إذا صار باراك أوباما أول أسود يدخل البيت الأبيض رئيسا، فإن ماريان روبنسون، والدة ميشيل أوباما، هي أول جدة تسكن في البيت الأبيض.
وفي تاريخ البيت الأبيض، الإشارات الوحيدة إلى وجود الجدة في البيت الأبيض هي عبارة عن زيارات من وقت لآخر:
مثل باربرا بوش، زوجة الرئيس بوش الأب، ووالدة الرئيس بوش الابن، التي كانت تزور حفيدتيها بنتي بوش: جينا، وباربرا. وعندما كانت هي السيدة الأولى، لم تزر جدة البيت الأبيض، وذلك لأن والدتها ووالدة زوجها كانا قد توفيا.
وقبلها، روز كيندي، والدة الرئيس جون كيندي، التي كانت تزور حفيديها في البيت الأبيض: جون وكارولين. وأكثر فترة قضتها في البيت الأبيض كانت عندما ولدت جاكلين كيندي باتريك، الذي توفي يوم ولادته.
وقبلها، ميمي أيزنهاور، زوجة الرئيس دوايت أيزنهاور، التي كانت تزور أبناء وبنات أيزنهاور في البيت الأبيض. منهم: سوزان (في وقت لاحق، تزوجت روسيا)، وجون (في وقت لاحق كتب كتابا عن والده، وهو والد ديفيد أيزنهاور، الذي أطلق جده اسمه على «كامب ديفيد»).
وبعدها، باربرا أيزنهاور، التي كانت تزور حفيداتها، بنات نيكسون. ومنهن جولي نيكسون أيزنهاور (بنت نيكسون التي تزوجها ديفيد أيزنهاور).
لكن، ها هي ماريان روبنسون، والدة ميشيل أوباما، لا فقط تزور حفيدتيها (ماليا وساشا)، ولكن، أيضا، تسكن معهما بصورة دائمة.
لم يعرف كثير من الأميركيين أن هذه «الجدة الأولى» تسكن في البيت الأبيض بصورة دائمة. وذلك لأنها، بطبيعتها، امرأة خجولة، وخاصة. وعندما اشتهرت بعد أن تزوج أوباما بنتها، حرصت على أن تبتعد عن الأضواء.
وفي نهاية الشهر الماضي، فجأة، ظهرت «الجدة الأولى»، ليس في مناسبة كبيرة بالبيت الأبيض، أو في ولاية أميركية، ولكن في الصين. ظهرت مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، وزوجته بنق ليولان (مغنية مشهورة، وكانت أشهر من زوجها حتى صار رئيسا للجمهورية). وقفت الجدة الأولى إلى جانب الرئيس الصيني، ووقفت بنتها ميشيل إلى جانب زوجة الرئيس.
وبينما اهتمت الصحافة الأميركية بلقاء سيدة أميركا الأولى (ميشيل) وسيدة الصين الأولى (ليولان)، وقارنت بين الفساتين، والإكسسوارت، والتصرفات، والتقاليد، ها هي الأضواء تتسلط على جدة أميركا الأولى.
وكتبت كريسا تومسون صحافية في صحيفة «واشنطن بوست»، ورافقت زوجة وبنتي أوباما والجدة الأولى: «في واشنطن، ظلت روبنسون تعيش في البيت الأبيض، وتتجول في واشنطن، من دون أن يتابعها أحد. وها هي في الصين، صارت أشهر مما هي في وطنها».
وقال ماكس بوكس، السيناتور السابق، والآن سفير لدى الصين: «مثلما تخلص السيدة الأولى (ميشيل أوباما) لزوجها ولبنتيها، تخلص لوالدتها». وخلال زيارة ميشيل إلى الصين، وفي حفل رسمي، قال السفير: «السيدة الأولى تضع مسز روبنسون في قلبها».
وكان السفير الأميركي يريد أن يقول للصينيين إنهم ليسوا الوحيدين الحريصين على الروابط العائلية (في الصين، الجدة جزء من العائلة)، وأن الأميركيين يفعلون ذلك أيضا أو، في الحقيقة، نسبة صغيرة وسط الأميركيين. في التقاليد العائلية الأميركية، تسكن الجدة في منزل منفصل عن أولادها وبناتها وحفيداتها. أو تسكن في منزل للعجزة.
لهذا، الجدة الأولى ظاهرة جديدة، وتاريخية، بالنسبة للأميركيين.
ويبلغ عمر الجدة الأولى ثمانين سنة تقريبا.
وتسميها شرطة البيت الأبيض (التي تحميها مثلما تحمي الرئيس وزوجته وبنتيه) «مسز آر» (الحرف الأول من روبنسون).
انتقلت إلى البيت الأبيض في عام 2009 بعد حياة حافلة بشيكاغو. ولدت وتربت وعاشت هناك. كان والدها رساما، وكانت والدتها تدير البيت والعائلة. وبعد أن تزوجت، ظلت تعيش في شيكاغو، وربت أولادها وبناتها. واحدة من البنات تفوقت في الدراسة حتى وصلت إلى كلية القانون في جامعة هارفارد (ميشيل)، حيث قابلت زميلها الذي سيكون رئيسا للولايات المتحدة، وزعيما للعالم.
في عام 2009، عندما فاز أوباما بالرئاسة، وانتقلت العائلة إلى البيت الأبيض، طلبت منها أن تسكن معهم. قالت الجدة، في البداية: «البيت الأبيض مثل متحف، كل الناس يتابعونكم، ويحدقون فيكم، وكأنكم قطع أثرية». لكنها وافقت في الأخير وانتقلت إلى البيت الأبيض.
اشترطت، في البداية، أن تضع «خطا أحمر» بينها وبين العائلة. تسميها «ميشيل فاميلي» (عائلة ميشيل)، لا عائلة الرئيس أوباما.
وسكنت لفترة في شقة ليست بعيدة من البيت الأبيض (كانت تمشي إلى المدخل الرئيس للبيت الأبيض، وطبعا، كانت الشرطة تعرفها، وتتابعها، وتحرسها). لكن، في وقت لاحق، انتقلت إلى البيت الأبيض، إلى غرفة تاريخية (عمر أثاثها وزينتها مائة سنة). يوجد فيها سرير من النوع القديم (له أربعة أعمدة)، ومكان لكنبات للجلوس. وتقع الغرفة في الطابق الثالث من البيت الأبيض، بينما تعيش بقية الأسرة في الطابق الثاني.
وقالت إنيتا ماكبرايد، كبيرة موظفي لورا بوش، السيدة الأولى السابقة، زوجة الرئيس بوش الابن، والآن مستشارة في الجامعة الأميركية في واشنطن: «لا أعتقد أنها تعيش في ذلك المنزل مثل سجين. وطبعا البيت الأبيض ليس سجنا. أنا متأكدة من أنها تتمتع بالكثير مما في واشنطن والعالم. لكن، توجد خصوصية معينة حولها. وهي تفضل ذلك على ما يبدو. وتفضل العيش في دائرة من الناس قريبين جدا منها».
وقالت موظفة في مكتب السيدة الأولى ميشيل أوباما: «تتمتع بحقيقة أنها تقدر على الخروج من البيت الأبيض بنفسها، وتتجول، وتعود».
لم تقدم أي مقابلة صحافية، ربما في كل حياتها. ومرة واحدة، كتبت موضوعا قصيرا عن حياتها في البيت الأبيض لمجلة «إيسنس» التي تخاطب النساء السوداوات. كتبت فيه: «أحمد الله أنني أعيش بالقرب من حفيدتي. بالنسبة لي، هذا هو أهم شيء في حياتي الآن». وأضافت: «مع حفيدتي، لا يهمني المكان. لكن، لا بأس أن المكان هو البيت الأبيض».
في الحقيقة، يتحدث عنها أكثر منها بنتها ميشيل، والرئيس أوباما. مرة، قال أوباما إن برنامج العائلة يضع، أحيانا، اعتبارا للجدة الأولى. مثل أن يقام حفل موسيقي خاص داخل البيت الأبيض فيه فنانوها الذين تفضلهم. وتحضر الجدة الأولى حفلات البيت الأبيض التي تشترك فيها الحفيدتان. ومرة، تركت مقعدها، وأمام كبار الضيوف، مشت إلى حفيدتها ماليا، وأصلحت طرف فستانها الذي كان تدلى إلى الخارج.
هوايتها المفضلة: زيارة لاس فيغاس (ولاية نيفادا) وعاصمة القمار في العالم. لا تعد مدمنة. لكنها، مثل كثير من الأميركيات في عمرها، يذهبن إلى هناك لمشاهدة العروض الفنية العملاقة، ولا بأس من صرف عشرين أو مائة دولار في كازينوهات لاس فيغاس.
ماريان روبنسون.. حماة الرئيس أوباما من ساكني البيت الأبيض
حرصت دائما أن تبتعد عن الأضواء
الجدة الأولى تحضر حفلات البيت الأبيض
ماريان روبنسون.. حماة الرئيس أوباما من ساكني البيت الأبيض
الجدة الأولى تحضر حفلات البيت الأبيض
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة

