سوق مزدهرة للإلكترونيات المستعملة

شركات تدقق في صلاحية مكوناتها قبل بيعها بأسعار مخفضة

سوق مزدهرة للإلكترونيات المستعملة
TT

سوق مزدهرة للإلكترونيات المستعملة

سوق مزدهرة للإلكترونيات المستعملة

عندما يبيع أي شخص جهازا مستعملا لألعاب الفيديو إلى متاجر شركة «GameStop» الأميركية للتجزئة، فإن الجهاز يدخل في رحلة طويلة.. إذ يذهب المنتج إلى مرفق التصليح في الشركة، مثل مركز عمليات التجديد الكبير في غريبفاين بولاية تكساس، حيث يخضع لسلسلة طويلة من الاختبارات.
جهاز بلاي - ستيشن، على سبيل المثال، يخضع لفحص كل مكون من مكوناته على حدة، من قرص التحميل وحتى الليزر الذي يقرأ الألعاب. ويتم استبدال أي مكون يظهر فيه الخلل على الفور. ومع مراجعة مكونات الجهاز، وتنظيفه من البيانات الشخصية للمستخدم السابق، يمكن إعادة بيعه مرة أخرى للعملاء.

«أطباء التكنولوجيا»

يقول بروس كولب، نائب رئيس شركة «GameStop» لشون التوريد والتجديد: «ينبغي علينا في بعض الأحيان أن نكون مثل الأطباء ونوجه الكثير من الأسئلة. وأسوأ شيء في عالمنا هو خروج لعبة من اللعب إلى قسم الأجهزة المملوكة سابقا في المتجر ثم تكون هناك مشكلة مع المستهلك بشأنها بعد ذلك». ويؤكد قسم التجديدات لألعاب الفيديو المستعملة في شركة «GameStop» أنه يمكن أن يكون شراء الإلكترونيات المستعملة والتي تحمل اسم شركة ذات علامة تجارية مرموقة، مماثلا غالب الأمر لشراء إلكترونيات جديدة تماما. وفي حين أن المنتجات المستعملة قد تفتقر إلى التغليف الأصلي أو ربما تكون هناك بعض التلفيات البسيطة في العبوات، فإن جودة الأجهزة نفسها تبقى ممتازة ويقدم المستهلكون الذين يبتاعون هذه الأجهزة خدمة جليلة للعالم حيث يوفرون كثيرا من استخدام الطاقة، والمعادن، والبلاستيك، والعمالة المستثمرة في صناعة المنتجات، كما تقول كارول مارس، كبيرة الباحثين في مؤسسة «اتحاد الاستدامة» والمعنية بأبحاث استدامة السلع الاستهلاكية.
وأولئك الذين يشترون الأجهزة الإلكترونية المستعملة يعتبرون أنفسهم جزءا من التوجه في مكافحة النزعة الاستهلاكية، والذي يتضمن صيانة الإلكترونيات لمزيد من الاستفادة منها ولفترات أطول، بدلا من التخلص منها ومواصلة التحديث والترقية بشراء أحدث المنتجات.

أجهزة مستعملة

ليست هناك أرقام مؤكدة حول مدى شراء المواطن الأميركي للمنتجات الإلكترونية المستعملة. وما يقرب من 25 في المائة من أرباح شركة «GameStop» العام الماضي تتكون من مبيعات المنتجات المستعملة، وهي نسبة كبيرة بالمقارنة بأرقام العام الماضي المسجلة. وقالت شركة أمازون بأن الكثير من العملاء يتسوقون في قسم المنتجات المستعملة على موقعها، على الرغم من أن الشركة رفضت الإفصاح عن الأرقام. والكثير من المؤسسات التي تتعامل مع الإلكترونيات المستعملة تبيع لفئة من المستهلكين غير قادرة على شراء التكنولوجيات الجديدة، مثل المدارس العامة أو الدول المنهكة اقتصاديا. ومع ذلك، تواجه الإلكترونيات المستعملة في غالب الأمر سمعة سيئة – حيث يفقد الناس الثقة في المنتجات السابقة الملكية بسبب أن شخصا آخر قد استخدمها بدلا منهم.
وحتى نعرف إذا ما كان لذلك الحرج ما يبرره، عقدت مقارنة بين برامج المنتجات المستعملة لدى ثلاث شركات من مبيعات التجزئة: أمازون، و«GameStop»، وغازيل. والنتيجة التي توصلت إليها هي أنه يمكنك شراء المنتجات المستعملة من العلامات التجارية المرموقة بنفس مستوى الثقة الذي تشتري به السيارة المستعملة من موزع معتمد.

برامج البيع

تطلق أمازون على برنامجها الداخلي للمنتجات ذات الملكية السابقة مسمى صفقات المستودع. وتبيع شركة التجزئة العملاقة المنتجات المستعملة تحت 25 فئة، بما في ذلك أجهزة التلفاز، والكاميرات، والكومبيوترات، وأجهزة المطبخ، والهواتف الخلوية. ويأتي الكثير من الأجهزة من عملاء كانوا قد فتحوا العبوات أو استخدموا البضائع ثم أعادوها إلى أمازون. ويقول غلين رامسديل مدير صفقات المستودع لدى أمازون بأنه تم فحص كل منتج فحصا يدويا لمراجعة حالته الوظيفية. والسماعة اللاسلكية، على سبيل المثال، يجري اختبار مميزات الاتصال فيها وفحص الملحقات الداخلية، وتجري الإصلاحات للمكونات إذا لزم الأمر. ثم تُمنح المنتجات درجة ما. ودرجة «مثل الجديد» تعني أن المنتج لم يُمس وفي حالة ممتازة، ودرجة «جيد جدا» تعني أن المنتج استخدم بعناية ووقت الاستخدام لم يكن طويلا، ودرجة «جيد» تعني أن المنتج تظهر به علامات الاستهلاك ولكنه يعمل بصورة جيدة، ودرجة «مقبول» تعني أن المنتج فيه مشاكل تتعلق بالمظهر مثل الخدوش والانبعاجات ولكنه برغم ذلك في حالة تشغيلية جيدة.
تتراوح الخصومات في قسم صفقات المستودع لدى أمازون، ولكن بمرور الوقت، يمكن للعملاء الحصول على صفقات جيدة. حيث يُباع جهاز كيندل من إنتاج أمازون بمبلغ 60 دولارا للجهاز الجديد، ولكن الجهاز من درجة «جيد» يباع بسعر 43.50 دولارا، وهو خصم بنسبة 28 في المائة.
من جهتها تقدم شركة غازيل النقود الفورية مقابل هواتف العملاء الذكية المستعملة، وكومبيوترات أبل المحمولة، والآيباد. وقبل عرض المنتجات للبيع، تخوض عبر برنامج اختبارات صارمة يشبه ذلك المعمول به في شركة «GameStop». ويتم شحن المنتجات إلى مركز للمعالجة في لويسفيل بولاية كنتاكي، ويخضع هناك لما تسميه شركة غازيل عملية التفتيش ذات الـ30 نقطة، حيث يتم اختبار كل شيء من عدسات كاميرا الهاتف إلى الموصلات اللاسلكية. وينبغي أن تكون سعة بطاريات الهواتف الذكية في 80 في المائة من طاقتها، أو يتم بخلاف ذلك استبدالها بأخرى جديدة كما تقول الشركة. يقول ديف ماكوير رئيس شركة غازيل بأنه على غرار برامج التفتيش المعمول بها لدى تجار السيارات المستعملة المعتمدين، فإن العمليات في شركة غازيل تخلق مستوى من الثقة في شراء الهواتف المستعملة والكومبيوترات. وبرغم ذلك رفض السيد ماكوير توفير أرقام محددة، وأشار إلى أن مبيعات الأجهزة المستعملة للعملاء ارتفعت بمقدار الضعف خلال هذا العام مقارنة بالعام الماضي.
وفي شركة «GameStop»، تزداد صرامة اختبارات المنتجات المستعملة. ويقول كولب مدير التوريد والتجديد بالشركة، بأن الشركة تستقبل أكثر من 100 جهاز من أجهزة الألعاب في الشهر، والعمل على تجديدها وإدخالها في اختبارات الإجهاد، وتشغيلها لآلاف الساعات لمعرفة إذا ما كانت الإصلاحات المطبقة جيدة من عدمه. وعينات الاختبار تلك لا يتم بيعها للعملاء قط. ويضيف كولب «إنه مثل الطريقة التي تستخدمها شركات السيارات في اختبار التصادم». وبالنسبة لأجهزة ألعاب الفيديو المستعملة، تزيل الشركة أي خدوش كانت على الأقراص، ولكن إذا كانت اللعبة مخدوشة بصورة كبيرة فلن يعمل الجهاز بصورة طبيعية، ويأخذ طريقه للتخلص منه.
إن المقايضات المطبقة لشراء أجهزة الألعاب المستعملة في شركة «GameStop» واضحة إلى حد ما. بعد إصدار جهاز جديد، يتعين عليك الانتظار لفترة من الزمن حتى يمكنك شرائه: بعبارة أخرى، سوف يتأخر حصولك عليه قليلا. وهناك أجهزة ألعاب أخرى لن تجد عبوة التغليف الأصلية عليها وقد تكون هناك بعض الخدوش الظاهرة. ولكن بالنسبة للمستهلك العادي، فإن كل ما يهم هو اللعبة ذاتها والتي سوف تكون تماما مثل اللعبة الجديدة وكأنك اشتريتها من المتجر الأصلي فورا.
ماذا لو حدث خطأ؟ تمنح شركتا أمازون و«GameStop» للعملاء مهلة 30 يوما لإرجاع المنتجات المستعملة، وهي نفس الفترة الممنوحة التي تسمح بها الشركتان بالنسبة للمنتجات الجديدة. وتوفر شركة غازيل ضمانا مجانيا لمدة 30 يوما لكل جهاز مع خيار تمديد فترة الضمان.

نصائح البيع والشراء

من واقع تجربتي الشخصية في شراء ألعاب الفيديو المستعملة، والكومبيوترات، وحتى الأجهزة المنزلية مثل المكانس الكهربائية من شركات «GameStop» وغازيل وأمازون، فإنني لم أندم قط على شراء الأجهزة المستعملة من هناك. ولكن السيدة مارس تحذر من شراء أجهزة التلفاز وشاشات الكومبيوتر المستعملة، حيث يمكن أن تسوء حالة الكثير من المكونات في الشاشات الكبيرة أكثر من بقية مكونات الكومبيوتر. كما يمتد التحذير كذلك إلى شراء الأجهزة الإلكترونية الملبوسة والمستعملة مثل «فيتبيت: لمتابعة اللياقة البدنية بسبب أنها تغطي فئة من الأجهزة جديدة للغاية». حتى إذا تخيرت عدم شراء الأجهزة المستعملة، فإن أفضل ما يمكنك فعله هو بيع أجهزتك المستعملة بأسرع ما يمكن فور توقفك عن استخدامها حتى يمكن لشخص آخر استخدامها والاستفادة منها. ولقد اختبرت الكثير من الخدمات في مجال التجارة وإعادة التدوير العام الماضي ووجدتهم كلهم بلا مشاكل. وإذا أجلت ذلك، قد يصبح المنتج قديما للغاية، مما يعني ألا يتمكن تجاز التجزئة من إعادة بيعه، وقد ينتهي الأمر بأن يتخلصوا منه بطريقتهم.
تقول السيدة مارس أخيرا «قم ببيع جهازك القديم سريعا حتى يتمكن أحدهم من الاستفادة منه مرة أخرى. فليس هناك سبب للاحتفاظ به في درج ملابسك الخاص».

* خدمة «نيويورك تايمز»



الذكاء الاصطناعي... جيد في الفنون سيئ في الرياضيات

الذكاء الاصطناعي... جيد في الفنون سيئ في الرياضيات
TT

الذكاء الاصطناعي... جيد في الفنون سيئ في الرياضيات

الذكاء الاصطناعي... جيد في الفنون سيئ في الرياضيات

في العام الدراسي الذي انتهى أخيراً، برزت فئة من المتعلمين مثل لغز ظاهر للعيان... فئة من «المجتهدين»، الذين يتحسنون، ويتحدثون بوضوح بشكل ملحوظ. ولكن من الغريب أن هؤلاء «المتعلمين» - روبوتات الدردشة الذكية - غالباً ما يجاهدون أنفسهم مع الرياضيات.

الأشعار وليس الحساب

يمكن لروبوتات الدردشة مثل «تشات جي بي تي» من شركة «أوبن إيه آي» كتابة الشعر، وتلخيص الكتب والإجابة عن الأسئلة، غالباً بطلاقة على مستوى الإنسان.

كما يمكن لهذه الأنظمة إجراء العمليات في الرياضيات، بناءً على ما تعلمته. ولكن النتائج يمكن أن تختلف وتكون خاطئة، إذ يتم ضبط الأنظمة الذكية بدقة لتحديد الاحتمالات، وليس لإجراء حسابات قائمة على القواعد. إن الاحتمال ليس دقيقاً، كما أن اللغة أكثر مرونة وتسامحاً من الرياضيات.

متخصص فنون حرة لا في عبقرية الأرقام

قال كريستيان هاموند، أستاذ علوم الكومبيوتر وباحث الذكاء الاصطناعي في جامعة نورث وسترن: «تواجه روبوتات الدردشة الذكية صعوبة في الرياضيات لأنها لم تُصمم قط للقيام بذلك». يبدو أن أذكى علماء الكومبيوتر في العالم قد ابتكروا ذكاءً اصطناعياً أكثر تخصصاً في الفنون الحرة من عبقرية الأرقام.

في ظاهر الأمر، يبدو هذا بمثابة قطيعة حادة مع ماضي الحوسبة. فمنذ ظهور أجهزة الكومبيوتر المبكرة في أربعينات القرن العشرين، كان التعريف المختصر الجيد للحوسبة هو «الرياضيات القائمة على المنشطات». كانت أجهزة الكومبيوتر آلات حسابية لا تعرف الكلل وسريعة ودقيقة.

وكان تحليل الأرقام لفترة طويلة هو ما تجيده أجهزة الكومبيوتر حقاً، متجاوزة الأداء البشري بكثير. وتقليدياً، كانت أجهزة الكومبيوتر مبرمجة لاتباع قواعد خطوة بخطوة واسترجاع المعلومات في قواعد بيانات منظمة... كانت قوية ولكنها هشة. لذا، اصطدمت الجهود السابقة في مجال الذكاء الاصطناعي بحائط.

الشبكات العصبية

ومع ذلك، قبل أكثر من عقد من الزمان، اخترق نهج مختلف وبدأ في تحقيق مكاسب مذهلة.

التكنولوجيا الأساسية، التي تسمى الشبكة العصبية، مصممة بشكل فضفاض على غرار الدماغ البشري. إذ لا تتم برمجة هذا النوع من الذكاء الاصطناعي بقواعد صارمة، ولكنه يتعلم من خلال تحليل كميات هائلة من البيانات. إنه يولد اللغة، بناءً على كل المعلومات التي استوعبها، من خلال التنبؤ بالكلمة أو العبارة الأكثر احتمالاً أن تأتي بعد ذلك - تماماً كما يفعل البشر.

«هذه التكنولوجيا تقوم بأعمال رائعة، لكنها لا تفعل كل شيء»، كما قال هاموند. في بعض الأحيان، تعثرت روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي في حل مسائل حسابية وكلمات رياضية بسيطة تتطلب خطوات متعددة للوصول إلى حل، وهو أمر وثقه أخيراً بعض مراجعي التكنولوجيا.

وبينما تتحسن كفاءة الذكاء الاصطناعي، لكنها تظل تحمل العيوب. في حديثها في ندوة عقدت أخيراً، قدمت كريستين دي سيربو، كبيرة مسؤولي التعليم في أكاديمية خان، وهي مؤسسة تعليمية غير ربحية تجري تجارب على مدرس روبوت دردشة ومساعد تدريس بالذكاء الاصطناعي، موضوع دقة الرياضيات. قالت دي سيربو للمعلمين: «إنها مشكلة، كما يعلم الكثير منكم».

نظام «خانميغو» الذكي التعليمي

ذكاء اصطناعي يستعين بالآلة الحاسبة

قبل بضعة أشهر، أجرت أكاديمية خان تغييراً كبيراً على مدرسها المدعوم بالذكاء الاصطناعي، المسمى «خانميغو (Khanmigo)». يرسل العديد من المسائل الحسابية إلى برنامج الآلة الحاسبة بدلاً من مطالبة الذكاء الاصطناعي بحل مسائل الرياضيات. أثناء انتظار انتهاء برنامج الآلة الحاسبة، يرى الطلاب عبارة «إجراء العمليات الحسابية» على شاشاتهم وأيقونة «خانميغو» تهز رأسها.

قالت دي سيربو، التي تظل متفائلة بأن روبوتات الدردشة التفاعلية ستلعب دوراً مهماً في التعليم: «نحن في الواقع نستخدم أدوات مخصصة لإجراء العمليات الحسابية».

ولأكثر من عام، استخدم «تشات جي بي تي» حلًا مشابهاً لبعض مشاكل الرياضيات. إذ إنه يطلب المساعدة من برنامج الآلة الحاسبة لمهام مثل قسمة الأعداد الكبيرة والضرب.

قالت شركة «أوبن إيه آي»، في بيان، إن الرياضيات «مجال بحثي مستمر مهم»، وهو مجال أحرز فيه علماؤها تقدماً ثابتاً. وأضافت أن نسختها الجديدة من GPT حققت دقة تقرب من 64 في المائة على قاعدة بيانات عامة تضم آلاف المشكلات التي تتطلب الإدراك البصري والمنطق الرياضي. وهذا أعلى من 58 في المائة للإصدار السابق.

غالباً ما تتفوق روبوتات الدردشة التفاعلية عندما تستهلك كميات هائلة من بيانات التدريب ذات الصلة - الكتب المدرسية والتدريبات والاختبارات المعيارية. وقالت الشركة إن نسخة حديثة من التكنولوجيا التي تقوم عليها سجلت المرتبة 89 في اختبار SAT للرياضيات لطلاب المدارس الثانوية.

مناقشات حول توجهات المستقبل

يضيف الأداء غير المنتظم للتكنولوجيا في الرياضيات زخماً إلى نقاش حاد في مجتمع الذكاء الاصطناعي حول أفضل السبل للمضي قدماً في هذا المجال.

وعلى نطاق واسع، هناك معسكران. على الجانب الأول، هناك أولئك الذين يعتقدون أن الشبكات العصبية المتقدمة، المعروفة باسم نماذج اللغة الكبيرة، التي تدعم روبوتات الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي، تشكل مساراً واحداً تقريباً للتقدم المطرد وفي نهاية المطاف إلى نظم «الذكاء الاصطناعي العام»، artificial general intelligence, AGI، وهو جهاز كومبيوتر يمكنه القيام بأي شيء يمكن للدماغ البشري القيام به. وهذه هي النظرة السائدة في كثير من أنحاء وادي السيليكون.

ولكنّ هناك متشككين يتساءلون عما إذا كان إضافة المزيد من البيانات وقوة الحوسبة إلى نماذج اللغة الكبيرة كافياً. ومن أبرز هؤلاء يان ليكون، كبير علماء الذكاء الاصطناعي في «ميتا». يقول ليكون إن نماذج اللغة الكبيرة تفتقر إلى المنطق وتفتقر إلى التفكير السليم. ويصر على أن المطلوب هو نهج أوسع، يسميه «نمذجة العالم (world modeling)»، أو أنظمة يمكنها تعلم كيفية عمل العالم مثلما يفعل البشر. وقد يستغرق الأمر عقداً من الزمان أو نحو ذلك لتحقيق ذلك.

قد تكون النماذج الحالية معيبة، لكنها لا تزال تفعل الكثير.

* خدمة «نيويورك تايمز».