أمين عام «الحركة الشعبية» ينتقد المشهد السياسي المغربي

العنصر قال إن نمط الاقتراع لا يسمح بالتحالفات قبل الانتخابات

أمين عام «الحركة الشعبية» ينتقد المشهد السياسي المغربي
TT

أمين عام «الحركة الشعبية» ينتقد المشهد السياسي المغربي

أمين عام «الحركة الشعبية» ينتقد المشهد السياسي المغربي

انتقد محند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية المشارك في الحكومة، أجواء الصراع التي يعرفها المشهد السياسي المغربي، وتبادل الاتهامات بين الأحزاب السياسية، معربا عن أسفه لما يحدث، وقال: إنه «بدل تقديم برامج للمواطن نجد تبادلا للاتهامات بشأن التحكم والهيمنة»، في إشارة إلى الاتهامات المتبادلة بين أحزاب «العدالة والتنمية» و«الاستقلال» و«التقدم والاشتراكية» من جهة، وحزب «الأصالة والمعاصرة» و«الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية» المعارضين من جهة ثانية.
وقال العنصر، الذي شغل منصب وزير الداخلية في النسخة الأولى من حكومة ابن كيران، ومنصب وزير التعمير وإعداد التراب الوطني، ثم كان لفترة قصيرة وزيرا للشباب والرياضة في الحكومة الحالية قبل أن ينتخب رئيسا لجهة فاس مكناس، إن «الحركة الشعبية» وعلى غرار باقي الأحزاب السياسية تراهن على الانتخابات التشريعية المقبلة من أجل تقوية موقعها السياسي، مضيفا أن حزبه «سيحقق المفاجأة من حيث المقاعد التي سنحصل عليها».
وردا على التحالفات التي بدأت تتشكل بين الأحزاب السياسية قبيل الانتخابات، بعد انضمام حزب الاستقلال المعارض إلى صف العدالة والتنمية، واصطفاف حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى جانب «الأصالة والمعاصرة» المعارض، قال العنصر في لقاء نظمته جمعية خريجي معهد الإعلام الليلة قبل الماضية في الرباط، إن حزبه «كان من دعاة توفير الأجواء الملائمة للتحالفات القبلية، بيد أن نمط الاقتراع لا يسمح بتاتا بهذه التحالفات».
ويرى متتبعون أن حزب الحركة الشعبية فضل التريث وعدم إعلان التحالف مع أي حزب قبل ظهور نتائج الانتخابات، وذلك حتى لا يتكرر الفشل الذي لقيه التحالف الشهير الذي كان الحزب قد انضم إليه قبل الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2011. بعد موجة الاحتجاج التي عرفتها البلاد، وهو التحالف الذي عرف إعلاميا بـ«جي 8»، وضم ثمانية أحزاب من مرجعيات وآيديولوجيات مختلفة، لكنه سرعان ما تبخر بعد الانتخابات، حيث ضم التحالف أحزابا ليبرالية وأخرى من اليسار وحزبا إسلاميا، وهي «الأصالة والمعاصرة»، و«الأحرار»، و«الحركة الشعبية»، و«الاتحاد الدستوري»، و«النهضة والفضيلة»، و«جبهة القوى الديمقراطية»، و«الاشتراكي الموحد» و«اليسار الأخضر».
وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت بعض القضايا التي تورط فيها وزراء من الحزب قد تؤثر على نتائجه في الانتخابات التشريعية المقبلة، قلل العنصر من أهمية تلك القضايا، وقال: إنها كانت مجرد أخطاء، إلا أن حجم ردود الفعل التي أثيرت حولها فرضت استقالة الوزراء، على حد قوله.
وكان وزيران من الحزب قد تورطا قبل عامين في قضيتين عرفتا إعلاميا بـ«فضيحة الشوكلاطة» و«فضيحة الملعب»، الأولى اتهم فيها عبد العظيم الكروج، الوزير السابق المكلف التكوين المهني، بتبديد المال العام من خلال اقتنائه كمية كبيرة من الشوكولاته من مالية الوزارة لاستخدامها في حفل عائلي. أما القضية الثانية فكان بطلها محمد أوزين، الوزير السابق للشباب والرياضة، الذي استقال من منصبه على إثر اختلالات ظهرت على أرضية ملعب المجمع الرياضي مولاي عبد الله في الرباط خلال إحدى مباريات النسخة الـ11 لبطولة العالم للأندية التي احتضنها المغرب، واستعمال العمال شفاطة مياه كبيرة لتجفيف الملعب، أثارت ضجة وسخرية كبيرة حينها، ونوه العنصر بشجاعة الوزير أوزين الذي قدم استقالته، على الرغم من أنه لم يكن مسؤولا، كما قال، بشكل مباشر فيما حدث، قبل أن يظهر «صك براءة» الوزير عندما ظهرت نفس شفاطة المياه الكبيرة في ملعب بفرنسا غرق بدوره في مياه الأمطار.
وحول ما إذا كانت نتائج الانتخابات البلدية التي جرت في الرابع من سبتمبر (أيلول) الماضي وحاز فيها العدالة والتنمية على المرتبة الأولى من حيث عدد الأصوات، ستنعكس على نتائج الانتخابات التشريعية المقبلة، قال العنصر إن المنطق مختلف بين الانتخابات البلدية والتشريعية، مضيفا أنه «حتى إذا كانت النتيجة نفسها فإن ذلك لايهم.. المهم هو أن تكون انتخابات سليمة».
وحول موقفه من الضجة التي أثيرت بشأن اقتناء الحبيب الشوباني رئيس جهة (منطقة) درعة تافيلات، والوزير السابق المكلف العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني المنتمي لحزب العدالة والتنمية، سبع سيارات رباعية الدفع فارهة له ولنوابه في الجهة، وما أثير في المقابل عن تخصيص مصطفى الباكوري رئيس جهة الدار البيضاء الكبرى، المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، مبلغ 200 ألف دولار سنويا لاستئجار سيارات مخصصة لتنقل المنتخبين، قال العنصر إنه يؤيد حملة الانتقادات التي يكون هدفها الحث على ترشيد النفقات، بيد أنه حذر في المقابل من أن يؤدي هذا الأمر إلى «الانزلاق نحو إصابة عمل المجالس بالشلل، وهو طريق لن يؤدي إلى الخير للمغرب».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.