الأمير سلطان بن سلمان يفتتح مؤتمر «الجزيرة العربية الخضراء» في أكسفورد

اكتشافات أثرية في صحراء النفود تبين أن المنطقة كانت غنية بالنباتات والأشجار

الأمير سلطان بن سلمان خلال إلقائه كلمته (تصوير: جيمس حنا)
الأمير سلطان بن سلمان خلال إلقائه كلمته (تصوير: جيمس حنا)
TT

الأمير سلطان بن سلمان يفتتح مؤتمر «الجزيرة العربية الخضراء» في أكسفورد

الأمير سلطان بن سلمان خلال إلقائه كلمته (تصوير: جيمس حنا)
الأمير سلطان بن سلمان خلال إلقائه كلمته (تصوير: جيمس حنا)

افتتح الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أمس، مؤتمر «الجزيرة العربية الخضراء» الذي تنظمه الهيئة بالتعاون مع جامعة أكسفورد وجامعة الملك سعود. وخلال الجلسة الافتتاحية أذيعت كلمة للأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا، كما تحدث خلال الجلسة البروفسور مايك بتراغليا رئيس فريق جامعة أكسفورد في مشروع البعثة السعودية البريطانية للتنقيبات الأثرية في السعودية.
وأعلن خلال المؤتمر عن نتائج اكتشافات لفريق جامعة أكسفورد في عدد من المواقع الأثرية بالمملكة، فقد عثر على قطعتين مما يعتقد أنه ناب لفيل ضخم يصل طولهما معا إلى مترين ونصف، وهما لفصيلة منقرضة تعرف باسم «الفيلة المستقيمة الأنياب».
كما عثر الفريق على مفصل عظمي لفيل في المكان نفسه الكائن في صحراء النفود.
وحسب تقرير سابق أعده فريق بحث سويسري ونشر العام الماضي، يقدر عمر الطبقات الرملية في هذه المنطقة من صحراء النفود بـ325 ألف سنة، وهي معلومة اعتمد عليها فريق جامعة أكسفورد لتحديد عمر ناب الفيل ومفصله.
يذكر أن القطع المكتشفة هي أول اكتشافات الفريق في هذا الموقع منذ بدأ التنقيب العام الماضي. وخلص الفريق العلمي إلى أن وجود فيلة في هذا المكان من العالم يعني أن المنطقة كانت خضراء غنية بالنباتات والأعشاب ولحاء الأشجار التي يعيش عليها حيوان الفيل.
ويدرس مشروع «الجزيرة العربية الخضراء» العلاقة بين التغيرات المناخية المتتالية التي مرت على الجزيرة العربية عبر عصور طويلة، وبدايات استيطان الإنسان في الأرض، وهجراته عبر قارات العالم القديم. وكشف المشروع حتى الآن عن آثار لمئات البحيرات والأنهار والغابات والكائنات التي تعيش في هذه الغابات والبيئات القديمة التي نشأت فيها وحولها عدة حضارات متعاقبة، باعتبار أن المناخ المعتدل في تلك الحقب السحيقة جعل من الجزيرة العربية مكانا مناسبا للاستيطان الإنساني.
ويستمر مؤتمر «الجزيرة العربية الخضراء» حتى يوم غد الجمعة، ويشمل جلسات عمل يقدم من خلالها عدد من الباحثين أعمالهم الميدانية وأبرز المكتشفات الأثرية.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.