الصحف البريطانية تنتقد «أداء» بلير المتعجرف حول تقرير «شيلكوت»

«ذي صن»: ترديد بلير أن العالم أفضل حالاً «هذيان»

الصحف البريطانية تنتقد «أداء» بلير المتعجرف حول تقرير «شيلكوت»
TT

الصحف البريطانية تنتقد «أداء» بلير المتعجرف حول تقرير «شيلكوت»

الصحف البريطانية تنتقد «أداء» بلير المتعجرف حول تقرير «شيلكوت»

امتلأت أكشاك الصحف أمس بصور رئيس الوزراء الأسبق توني بلير، في صورة تستحضر ذكرى الأربعاء 19 مارس (آذار) 2003. غداة تصويت البرلمان البريطاني لصالح غزو العراق. إلا أن الصفات الأولى لم تكرّس عناوينها لـ«فوز» بلير على معارضيه هذه المرة، وإنّما لاعتذاره لأسر الجنود البريطانيين الذين قتلوا في الحرب. لم يبد معلقو الصحف البريطانية الكثير من التعاطف مع توني بلير الذي دعا إلى الكف عن التشكيك في نواياه بشأن الحرب الكارثية على العراق بعد أن وجه له تقرير شيلكوت انتقادات لاذعة.
وكتبت صحيفة «ذي صن» الأكثر مبيعا أن بلير «لكي لا يفقد عقله لا يزال عليه أن يردد لنفسه أن العالم أفضل حالا وأكثر أمانا بسبب انضمامه إلى الهجوم الذي شنه جورج بوش على العراق. إنها قمة الهذيان».
وأضافت أن «بلير يقر بأن التخطيط لما بعد الحرب كان كارثيا. هذا كل ما يقر به وهو لا يرى سببا للاعتذار عن قراره خوض الحرب ويصر على أنه سيفعل الشيء نفسه مجددا. إنه لا يزال يعتقد أنه لم يكن لديه خيار. كان بوسعك أن تقول لا، يا توني».
وبعد نشر التقرير أول من أمس، عقد بلير مؤتمرا صحافيا مؤثرا استمر ساعتين اعترف خلاله بارتكاب أخطاء لكنه دافع عن نواياه وقال: إنه كان سيفعل الشيء نفسه في الظروف نفسها. وركزت الصحف الخميس على توجيه انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء العمالي الأسبق الذي فاز في ثلاثة انتخابات ثم تنحى في 2007. عندما اندلعت حرب طائفية في العراق وتلطخت صورته إلى حد كبير. وقال بلير وهو يكاد يبكي بأنه يشعر بالحزن أكثر مما يمكن لأي كان أن يتصور بسبب الحرب.
وكتبت المعلقة آن بركنز في صحيفة «غارديان» أن «التشكيك في صدق أحد يبدو وضيعا في مثل هذه الظروف (...) لكني رأيته بمظهر المتأثر سابقا ومثل ملايين الناخبين فأنا لم أعد أثق به». وأضافت أنه مذنب بإظهاره «عجرفة لم تضعف» في تبرير أفعاله.
وكتب مايكل ديكون من صحيفة «ديلي تلغراف» المحافظة أن بلير رفض الاعتذار عن غزو العراق. وقال: «ما الذي نفهمه من هذا؟ نداء صادق صادر عن رجل محطم من أجل أن نتفهمه؟ أم أنه مجرد تمثيل، وتجسيد بارع للشخصية».
وقال جون كريس من «غارديان» بأن أداءه يظهر حزنه على نفسه في المقام الأول. «أنا، أنا، أنا. الحرب لا تعني 179 جنديا بريطانيا ومئات الآلاف من العراقيين القتلى. الأمر كله يتعلق به هو على الدوام». وأوضح مستشهدا بفيلم «حياة براين» الكوميدي «كانت عينا توني تشعان بقناعته بأنه شهيد. لم يكن فتى شقيا، بل كان المسيح». وكتب تريفور كافانا من «ذي صن» أن بلير «كان على الدوام مهووسا بإرثه كرئيس وزراء. ربما كان يحلم أن يكون مثل بطل حرب أميركي مع كل ما يتصل بذلك من منافع مجزية». وأضاف: «بدلا من ذلك، سنذكره باعتباره من أشعل عاصفة من اللهب الإرهابي في عالم ضعيف وغير مستقر».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».