الأردن: تأجيل جلسة قضية مخابرات البقعة إلى الأسبوع المقبل

الحادث أسفر عن مقتل 5 من عناصر المخابرات العامة

الأردن: تأجيل جلسة قضية مخابرات البقعة إلى الأسبوع المقبل
TT

الأردن: تأجيل جلسة قضية مخابرات البقعة إلى الأسبوع المقبل

الأردن: تأجيل جلسة قضية مخابرات البقعة إلى الأسبوع المقبل

قررت محكمة أمن الدولة الأردنية رفع جلسة محاكمة الإرهابي الذي هاجم مكتب المخابرات العامة في مخيم البقعة 27 شمال غربي عمان، الذي أسفر عن مقتل خمسة من عناصر المخابرات العامة في مطلع شهر يونيو (حزيران) الماضي، ومتهم آخر باع الإرهابي السلاح، إلى منتصف الأسبوع المقبل لأخذ إفادات وكيلي الدفاع والاستماع إليها، بحسب نائب عام المحكمة العميد القاضي العسكري زياد العدوان.
وقال العدوان، في تصريح أمس: «إن المتهم الأول الرئيسي وجهت له تهمة القيام بأعمال إرهابية أفضت إلى موت إنسان، والقيام بأعمال إرهابية باستخدام أسلحة أوتوماتيكية خلافا لأحكام قانون منع الإرهاب، فيما وجهت للمتهم الثاني تهمة بيع أسلحة بقصد استخدامها على وجه غير مشروع خلافا لأحكام قانون منع الإرهاب».
وأوضح العدوان أن رئيس هيئة المحكمة تأكد من وجود وهوية المتهمين الاثنين، وتلا عليهما لائحة الاتهام، ووجه لكل منهما سؤال «مذنب أم غير مذنب؟»، فأجاب المتهمان بأنهما «غير مذنبين»، واستمعت المحكمة لجميع شهود النيابة العامة وعددهم 12، فيما وكلت عن المتهم الأول محاميا، لأن تهمته في حال ثبوتها تصل عقوبتها إلى الإعدام، وأمهلت وكيلي الدفاع عن المتهمين الاثنين إلى الجلسة القادمة لتقديم إفاداتهما الدفاعية.
يشار إلى أن المتهم الرئيس في القضية محمود مشارفة، كان حكم عام 2013 بالسجن عامين ونصف العام بعد إدانته بمحاولة الالتحاق بجيش الإسلام في غزة، لكن اعتقل في ميناء العقبة خلال محاولته الذهاب إلى غزة عبر نويبع المصرية في شهر مارس (آذار) عام 2012.
وكان المتهم قد أضرب عن الطعام في سجن الموقر، حتى تم نقله إلى سجن رميمين القريب من مخيم البقعة، وأفرج عنه في منتصف عام 2014، لكنه اختفى عن الأنظار منذ تلك الفترة قبل أن يظهر مؤخرا لتنفيذ العملية الأخيرة ضد مكتب المخابرات في البقعة.
من جانبه قال محامي التنظيمات الإسلامية موسى العبد الات إنه في حال «دانته المحكمة فإن قرار حكم الإعدام مكرر خمس مرات بانتظار المتهم الرئيسي، أما المتهم الآخر فإن المحكمة ستصدر قرار إدانته بالسجن المؤبد».
يشار إلى أن النائب العام لمحكمة أمن الدولة طلب عدم نشر أي معلومات عن القضية إلا بموافقته أو تصريح منه، ولم يعرف حتى الآن حيثيات ومجريات التحقيق مع المتهم، إضافة إلى الدوافع التي ساقته إلى هذا العمل الإرهابي.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.