برلماني مؤيد لبقاء بريطانيا يتلقى تهديدات عنصرية

عدد بلاغات الكراهية في ازدياد والشرطة مستعدة للتعامل معها بحزم

برلماني مؤيد لبقاء بريطانيا يتلقى تهديدات عنصرية
TT

برلماني مؤيد لبقاء بريطانيا يتلقى تهديدات عنصرية

برلماني مؤيد لبقاء بريطانيا يتلقى تهديدات عنصرية

ذكرت شرطة العاصمة البريطانية لندن أنها تجري تحقيقا بشأن شكاوى من تهديدات عنصرية وصلتها من سياسيين وأفراد من الجاليات المهاجرة.
وقال ديفيد لامي النائب البرلماني العمالي عن منطقة توتنهام شمال العاصمة لندن أنه «على مدار الأيام الماضية، تلقيت سلسلة من رسائل التهديد العنصرية والمسيئة». وأعلن لامي المؤيد لبقاء بلاده بالاتحاد الأوروبي أنه أبلغ الشرطة، أول من أمس، بعد تلقي تهديدات وإساءات عنصرية، بعدما دعا إلى إجراء تصويت بالبرلمان بشأن قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد.
وقال لامي، الذي ينتمي لأصول أفريقية، في بيان إن «الشرطة طلبت مني إبلاغها عن جميع هذه الوقائع، وسوف أستمر في القيام بذلك»، مضيفا أن طاقم موظفيه تعرضوا أيضا «لإساءات أثناء القيام بعملهم».
وكان قد تعهد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قبل أيام بشن حملة على جرائم الكراهية في أعقاب تزايدها في أحداث ذات دوافع عنصرية منذ أن صوتت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي مما أثار مخاوف بين الأقليات العرقية.
وأضاف لامي: «لقد ولدت هنا وأشعر بالفخر لأنني بريطاني، ولكن هذا الكم من الكراهية والإرهاب من الأجانب الذي تدفق في أعقاب الاستفتاء للخروج من الاتحاد الأوروبي ليس هو بريطانيا التي أعرفها». وكان لامي (43 عاما)، وهو محام سابق ومؤيد قوي لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، يمارس ضغوطا سياسية من أجل إجراء تصويت في البرلمان قبل تحريك طلب بريطانيا للخروج من الكتلة الأوروبية بموجب الفقرة خمسين من معاهدة لشبونة.
كما أبلغت جاليات مسلمة ومن شرق أوروبا عن مجموعة من الأحداث في مختلف أرجاء البلاد بعد التصويت الذي أجري قبل 10 أيام.
وذكر عشرات الأشخاص أنهم تعرضوا لسوء المعاملة وقيل لهم «عودوا لدياركم» في الشارع ووزعت منشورات وظهرت كتابات الغرافيتي على جدران مركز بولندي في لندن.
وقالت الشرطة إن البلاغات على الإنترنت عن جرائم الكراهية ارتفعت بنسبة 57 في المائة. وقالت مسؤولة كبيرة بالشرطة إن عدد بلاغات جرائم الكراهية التي تلقتها الشرطة البريطانية عبر الإنترنت ومن بينها بعض الاعتداءات زاد بأكثر من 500 في المائة في الأسبوع التالي لتصويت البلاد لصالح الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
سارة ثورنتون رئيسة مجلس قادة الشرطة قالت إن عدد جرائم الكراهية التي تم إبلاغ الشرطة عنها عبر موقعها على الإنترنت بلغ 331 منذ التصويت مقارنة مع متوسط أسبوعي 63 بلاغا.
وقالت ثورنتون في بيان نشر على الإنترنت «شعرت بالصدمة والاشمئزاز حيال بعض حالات الانتهاكات العنصرية أو الإساءة لمهاجرين والتي تم الإبلاغ عنها هذا الأسبوع».
كاميرون قال للمشرعين الذين طالبوه مرارا بتقديم الدعم لرعايا دول الاتحاد الأوروبي المقيمين في بريطانيا: «لن نتسامح مع جرائم الكراهية أو أي نوع من الهجوم على الناس في بلادنا بسبب أصولهم العرقية».
وأضاف كاميرون أنه طمأن زعماء أوروبا في اجتماع في بروكسل بعد أن أبدوا قلقهم مما سمعوا أنه يحدث في بريطانيا.
وقبل أسبوع من التصويت قتلت المشرعة المعارضة جو كوكس وكانت من أنصار البقاء داخل الاتحاد الأوروبي بالرصاص وطعنت حتى الموت في دائرتها الانتخابية في شمال بريطانيا.
وقالت وزيرة الداخلية كارين برادلي إن تمويلا إضافيا سيخصص لمعالجة جرائم الكراهية وزيادة الإبلاغ عن الاعتداءات وتوفير الأمن عند المؤسسات التي يحتمل أن تتعرض للخطر.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».