نوال الزغبي غنّت للحبّ والوطن فاشتعلت أجواء العاصمة اللبنانية

أحيت «أعياد بيروت» فقدّمت أشهر أغانيها ولوّنتها بأخرى لفيروز ووردة

جمهور الفنانة اللبنانية الملقبة بالنجمة الذهبية حاملاً صورها وأحرف اسمها - نوال الزغبي غنّت ورقصت وأطربت جمهورها
جمهور الفنانة اللبنانية الملقبة بالنجمة الذهبية حاملاً صورها وأحرف اسمها - نوال الزغبي غنّت ورقصت وأطربت جمهورها
TT

نوال الزغبي غنّت للحبّ والوطن فاشتعلت أجواء العاصمة اللبنانية

جمهور الفنانة اللبنانية الملقبة بالنجمة الذهبية حاملاً صورها وأحرف اسمها - نوال الزغبي غنّت ورقصت وأطربت جمهورها
جمهور الفنانة اللبنانية الملقبة بالنجمة الذهبية حاملاً صورها وأحرف اسمها - نوال الزغبي غنّت ورقصت وأطربت جمهورها

سهرة منوّعة وغنيّة بالفنّ الأصيل، أحيتها الفنانة نوال الزغبي ضمن برنامج «أعياد بيروت» على مسرح «بييل» وسط العاصمة. ففي حفل تميّز بإيقاع ديناميكي وبحضور عفوي قدّمت خلاله صاحبة لقب «النجمة الذهبية» وعلى مدى 90 دقيقة أشهر أغانيها القديمة والجديدة، بعد أن لوّنتها بأخرى لفيروز والراحلة وردة الجزائرية.
وزخرت الفنانة اللبنانية بطاقة شبابية لافتة، جعلت الحضور (غالبيته من الشباب) يتفاعل معها طيلة مدة السهرة دون تعب أو كلل. فمنذ اللحظات الأولى لإطلالتها بدت فرحة ومبتهجة بلقائها مع جمهورها، مما انعكس إيجابًا على أجواء السهرة كاملة.
وبفستان طويل أسود برّاق من تصميم اللبناني العالمي زهير مراد، افتتحت الحفلة بأغنية «ياما قالوا»، فنسي الجمهور فترة الانتظار الطويلة (نحو ساعة من التأخير)، التي أمضاها داخل القاعة وهو يترقّب إطلالة نجمته المفضّلة. ولتخاطبه بعدها مباشرة بالقول: «أنا سعيدة بحضوركم وببيروت التي ستبقى مضيئة بمهرجاناتها وخضراء بقلوب الذين يحبّونها».
عندها صرخ الحضور: «نوال نحن نحبّك»، فردّت عليهم: «وأنا أيضًا أحبّكم كثيرًا»، ولتغني بعدها «ألف وميّة» وتتبعها بـ«عيوني لما بيشوفوك»، وليصدح صوتها فيما بعد بأغنيتها المعروفة «الليالي»، مشعلة أجواء المسرح بالتصفيق، الذي كان يشتدّ في كلّ مرة تمايلت ورقصت فيها على أنغام «الفلامنكو» التي يحملها لحن الأغنية.
لوحات فنيّة مختلفة طعّمت بها نوال الزغبي سهرتها هذه، بحيث كان لعازف المنجيرة الذي يرافقها إطلالة سولو في أغنيتها الأولى، فهبّ الجمهور متفاعلاً معه وهو يرفع صور نوال وأحرف اسمها حماسًا. وفي لحظات أخرى تحوّل فريق الكورال إلى فريق رقص للدبكة اللبنانية، فاحتلّ المسرح بخطواته الإيقاعية على أغنيتها «الدلعونا» بعد أن اعتذرت عن مشاركته الرقص قائلة: «لا أعرف أن أرقص الدبكة». ومرات أخرى طالبت المايسترو إيلي العليا بأن يوقف عزف الأوركسترا، تاركة المجال أمام الجمهور ليردد كلمات أغنياتها كاملة، وهي تتمايل على أنغام تصفيقه وصفيره الشديدين. وعندما همّت في إنشاد أغنيتها «مش مسامحة» طلبت من الحضور مرافقتها في غنائها، فلبّى العازفون رغبتها وأسكتوا آلاتهم الموسيقية لتضجّ الصالة بأصوات محبّيها وحدهم.
وكرّت بعدها السبحة لتؤدي مجموعة من أغانيها القديمة «بيلبقلك وبندم عليك ودلعن دلعونا»، ولتتبعها بأغنية فيروز «وطني»، بعد أن توجّهت للحضور بالقول: «اللي ما عندو وطن ما عندو لا هويّة ولا استقرار ولا أي شيء آخر، وأنا اليوم أحببت أن أغني لوطني لبنان، واخترت لكم هذه الأغنية المعبّرة». اتسم أداء نوال في هذه الأغنية بالاحتراف، فقدّمتها بإحساس مرهف وعلى طريقتها، ففصلت فيها تمامًا عمّا قدّمته قبلها وبعدها من أغانٍ، ولتدعو إثر ذلك الممثل طوني عيسى من بين الحضور ليشاركها أداء «مين حبيبي أنا».
هذه الأغنية التي شكّلت منعطفًا فنيًّا في مشوار الفنانة اللبنانية بعد أن أدّتها مع زميلها وائل كفوري في عام 2006، ما زال يطالبها بها الجمهور في كلّ إطلالة لها على المسرح، وكانت في هذه السهرة بمثابة الوصلة الغنائية الفاصلة ما بين قسميها. فاغتنمت فرصة التهاء الحضور بمتابعة الفنان اللبناني طوني عيسى (فاز بلقب برنامج ديو المشاهير للعام الحالي) في أغنيته الخاصة «كانوا القمر»، وغادرت المسرح لتعود إليه أكثر إشراقًا في «يا جدع» (عنوان ألبومها الجديد)، وهي ترتدي زيًّا عصريًا أنيقًا (فستان وبنطال أحمر)، وقّعه لها أيضًا زهير مراد الذي كان من بين الحضور في المقاعد الأمامية. وتوجّهت إليه بالقول: «أبدع اليوم مصممنا العالمي»، ولتضيف بالإنجليزية: «ذا وان آند ذا أونلي».
في القسم الثاني من الحفلة ودائمًا بإدارة المايسترو إيلي العليا، غنّت نوال الزغبي مجموعة أخرى من أغانيها المعروفة بينها «عينيك كدابين» و«تبقى أغلى الحبايب» و«من الأول»، ولتعلن إثرها أنه حان وقت الرقص مع لحن «السالسا» في أغنيتها «طول عمري». عندها قام الجمهور ولم يقعد وهو يتفاعل مع حركتها السريعة على المسرح، التي أرفقتها بنتعات راقصة غمرتها من رأسها حتى أخمص قدميها. وسط تلك الأجواء المشتعلة بحيوية نوال الزغبي وديناميكيتها وخفّة ظلّها، أخذت المطربة اللبنانية الجمهور إلى حالة فنيّة أخرى مع وصلة من الطرب الأصيل، ترجمتها في أغنية «طب وأنا مالي» للراحلة وردة الجزائرية، مختتمة بذلك أول لقاء لها مع جمهورها اللبناني في حفلات مهرجانات «أعياد بيروت».
غادر الحضور صالة مسرح «البييل» وسط بيروت فرحًا مبتهجًا وهو يدندن «يا جدع»، التي أعادت وصلة منها في الختام. فخرج مفعمًا بالنشاط، رغم أن الحفل انتهى في ساعة متأخرة (نحو منتصف الليل)، وذلك إثر تلقّيه جرعة فائضة من طاقة نوال الزغبي الإيجابية، التي اتّسمت بها طيلة الحفل هي المعروفة بحضورها اللافت على المسرح.
يذكر أن بيروت على موعد مع 6 حفلات غنائية أخرى ضمن برنامج مهرجانات «أعياد بيروت»، المنظمة من قبل الشركات الثلاث «ستار سيستم وبرودكشن فاكتوري وتو يو تو سي». فيطلّ فيها كلّ من تانيا قسيس ووائل كفوري وسعد المجرّد والفريق الأجنبي «who killed bruce lee»، إضافة إلى الفرنسية إيلين سيغارا ووائل جسار وإليسا، التي ستكون مسك الختام في حفلة ستحييها في الرابع من أغسطس (آب) المقبل.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.