اللجنة الرباعية للسلام تطالب تل أبيب بوقف بناء المستوطنات

مقتل فلسطينية برصاص إسرائيلي في الخليل

اللجنة الرباعية للسلام تطالب تل أبيب بوقف بناء المستوطنات
TT

اللجنة الرباعية للسلام تطالب تل أبيب بوقف بناء المستوطنات

اللجنة الرباعية للسلام تطالب تل أبيب بوقف بناء المستوطنات

قالت اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط، في مسودة تقرير اطلعت عليها وكالة رويترز للأنباء، إنه يجب على إسرائيل التوقف عن بناء المستوطنات وإعاقة التنمية الفلسطينية، وتخصيص أراضٍ يسعى الفلسطينيون لإنشاء دولة عليها في المستقبل، ليقتصر استخدامها على إسرائيل.
وجاء في مسودة تقرير اللجنة التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة أن السياسة الإسرائيلية «تقوض على الدوام إمكانية نجاح حل الدولتين». وأضافت: «هذا يطرح تساؤلات مشروعة عن نيات إسرائيل على المدى الطويل والمقرونة بتصريحات بعض الوزراء الإسرائيليين بأنه يجب ألا تكون هناك أي دولة فلسطينية على الإطلاق».
وعشية الانتخابات الإسرائيلية التي أُجريت في مارس (آذار) 2015 قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنّه لن تقام دولة فلسطينية في عهده، لكنه تراجع بعد أيام عن موقفه وتعهد مجددًا بالحل الخاص بإقامة دولتين.
وأطلع مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف مجلس الأمن التابع للمنظمة الدولية أمس، على تقرير الرباعية، وقال للصحافيين إنّه قُدّم لأعضاء اللجنة للموافقة النهائية عليه ومن المرجح نشره اليوم.
وذكرت مصادر دبلوماسية أن التقرير له ثقل سياسي كبير، لأنه يحظى بدعم الولايات المتحدة التي سعت جاهدة لإحياء محادثات السلام في الشرق الوسط، وسط توتر العلاقات بين نتنياهو والرئيس الأميركي باراك أوباما.
ولم تتعافَ العلاقات بين الزعيم الإسرائيلي اليميني والرئيس الأميركي المنتمي للحزب الديمقراطي بعد من الخلافات العميقة بشأن الاتفاق النووي الدولي الذي أبرم مع إيران بقيادة الولايات المتحدة.
وقالت مسودة التقرير إن إسرائيل قصرت استخدام نحو 70 في المائة من المنطقة «ج» على نفسها وهي تمثل 60 في المائة من الضفة الغربية المحتلة وتوجد بها معظم الأراضي الزراعية والموارد الطبيعية. وتابعت: «نقل المزيد من الصلاحيات والمسؤوليات للسلطة المدنية الفلسطينية في المنطقة (ج) الذي وضع في الاعتبار في اتفاقات سابقة أوقف بالفعل، وتم إلغاؤه بطريقة أو أخرى، ويجب استئنافه لدفع حل الدولتين قدمًا، ومنع واقع وجود دولة واحدة من الاستمرار». كما ذكرت مسودة التقرير أنّ ما لا يقل عن 570 ألف إسرائيلي يعيشون في مستوطنات. وتعتبر الأمم المتحدة ومعظم الدول المستوطنات غير قانونية. وأوصت بأن على إسرائيل «أن توقف سياسة البناء والتوسع الاستيطاني وتخصيص أراضٍ يقتصر استخدامها على الإسرائيليين وحرمان الفلسطينيين من التنمية». وأضافت أن تقارير أفادت بأنه لم تتم الموافقة سوى على ترخيص واحد لبناء مسكن فلسطيني عام 2014 بينما لم يتم إصدار أي تراخيص في عام 2015 على ما يبدو.
وانهارت آخر جولة من المحادثات في أبريل (نيسان) 2014، وتصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين في الأشهر القليلة الماضية.
وقالت الشرطة إن امرأة فلسطينية حاولت طعن جندي إسرائيلي في مدينة الخليل بالضفة الغربية وقتلت بالرصاص. ومنذ أكتوبر (تشرين الأول)، أسفرت هجمات نفذها فلسطينيون في الشوارع عن مقتل 33 إسرائيليا وأميركيين اثنين. وقتلت إسرائيل 201 فلسطيني على الأقل قالت إن 136 منهم مهاجمون. ولقي آخرون حتفهم خلال اشتباكات واحتجاجات.
وجاء في مسودة التقرير: «يجب أن تتحرك السلطة الفلسطينية بحزم، وأن تتخذ كل الخطوات التي باستطاعتها لوقف التحريض على العنف وتعزيز الجهود الحالية لمكافحة الإرهاب بما في ذلك إدانة كل الأعمال الإرهابية بوضوح».
من جهته، قال مبعوث الأمم المتحدة ملادينوف لمجلس الأمن الدولي أمس، إن تقرير الرباعية يحدد «مجموعة من الخطوات المنطقية» التي يمكن اتخاذها لوضع إسرائيل والفلسطينيين على مسار السلام. وأضاف أن التقرير خلص إلى أن استمرار العنف والإرهاب والتحريض والتوسع في البناء الاستيطاني الإسرائيلي وعدم خضوع قطاع غزة لسيطرة السلطة الفلسطينية «يضعف الأمل في تحقيق السلام بشدة».
ويوجد مقر السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس في الضفة الغربية، بينما تدير حركة حماس القطاع الساحلي منذ عام 2007.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.