قيادي كردي يكشف عن وجود دعم إيراني لـ«داعش»

يزدان بنا: إيران تحتضن أكثر من 20 معسكرًا لتدريب الإرهابيين وتزود «داعش» بالمسلحين والسلاح

نائب الأمين العام لحزب الحرية الكردستاني الإيراني المعارض وقائد جناحه العسكري حسين يزدان بنا
نائب الأمين العام لحزب الحرية الكردستاني الإيراني المعارض وقائد جناحه العسكري حسين يزدان بنا
TT

قيادي كردي يكشف عن وجود دعم إيراني لـ«داعش»

نائب الأمين العام لحزب الحرية الكردستاني الإيراني المعارض وقائد جناحه العسكري حسين يزدان بنا
نائب الأمين العام لحزب الحرية الكردستاني الإيراني المعارض وقائد جناحه العسكري حسين يزدان بنا

كشف قيادي كردي إيراني معارض عن تفاصيل دعم النظام في طهران للتنظيمات الإرهابية في المنطقة، وعلى رأسها تنظيم داعش، مبينا أن إيران تدرب مسلحين من «داعش» على أراضيها، ومن ثم تنقلهم إلى المناطق الخاضعة للتنظيم في العراق وسوريا وليبيا ومصر، وتزود التنظيم بالأسلحة والعتاد عن طريق الجو والبر، مبينا في الوقت ذاته أن عملية تحرير الفلوجة جرت على مراحل حسب اتفاقية بين الحرس الثوري و«داعش»، انسحب بموجبها مسلحو التنظيم الأساسيون دون أي قتال إلى الموصل ودخلت القوات العراقية والإيرانية إليها.
وقال نائب الأمين العام لحزب الحرية الكردستاني الإيراني المعارض، وقائد جناحه العسكري، حسين يزدان بنا، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إنه حذر من قبل عن طريق جريدة «الشرق الأوسط»، أن إيران ستلجأ إلى فبركة أخبار عن محاولة تنظيم داعش لتنفيذ عمليات إرهابية داخل الأراضي الإيرانية، من أجل خداع الرأي العام العالمي والداخلي بأنها ضحية للإرهاب، وأنها ستعلن في هذا الإطار اعتقال مجموعة تابعة للتنظيم. وبالفعل حدث هذا خلال الأيام الماضية عدة مرات، حيث حرك مجموعة من المسؤولين الأمنيين والعسكريين الإيرانيين هذا الموضوع، وأعلنوا عن كشف مخطط لـ«داعش» كان ينوي استهداف 50 موقعا في إيران، وأنهم اعتقلوا في هذا الإطار 10 أشخاص.
وأضاف أن الأشخاص الذين اعتقلتهم إيران وادعت أنهم عناصر تابعة لـ«داعش»، هؤلاء مواطنون أبرياء ليست لهم أي صلة لا مع «داعش» ولا مع أي تنظيمات أخرى، هؤلاء المواطنون اعتقلتهم طهران بتهمة علاقتهم بتنظيم صقور حرية كردستان التابع لحزب الحرية الكردستاني، لأن تنظيم صقور كردستان تمكن خلال المدة الماضية من شن عدة هجمات على معسكرات الحرس الثوري التي تُدرب فيها الإرهابيين، لأن هذه المعسكرات هي مراكز لنقل الإرهابيين من إيران إلى صفوف «داعش» في العراق.
وحدد يزدان بنا عددا من المعسكرات التي يتدرب فيها الإرهابيون في إيران وخريطة وجودها بالتفصيل، ويوضح بالقول: من هذه المعسكرات، معسكر الإمام علي في طهران، ومعسكر غازانجي في محافظة كرمانشاه، ومعسكر الإمام صادق في مدينة قم، ومعسكر حزب الله في مدينة ورامين، ومعسكر أمير المؤمنين في منطقة بان روشاني في محافظة عيلام، ومعسكر مصطفى الخميني في طهران، ومعسكر الغيور الواقع بين الأحواز وخورام شهر، ومعسكر الكوثر الواقع بين دزفول وشوش.
وأشار يزدان إلى أن المراكز التي تُعد الإرهابيين فكريا وسياسيا هي كل من المركز العالمي للعلوم الإسلامية في مدينة قم، ومجمع التقريب بين المذاهب، الخاص بجذب السنة من الدول الإسلامية، والمسؤول عن هذا المجمع هو أحد قيادات «فيلق القدس» ويدعى أحمد شريفي، وكان له دور بارز في الانفجار الذي وقع في مدينة الخُبر السعودية، وكذلك مجمع عالم أهل البيت الخاص بجذب الشيعة من الدول الإسلامية، وجامعة بيت المقدس في مدينة قم، ومدرسة نواب الصفوي في الأحواز، ومنظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية، ومركز تدريب نهاوند الذي يختص بتدريب أشخاص من السنة والشيعة من البلدان التي تريد طهران بث الفوضى والإرهاب فيها، حيث يعمل المتخرجون من هذا المركز بعد عودتهم إلى بلدانهم على إنشاء التنظيمات والمجاميع المتشددة وقيادتها، وتشمل جميع الدول الإسلامية، ويتابع خامنئي بنفسه نشاطات هذا المركز.
ويؤكد يزدان بنا أن طهران وعن طريق جهاز الاطلاعات والحرس الثوري وعلى مدى الحرب الإيرانية العراقية كانت في الوقت الذي تدرب فيه المجاميع الشيعية، تنشئ وتوجه في الوقت ذاته المجاميع الإسلامية السنية المتطرفة في كردستان العراق، ويضيف: «عام 2003 كان عبارة عن نقطة تحول في العلاقات بين إيران والمتشددين في إقليم كردستان، ففي ذلك العام شنت الطائرات الأميركية غارات مكثفة على مواقع تنظيم أنصار الإسلام في محافظة السليمانية، وكان قادة هذا التنظيم ومسلحوه تربطهم علاقات وثيقة مع فيلق القدس ووزارة الاطلاعات الإيرانية، لذا دخل قادة التنظيم إلى داخل الأراضي الإيرانية، واستقبلوا من قبل الحرس الثوري، وأُسكنوا في أطراف مدن مريوان وجوانرو وباوه وروانسر في كردستان إيران، ونُقل قسم آخر منهم إلى معسكر للحرس الثوري في مدينة نغدة، ودُرِّب مسلحو هذا التنظيم في المعسكر على النشاطات الإرهابية وفنون الحرب، وكان مسلحو تنظيم أنصار الإسلام من الأكراد العراقيين والإيرانيين والعرب والأجانب، أما الإيرانيون منهم فقد كانوا معروفين لدى الأجهزة الأمنية الإيرانية، والتحقوا بالتنظيم دون أي عوائق، وكان الحرس الثوري والاطلاعات الإيرانية هي التي تقف خلفهم وتؤيدهم، وفي الوقت ذاته سافر عدد من قادة أنصار الإسلام البارزين عن طريق مطار طهران إلى أوروبا».
وكشف يزدان بنا بالقول: «إنشاء تنظيم أنصار الإسلام عددا من القواعد والمعسكرات بالتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني قرب الحدود مع إقليم كردستان، وبدأ بتجنيد المسلحين من مدن كردستان إيران، وإدخالهم في دورات تدريبية على خوض المعارك والعمليات الإرهابية، ومع بداية عام 2004 شكلت إيران من اتحاد متشددي كردستان عراق وإيران تنظيم القاعدة (كتائب كردستان)، الذي بدأ بدعم من إيران عملياته الإرهابية ضد إقليم كردستان، ونفذ هذا التنظيم عمليات إرهابية في مدن أربيل والسليمانية».
ويشير يزدان بنا إلى أنه بعد سيطرة «داعش» على الموصل في يونيو (حزيران) من عام 2016، وتغيير التنظيم اتجاه تقدمه وهجماته نحو إقليم كردستان في أغسطس (آب) من العام نفسه، نقل الحرس الثوري العشرات من المتشددين من الإيرانيين ومن مختلف الجنسيات إلى الأراضي الخاضعة للتنظيم في العراق وسوريا، مبينا أنه وبحسب المعلومات الموجودة لديه فإن عدد الأكراد الإيرانيين في صفوف «داعش» التابعين للحرس الثوري بلغ حتى الآن مائة مسلح، وأن عددا من هؤلاء المسلحين قتلوا في معارك التنظيم، مشددا على أن ضعف هذا العدد من التركمان والبلوج الإيرانيين التحقوا بـ«داعش» في العراق وسوريا بدعم من الحرس الثوري، لافتا إلى أن عددا من قادة التنظيم هم من الإيرانيين الذين التحقوا بـ«داعش» عن طريق الأجهزة الأمنية الإيرانية، وهم كل من رحمن تبه ماراني، ومحمد أمين مهابادي، ومهدي جوانرويي. بينما قتل حتى الآن نحو عشرة من المسلحين الكرد الإيرانيين في صفوف «داعش» في معارك الموصل والفلوجة، مشيرا إلى أن الحرس الثوري اعتمد في تنظيم المسلحين وتجنيدهم داخل كردستان إيران على عدد من رجال الدين المتشددين، أبرزهم عبد الحميد العالي من أهالي مدينة مريوان، ومحمد العلوي من أهالي سقز، وهادي هرميدول، وحسين قمتراني من أهالي بوكان.
ويضيف القيادي الكردي الإيراني المعارض: «إيران احتضنت أبو مصعب الزرقاوي وقادة القاعدة الآخرين أمثال أبو يحيى الليبي، بعد أن استهدفتهم الولايات المتحدة الأميركية في أفغانستان. طهران أدخلت الزرقاوي إلى المناطق الخاضعة لتنظيم أنصار السنة، وبعد أن استهدف التنظيم من قبل واشنطن، نقلت طهران الزرقاوي إلى معسكر الفجر في أحواز، أحد معسكرات (فيلق القدس)، حيث أُدخل فيما بعد وعن طريق القيادي في الحرس الثوري محمد فروزندة إلى العراق حيث أسس فيها جيش محمد».
وكشف يزدان أن الهجمات الواسعة التي شنها مسلحو «داعش» على قوات البيشمركة ومعسكر الحشد الوطني الذي يقوده محافظ الموصل السابق أثيل النجيفي، الذي قيل إن هناك وجودا لمدربين أتراك فيه، والواقع في أطراف بعشيقة، جبل زرتك المطل على ناحية بعشيقة شرق الموصل في 16 ديسمبر (كانون الأول) من 2015 الماضي، كانت بدعم من طهران، حيث زود الحرس الثوري «داعش» بكميات كبيرة من العتاد الثقيل والخفيف وصواريخ غراد، لتنفيذ ذلك الهجوم وتلك الكميات من العتاد أدخلت من إيران إلى العراق عن طريق المنفذ الذي ذكرته وأوصل إلى يد «داعش» في الموصل.



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.