معظم المشاريع الكبيرة تبدأ عادة بأفكار جريئة، وفي بيئات الدول الصناعية، وبالأخص في أميركا والصين. الشباب لديهم الحماس والجرأة على المغامرة لاستثمار ابتكاراتهم ونتاجهم الفكري.. وأغلبهم يحقق نجاحات منقطعة النظير! تجد الشاب وهو في الدراسة الثانوية يفكر في الاختراع وبيعه للعامة. وبعضهم يوفق ليحقق ثروات وهو ما زال في سن المراهقة.
والأميركان لديهم عبارة يرددونها، وهي أن «فلان يعرف كيف يأتي بالمال» He knows how to make money! وبعضهم ينجح ليصبح من المشاهير والشخصيات العالمية بين عشية وضحاها.
أتذكر أن شابا كان يجري أبحاثا ليخترع جهازا لربط الاتصالات الفضائية بمحطات الاستقبال الأرضية وسبق شركة AT&T في الوصول للاختراع، فعرضت عليه هذه الشركة ثمانين مليون دولار للتنازل لها عنه.
ومثال آخر الملياردير العالمي «بيل غيتس» صاحب شركة «مايكروسوفت» الشهيرة.. وذاكرة التاريخ تزخر بالأسماء الشهيرة للذين بدءوا مشاريعهم بأحلام كانت بعيدة المنال في أذهان الجميع، لكنهم حققوا أمنياتهم مع الوقت والصبر والجهد والكفاح.
اليوم تطل علينا بعض المحاولات التي تستخدم تقنيات الاتصال المجانية الحديثة للاستيراد والتسويق ليستفيد منها أناس بسطاء، ولتنفع المجتمع وتوفر له الجهد والمال. ومن ذلك التسويق الإلكتروني، بالأخص في مجال استيراد ملابس ولعب ودراجات ومستلزمات وتسلية الأطفال، وأجهزة الرياضة وكمال الأجسام وإنقاص الوزن والكماليات.
وليس هذا وحسب، بل حتى في مجالات تسويق السيارات والعقارات. وكلها مشاريع مربحة لكنها سهل ممتنع.
أعرف شخصا منذ عشرات السنين وهو يعرض منتجات ألمانية في كتالوغات لمصانع شهيرة. ومدون بهذه الكتالوغات صور بالألوان ومقاسات وأسعار هذه المنتجات. ومع الوقت تطور به الحال إلى أن نوع نشاطه ليس فقط في المنتجات الألمانية، وإنما الأوروبية والأميركية والصينية، وفتح له مواقع إلكترونية بهذه المنتجات. وما عليه إلا أن يوضح للزبائن سعر السلعة تسليم منزل العميل أو تسليم موقعهم في الرياض، متضمنا السعر تكاليف الشحن والضرائب والنقل والتأمين... إلى غير ذلك. وخلال الأيام الماضية صار له منافسون كثر! بعضهم فتح منازله أو منازل خاصة للعرض. وبدأ يحضر عينات للمنتجات التي يرى أن سعرها في السوق المحلية أعلى أو أنها نادرة محليا وعليها طلب كثير، وربما أحضر منها كميات للتسليم المباشر بأسعار أكبر.
أحدهم كان له نشاط تسويق السيارات الأميركية المعروضة في جراجات السيارات المستخدمة. ليأخذ عمولة على المشتري، ليضمن له إحضار سيارته بكامل تكاليفها للرياض.
وأعرف آخر... ربما لم يوفق في عمله مع شركة استيراد السيارات الأميركية المستخدمة، ففتح له مجموعة (غروب) على الـ«واتس أب». هذا الشاب المكافح اختار له مجموعة من الممارسين لهذا النشاط وبدأ يحقق نجاحات.. هي فيما أعتقد نواة لشركة وساطة للسيارات المستخدمة.
آخر فتح له قبل أيام قليلة (أيضا) مجموعة (غروب) على الـ«واتس أب» لوساطة العقارات. وهذا الرجل رغم أنه بدأ حديثا فإنه حصل على عروض أصول عقارية بالمليارات. والرجل واضح أن له علاقات وسمعة حسنة عمل على استثمارها، وأعتقد أنه سيجد لها مردودا ماديا كبيرا مع الوقت.
الشاهد.. أننا في مدارسنا ومنازلنا بحاجة إلى أن نشجع أبناءنا على استثمار أفكارهم ونقف معهم بالتمويل والدعم المعنوي والفني حتى يقفوا على أرجلهم مثل غيرهم من أبناء المجتمعات الأخرى.
مشاريع مربحة.. لكنها سهل ممتنع!
مشاريع مربحة.. لكنها سهل ممتنع!
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة