جنيفر لورنس تواصل الانتقال بين الأزمنة

الممثلة الأميركية تنوع تجاربها بين مسلسلات الأفلام والأعمال المستقلة

الممثلة الأميركية الشابة جنيفر لورنس - لقطة من «رجال- إكس: القيامة»
الممثلة الأميركية الشابة جنيفر لورنس - لقطة من «رجال- إكس: القيامة»
TT

جنيفر لورنس تواصل الانتقال بين الأزمنة

الممثلة الأميركية الشابة جنيفر لورنس - لقطة من «رجال- إكس: القيامة»
الممثلة الأميركية الشابة جنيفر لورنس - لقطة من «رجال- إكس: القيامة»

المرّة المقبلة التي سنشاهد فيها جنيفر لورنس على الشاشة ستكون بعد سنوات فضائية بعيدة. لقد لعبت أدوارًا في أفلام مستقبلية أرضية من قبل، في «رجال إكس» وفي «لعبة الجوع»، وكل منهما تكون من عدة حلقات سردت على مشاهديها مغامرات من الواقع والمستحيل معًا، واستعارت، خصوصًا في «رجال إكس»، أشياء من الماضي قبل أن ترمي نفسها إلى حضن المستقبل وتصوّر رؤيتها لنهاية العالم. هذه المرّة ستجد نفسها، ونجدها نحن، في سفر فضائي بعيد. ففي «ركّاب» هي واحدة من ركاب السفينة الفضائية المتجهة إلى كوكب فيما يشبه الهجرة من الأرض إلى كوكب آمن. خلل يصيب السفينة يعيدها إلى ستين سنة سابقة. كيف ولماذا أمران غير معروفان إلا لمن استطاع قراءة السيناريو الذي تم تسريبه على الإنترنت قبل حين.
* أجرها ارتفع ولكن
سيناريو «ركّاب» لم يُكتب بالأمس القريب. في عام 2007 أنجزه شاب جديد على السينما اسمه جون سبايتس سنرى له بعد شهرين فيلمًا آخر من المغامرات الفانتازية عنوانه «دكتور سترانج». هذا السيناريو كُتب بعد أعوام من سيناريو «ركّاب» كونه موصى به من قبل شركتي إنتاجه «مارفل» و«ديزني» على عكس «ركاب» الذي وضعه من دون طلب، وكان ذلك بداية مشواره الطويل من شركة إنتاج لأخرى إلى أن وضعت «يونيفرسال» يدها عليه، سنة 2011 ووجدته صالح لعمل يجمع بين كيانو ريفز وإيملي بْلنت، ثم ريفز وراتشل ماكآدامز، ثم ريفز وريز وذرسبون. المشروع نفسه انتقل من يدي «يونيفرسال» إلى عناية صوني الفائقة فموّلته بميزانية بلغت 120 مليون دولار.
أو لنقل بميزانية مائة مليون دولار، إذ إن العشرين الزائدة هي أجر الممثلة جنيفر لورنس التي كانت شكت من أنها، وسواها من الممثلات، يتقاضين رواتب أقل من رواتب النجوم الرجال الذين يمثلون أمامهم.
جنيفر إثر ذلك رفعت سعرها إلى 25 مليون دولار. صوني عرضت عليها حلاً آخر: 20 مليون دولار ثم نسبة من الأرباح من الدقيقة التي يتوازن فيها الإيراد مع التكلفة. جنيفر وافقت.
خلال الترويج لفيلمها الأخير «رجال إكس: يوم القيامة» تحدثنا عن هذا الموضوع. كان ذلك، في الواقع السؤال الأول:
* كيف تجدين الوضع الآن بعد احتجاجك السابق على الفوارق بين أجور الممثلين وأجور الممثلات؟
- بالنسبة لي هو وضع أفضل. تصريحي كان الغرض منه القول إن مثل هذا التفريق غير مقبول. لكني لا أستطيع أن أتحدث عن باقي الممثلات. تكلمت عن نفسي وفي الوقت نفسه لاحظت أن هذا الوضع منتشر بين الممثلات، أما الحصول على نتائج إيجابية لصالح كل الممثلات فإن ذلك ليس في مقدوري القيام به. طبعًا أدعو إليه لكني لا أستطيع أن أفرضه.
* هناك ممثلات جديدات في «رجال إكس - القيامة». كيف تنظرين إلى ذلك؟ هل يذكرك ذلك ببداية مرحلتك بالتمثيل؟
- ربما إلى حد ما. في هذه السلسلة تحديدًا أنشأت صداقات مع الممثلين الآخرين الذين ظهروا، مثلي، في الأجزاء السابقة مثل جيمس ماكفوي ومايكل فاسبيندر. نعرف بعضنا ونرتاح للظهور معًا، لكني في الوقت ذاته سعيدة بدخول ممثلين جديد السلسلة. هذا يثري العمل ويزيد من تنويعه.
* إيقاع العصر
* تنتقلين ما بين مسلسلين ثابتين هما «ألعاب الجوع» و«رجال إكس» وبين أفلام غير مسلسلة. ما التفضيل الخاص بك؟
- لا أنظر إلى المسألة على هذا النحو مطلقًا. أنا سعيدة في أفلام المسلسلات وسعيدة في أفلام مستقلة صغيرة وإلا لما قمت بها. هناك بالتأكيد فروق كبيرة. العمل في المسلسلات يرتبط بسلسلة من المتطلبات التقنية لذلك الممثل تحت إدارة مختلفة تتدخل فيها عوامل مختلفة، من بينها أننا كثيرًا ما نمثّل وفي بالنا أن هناك من يقف أمامنا أو ما يحدث أمامنا، بينما لاحقًا نعرف ما هو لأن المؤثرات الخاصة ستتولى تدبير ذلك. في الأفلام الصغيرة، مثل «جوي» الذي عرض في العام الماضي فإن كل ما نقوم به معروف ومحسوب ويتم من دون حسابات أخرى.
* هذا الانتقال ما بين الأفلام، صغيرة كانت أو كبيرة، يجعلك مشغولة دائمًا. أليس هذا صحيحًا؟
- طبعًا. إنني أكاد أعمل بلا توقف.
* هل أنت راضية عن ذلك؟ وهل يعود هذا إلى أنك ما زلت في سن الشباب؟
- أحب العمل. أحب أن أمثل. لا أعتقد أن هذا له علاقة بسنوات عمري. صحيح، ما زلت شابّة لكنّ هناك ممثلين كثيرين أكبر مني سنًا ما زالوا يعملون بنشاط. المسألة هي أنني أحب العمل. الوقت يمر سريعًا بين الأفلام. العروض لا تتوقف لتسألك إذا ما كنت تريد أخذ إجازة بين كل فيلم وآخر. أكرر أنني أحب العمل وأحب قضاء الوقت أمام الكاميرا. لا أكترث لكي أفرض على نفسي إجازة علما بأني قد أحتاج إليها.
‫* بالفعل تبدو السنوات متسارعة. قبل عشر سنوات فقط لم يكن هناك ممثلة اسمها جنيفر لورنس. أول فيلم لك حدث سنة 2008. وأول ظهور أثار الاهتمام من حولك كان «عظمة شتوية» كان قبل ست سنوات فقط. كيف تفسرين نجاحك؟
- في الوقت المناسب في المكان المناسب. لا أدري. عملي يأخذ كل وقتي لكي أفكر على هذا النحو. ما أعرفه أنني وجدت المهنة التي ارتاح لها.. (تقاطع نفسها) هل تعلم أنني كنت نويت أن أمثل لخمس سنوات فقط ثم أتوقف؟ ربما لم أكن واثقة بعد مما أريد أن أقوم به.
* هذا واضح أيضًا في الأفلام السينمائية. تقنيات اليوم تفرض مشاهد مزوّدة دومًا بما هو خارق للمعقول.
- صحيح. ما بين «رجال إكس» قبل خمس سنوات و«رجال إكس» اليوم هناك مستحدثات كثيرة لا يمكن للممثل أن يصفها أو يعرفها جميعًا.
* هل شخصيتك في «رجال إكس» مكتوبة على أساس أنها لا تموت؟
- لا أعتقد، لكن السؤال جائز بسبب الانتقال من عصر إلى عصر. نعود إلى الوراء في «رجال إكس» وما زلنا جميعًا نبدو بالملامح ذاتها. الأبدية ليس موجودًا في شخصيتها. إذا كان موجودًا فلم أجده.
* رومانسي أو مغامراتي؟
* كيف يمكن لشخصية تتكرر من فيلم لآخر أن تتطوّر كما تفعل الشخصيات الدرامية في أفلام بعيدة عن الفانتازيا أو الخيال العلمي؟
- أعتقد أن ما هو ضروري بالنسبة لأفلام مثل «رجال إكس» أو بالنسبة لأفلام أخرى من المسلسلات المنتشرة ليس التطوّر في الشخصيات. هذا ليس مشكلة بالنسبة لهذه الأفلام، لأنها ليست مصنوعة لهذا الغرض. لكن هذا لا يمنع من أننا نحاول أن نتطوّر قليلاً في كل مرة. بالنسبة لي كلما عدت إلى شخصية رافن التي أؤديها، أعجبتني أكثر. أثارت اهتمامي. بالتأكيد علي أن أحبها وأهتم بها. أعتقد أن الشخصية التي يقوم بها الممثل تشترك مع القصّة ومع العناصر الأخرى في منح الفيلم جودته.
* ماذا عن «ركّاب» الذي تقومين بتصويره حاليًا؟ ما الذي تستطيعين البوح به الآن عنه؟
- لا أحب الحديث عن الأفلام التي أقوم بها قبل أن تنتهي، لكني أستطيع أن أقول إنه فيلم خاص وجديد عليّ. قد لا يبدو الأمر على هذا النحو لأنه فيلم فضائي، لكن كل موقف فيه هو جديد بالنسبة لي.
* فقط أود معرفة ما إذا كان فيلمًا رومانسيًا تقع أحداثه في الفضاء أو فيلم فضائي مع لمسة رومانسية.
- المؤكد هو أن فيه مشاهد عاطفية كثيرة، لكنه فيلم مغامرات في الزمن أيضًا. ربما الاثنان على نحو متساو (تضحك).
* ذكرت قبل عدة أشهر أنك تريدين الإخراج.
- أنا سعيدة الآن بدوري كممثلة. ما ذكرته ربما كان نتيجة رغبة قوية آنذاك. الآن أنا ممثلة سعيدة بدورها هذا في الحياة.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».