«تكافل» تتلقى تبرعات بنحو 5.8 مليون دولار في المدينة المنورة

اتفاقية إعداد دراسة لاحتياجات الأيتام في المنطقة وكيفية تلبيتها في ضوء التجارب العالمية

الأمير فيصل بن سلمان خلال الحفل السنوي للجمعية
الأمير فيصل بن سلمان خلال الحفل السنوي للجمعية
TT

«تكافل» تتلقى تبرعات بنحو 5.8 مليون دولار في المدينة المنورة

الأمير فيصل بن سلمان خلال الحفل السنوي للجمعية
الأمير فيصل بن سلمان خلال الحفل السنوي للجمعية

رعى الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، رئيس مجلس إدارة جمعية «تكافل» الخيرية لرعاية الأيتام، الحفل السنوي الذي نظمته الجمعية لدعم مشروع (كفالة أمهات الأيتام) حيث يبلغ عدد المسجلات منهن في الجمعية 4057 أرملة من أمهات الأيتام، وخلال الحفل أعلنت التبرعات التي تلقتها الجمعية، وقدم الأمير فيصل بن سلمان تبرعًا بمبلغ مليون ريال (266.6 ألف دولار)، وبلغ مجموع التبرعات 22 مليون ريال (5.8 مليون دولار).
وشهد أمير منطقة المدينة المنورة، توقيع اتفاقية تعاون بين جمعية (تكافل) والجامعة الإسلامية، لإعداد دراسة بعنوان «احتياجات الأيتام في منطقة المدينة المنورة وكيفية تلبيتها في ضوء التجارب العالمية»، يعدها فريق من المتخصصين لتطوير وتحسين الخدمات المقدمة للأيتام التي تصل بهم أن يكونوا أعضاء منتجين ومتفاعلين مع المجتمع ومساهمين في نموه واستقراره، إضافة إلى رصد احتياجات الأيتام النفسية والاجتماعية والتعليمية والتربوية، وتقدم تصورًا مقترحًا في مجال رعاية الأيتام وتلبية متطلبات حياتهم والمشروعات الريادية التي يمكن تنفيذها لتنميتهم في ضوء عدد من التجارب العالمية في المجتمعات الإسلامية وغيرها.
وكرم الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، الداعمين لأيتام المدينة المنورة من رجال الأعمال والأعيان والمؤسسات.
ورفع الدكتور عبد المحسن بن معيض الحربي، أمين عام جمعية تكافل الخيرية لرعاية الأيتام باسم أبناء الجمعية الشكر لأمير منطقة المدينة المنورة، على مشاركته الدائمة لأبنائه الأيتام، وأضاف أن الجمعية تقوم على خدمة أكثر من 12 ألف يتيم محتاج و4000 من أمهاتهم، وتقدّم لهم أنواعًا متعددة من الخدمات وأوجه الإعانات.
وتتضمن قائمة المتبرعين لجمعية تكافل الخيرية لرعاية الأيتام، الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة مبلغ مليون ريـال (266.6 ألف دولار)، عبد الله صالح كامل مليون ريـال (266.6 ألف دولار)، وأبناء علي بن عبد الله بقشان (رحمه الله) مليون ريـال (266.6 ألف دولار)، فواز الحكير نصف مليون ريال (133.3 ألف دولار)، المهندس عبد الله التازي نصف مليون ريال (133.3 ألف دولار)، أبناء محمد بن عبد الله السبيعي نصف مليون ريال (133.3 ألف دولار)، أسامة السيد نصف مليون ريال (133.3 ألف دولار)، والمهندس قيس بن إبراهيم جليدان 450 ألف ريال (120 ألف دولار)، عبد الله عبد اللطيف الفوزان 200 ألف ريـال (53.3 ألف دولار)، وأبناء عبد الله بن عبد العزيز بن مرشد رحمه الله 200 ألف ريـال (53.3 ألف دولار)، خالد المقيرن 100 ألف ريـال (26.6 ألف دولار)، وأبناء عبد الله بن علي المنجم 50 ألف ريـال (13.3 ألف دولار)، عبد الله بن عبد العزيز الدخيل 30 ألف (8 آلاف دولار)، عبد الغني حسين 100 ألف ريال (26.6 ألف دولار)، ومدير مستشفى الدار 100 ألف ريال (26.6 ألف دولار)، ومؤسسة أبو غزالة الخيرية 100 ألف ريال (26.6 ألف دولار)، محمد بن سلامة الجهني 50 ألف ريال (13.3 ألف دولار)، وقروب أحباب طيبة 25 ألف ريال (6.6 آلاف دولار).
ونجحت حملة «أيتامنا جيران النبي صلى الله عليه وسلم» وهي الحملة التعريفية التي أطلقتها الجمعية منذ شهر يونيو (حزيران) الماضي، وحتى اليوم، بتحقيق مبلغ 15 مليون ريـال (4 ملايين دولار)، منهــا 4 ملايين ريـال (1.06 مليون دولار)، لمشروع كفالة أمهات الأيتام، وباقي المبلغ لمشروعات الجمعية الأخرى.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».