما يؤذي السوريين اليوم، إذ أنه يمكن للذخائر الصغيرة غير المنفجرة الاستمرار في قتلهم لفترة طويلة في المستقبل".
وقالت المنظمة إنه على الرغم من أنّ روسيا وسوريا ليستا عضوين في "اتفاقية الذخائر العنقودية"، إلّا أنّهما ملزمتان بالقانون الإنساني الدولي أو قوانين الحرب التي تحظر الهجمات العشوائية. وحثت المنظمة البلدين على التوقف فورًا عن استخدام الذخائر العنقودية والانضمام إلى اتفاقية الذخائر العنقودية.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».