المصمم الصناعي مارك نيوسن، صمم كل شيء تقريبًا من أدوات المطبخ وحقائب اليد والأزياء وأقلام الحبر إلى ساعات آبل والطائرات الخاصة، وأخيرًا وليس آخرًا تعاون مع دار «لويس فويتون» لتصميم مجموعة حقائب سفر. يقول المصمم الأسترالي إن ما يحفزه على قبول التعاون مع بيوت أزياء أو شركات كبيرة، هو ذلك التحدي بأن يقدم قطعة عملية يمكن للكل استعمالها بسهولة، بمن فيهم هو شخصيًا. وهذا واحد من الأسباب التي شجعته على الموافقة على تصميم هذه الحقيبة. فهو يحب السفر، كما أنه مضطر إليه في كثير من الأحيان بسبب أعماله المترامية في كل الأنحاء، لهذا صممها «كمستهلك أكثر منه كمصمم»، قائلاً: «أنا مهووس بأن أحمل كل أغراضي في حقيبة بحجم معين، لهذا مهمًا بالنسبة لي أن أقدم تصميمًا يتوفر على كل المقاييس والمقاسات التي أطلبها وأطمح إليها شخصيًا».
قد يقول البعض إن دار «لويس فويتون» متخصصة في هذه الحقائب بحكم أن السفر يدخل في صميم جيناتها، وتأسست عليه. فقد كانت من أهم الشركات التي كانت تلبي حاجة الطبقات الأرستقراطية إلى حقائب بكل الأحجام والأشكال، في زمن لم يكن فيه السفر في الطائرات ولا حتى السيارات متوفرًا. فقد كان السفر حكرًا على الأثرياء الذين كانوا يستعملون الباخرات والقطارات، وبالتالي كانوا يحتاجون إلى حقائب ضخمة بمثابة خزائن متينة يحملون فيها كل ما يحتاجونه، بدءًا من أدوات المطبخ إلى الأزياء والجواهر، بحكم أنهم كانوا يتغيبون عن بيوتهم لعدة أشهر بالنظر إلى أن الرحلة نفسها كانت تستغرق عدة أسابيع.
لكن شتان بين الأمس واليوم، فالمسافر المعاصر قد يسافر في يوم واحد بين القارات بفضل تطور وسائل التنقل، وبطبيعة الحال يتطلب هذا التطور حقائب خفيفة الوزن، متينة تستحمل المعاملة الخشنة التي تتعرض لها في المطارات، وأيضًا عملية يمكن جرها بسهولة. كل هذا أخذه مارك نيوسن بعين الاعتبار، مستفيدًا من خبرته في مجال التصميم الصناعي من ناحية وخبرة الدار الفرنسية وتاريخها الطويل في مجال الجلود من ناحية ثانية، لتكون النتيجة عبارة عن حقيبة خفيفة الوزن للغاية، تتوفر على عدة طبقات لترتيب كل ما يحتاجه صاحبها في سفره، فضلاً على مرونة المواد المستعملة فيها حتى تقاوم الصدمات والمعاملة السيئة والاستعمال المستمر عمومًا.
استغرق تصميم وتنفيذ هذه الحقيبة حوالي 18 شهرًا، لأن مارك نيوسن كان حريصًا على أن يُطور كل التفاصيل، من انحناءات الجوانب إلى التخلص من كل الزوائد الداخلية، حتى يزيد من حجمها الداخلي، أو بالأحرى قدرتها على استيعاب الأغراض. وبالفعل نجح في ذلك، لأنها تستوعب 15 في المائة أكثر من حقيبة تقليدية من نفس الحجم. طبق المصمم نفس الأمر على الحقائب الصغيرة التي يمكن للمسافر حملها معه في الطائرة.
تجدر الإشارة إلى أن دار «لويس فويتون» تقدم خدمة لإصلاحها تستغرق 48 ساعة فقط، وهي خدمة تتوفر في 14 مدينة في العالم.
مارك نيوسن.. من تصميم الطائرات والديكورات المنزلية إلى حقائب السفر
خبرة المصمم الصناعي وإمكانيات «لويس فويتون» تبدع حقيبة سفر من نوع جديد
مارك نيوسن.. من تصميم الطائرات والديكورات المنزلية إلى حقائب السفر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة