السعودية تتخذ إجراءات لحل مشكلة التلوث البلاستيكي

المملكة الأعلى معدلاً في استهلاك المواد البلاستيكية في العالم

التلوث خطرعلى الكائنات البحرية - السعودية تعد الأعلى في استهلاك المواد البلاستيكية
التلوث خطرعلى الكائنات البحرية - السعودية تعد الأعلى في استهلاك المواد البلاستيكية
TT

السعودية تتخذ إجراءات لحل مشكلة التلوث البلاستيكي

التلوث خطرعلى الكائنات البحرية - السعودية تعد الأعلى في استهلاك المواد البلاستيكية
التلوث خطرعلى الكائنات البحرية - السعودية تعد الأعلى في استهلاك المواد البلاستيكية

اتخذت السعودية إجراءات جديدة وعملية لحل مشكلة التلوث البلاستيكي في البلاد التي سجل الفرد فيها معدل استهلاك يفوق المعدل العالمي للمواد البلاستيكية بمختلف أنواعها واستخداماتها، مما زاد من مخاطر الإضرار بالبيئة، في ظل عجز الحلول المطروحة منذ سنوات والتطبيقات الحالية مثل الطمر والحرق وإعادة التدوير من أن تحدث تغييرًا إيجابيًا وملموسًا لمعالجة النفايات، ومنها المواد البلاستيكية والتخلص منها بطريقة آمنة وحضارية واقتصادية.
وطرحت الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة حديثًا مشروعًا يهدف إلى حل مشكلة التلوث البلاستيكي بتحلل هذه المواد بالكامل دون إحداث أضرار بالبيئة أو إعادة التدوير من خلال معايير ومنتجات جديدة بأعلى مستويات ضوابط الجودة الممكنة.
وفي إطار حرصها على الاستفادة من الخبرات الوطنية المتخصصة، طرحت الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة مشروع مواصفة جديدة تتعلق بالمنتجات البلاستيكية القابلة للتحلل، اعتمادًا على أحدث المراجع في عدد من دول العالم المتقدمة، وطلبت الهيئة مرئيات العموم والجهات المختصة والشركات العاملة في هذا المجال وموافاتها بآراء هذه الجهات حولها، وذلك قبل السابع عشر من يوليو (تموز) المقبل قبل اعتماد هذه المواصفة.
وأبلغ «الشرق الأوسط» المهندس عبد العزيز الأحمد، المدير التنفيذي لشركة توزيع البتروكيماويات المحدودة، بأن جهود الحكومة السعودية لحل مشكلة التلوث البلاستيكي في البلاد ملموسة، وهناك توجه جاد للبحث عن حلول عملية ونهائية في بلد يعد من أعلى دول العالم استخدامًا للمواد البلاستيكية، وسجل الفرد فيها معدلاً يفوق معدل الاستهلاك العالمي في استخدامها.
وأشار إلى أن شركته التي تتخذ من العاصمة السعودية مقرًا لها، وتملك خبرات متراكمة وطويلة في مجال البتروكيماويات وتسويق المواد المضافة القابلة للتحلل البيولوجي، تقدر جهود الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة في صياغة معيار لاستخدام المواد البلاستيكية القابلة للتحلل البيولوجي في بلاده، بهدف الوصول إلى حل جذري لمشكلة التلوث البلاستيكي في البلاد، معتبرًا أن المواد المضافة القابلة للتحلل البيولوجي يمكن أن تُساعد في معالجة مشكلة التلوث البلاستيكي في السعودية، إلا أنها إن لم تُنفذ على النحو الصحيح، فإن ذلك سيؤدي إلى إضرار بالبيئة، موضحًا أنه ولسوء الحظ ليست جميع المنتجات القابلة للتحلل في السوق على قدم المساواة، فبعضها يحتوي على معادن ثقيلة سامة، في حين لا يحتوي البعض الآخر على ذلك. وفي حين يتحلل 90 في المائة أو أكثر من البلاستيك الموجود في بعضها، فنرى أن بعضها يتحلل 30 في المائة أو أقل في البعض الآخر.
وذكر الأحمد أن البعض يتساهل في المنتج النهائي المعاد تدويره، في حين لا يفعل ذلك آخرون، فالمعيار الوارد في المشروع المقترح الحالي للمواصفة السعودية على سبيل المثال يسمح بقبول منتجات دون المستوى المطلوب في السوق التي تقوم بتجزئة وتكسير البلاستيك إلى قطع صغيرة بدلاً من تحللها بيولوجيًا حقًا. ويُطلق على ذلك «البلاستيك القابل للتجزئة متناهية الصغر»، وقد تم منعه من قبل الاتحاد الأوروبي. ولهذا السبب، فمن المهم أن تقوم المعايير التي يراد تطبيقها في السعودية بتطبيق أعلى مستويات ضوابط الجودة الممكنة، وهي الطريقة الوحيدة التي تعطي اطمئنانًا عن أن العمل جاد لتحسين البيئة بدلاً من الإضرار بها.
وعبر الأحمد عن قلقه أن يتضمن مشروع الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة الحالي يتضمن بعض الاستثناءات هذه الإعفاءات، لافتًا إلى أنه ومن خلال بحثنا الدقيق في هذا الموضوع ودراستنا لمعايير الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة المقترحة، وتلك المتاحة دوليًا، قدمنا توصياتنا وملاحظاتنا بشأن وثيقة مشروع المواصفة القياسية السعودية للمنتجات البلاستيكية، بهدف تلافي الأخطاء التي وقعت في دول أخرى من أن تتكرر في السعودية.
واقترح إجراء تغييرات على معيار الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة من خلال تطبيق معايير وحدود التحلل البيولوجي، مفيدًا أن جميع المنتجات القابلة للتحلل في السوق ليست على قدم المساواة. ففي حين أن بعض المنتجات تقوم بالفعل بالتحلل الحيوي للبلاستيك بالكامل، فهناك كثير من المنتجات التي تعمل على التحلل الحيوي لجزء من البلاستيك. وهي تنشئ ما يُسمى «الميكرو بلاستيك» أو «البلاستيك القابل للتجزئة متناهية الصغر»، وتم حظر استخدامه من جانب الاتحاد الأوروبي، وهو يؤدي إلى تفتيت البلاستيك إلى قطع صغيرة، وهو ما يعني التعامل مع آلاف من القطع الصغيرة بدلاً من التعامل مع قطعة واحدة من البلاستيك.
وزاد الأحمد بالقول: هذا أمر مهم، لأنه من دون اشتراط حد أدنى لمستوى التحلل البيولوجي، فسوف يكون ذلك منفذًا لدخول المنتجات الرديئة إلى السوق السعودية، التي لا تحقق التحلل البيولوجي الكامل للبلاستيك، كما يمكن أن تشترط الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة أن تستوفي المنتجات القابلة للتحلل معيار «الإنبات وسمية التربة السويدي (SPCR 141)»، الذي يعد من أفضل المعايير الدولية والذي يحقق تطبيقًا يصل إلى نسبة 70 في المائة أو 90 في المائة أو أعلى، لضمان أن هذه المنتجات تعمل بشكل صحيح، بالإضافة إلى ذلك، فإن الاختبار يبحث فقط في حالة إذا ما كانت البذور تنبت على مدى 4 أيام، فإنها لا تتبع حياة النبات حتى النضوج والتأثير الكامل لمحتوى التربة خلال دورة حياة النبات. يظهر تأثير التربة السامة في بعض الأحيان في مراحل لاحقة من دورة حياة النبات.
وعن الآثار المترتبة على إعادة التدوير قال الأحمد: تعد إعادة التدوير هي الحل الوحيد والنهائي لإدارة مشكلة تلوث المواد البلاستيكية على المدى الطويل، مشددًا على أنه لا يكفي فقط إعداد معيار، بل يجب أن يتم تطبيق المعيار على جميع الصناعات التحويلية البلاستيكية، لافتًا إلى أنه في دولتي الإمارات العربية المتحدة وعمان يتم تطبيق هذا المعيار من خلال نظام للمراجعات وعمليات التفتيش والغرامات، حيث يتم إجراء عمليات مراجعة دورية لكل مصنع، وتقديم كل مصنع إثبات لشرائه كمية كافية من محفزات التحلل تتماشى مع استهلاك المصنع «راتينج البلاستيك»، كما يتم إرسال مفتشين للتأكد من امتثال المصانع لتطبيق المعيار مع فرض غرامات على المتجاوزين، مشددًا على أنه من دون التطبيق الحذر والجاد للمعيار، فمن غير المرجع أن يتم تنفيذ المعيار بصورة فعالة.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.