مصر تقرر تعليق امتحانات الثانوية العامة للمرة الأولى بعد تسريب جديد

المتحدث باسم التربية والتعليم لـ«الشرق الأوسط»: الإجراء احترازي

مصر تقرر تعليق امتحانات الثانوية العامة للمرة الأولى بعد تسريب جديد
TT

مصر تقرر تعليق امتحانات الثانوية العامة للمرة الأولى بعد تسريب جديد

مصر تقرر تعليق امتحانات الثانوية العامة للمرة الأولى بعد تسريب جديد

في سابقة هي الأولى، ألغت مصر مادة أخرى في امتحانات الثانوية العامة، كما قررت إرجاء أداء الطلاب لأربع مواد متبقية إلى الشهر المقبل، في إجراء وصفه المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية التعليم، لـ«الشرق الأوسط» بـ«الاحترازي»، بعد أن تأكدت الوزارة من تسريب مادة الديناميكا، أمس (الأحد)، في تسريب هو الثاني منذ بدء الامتحانات التي تعد مفصلية في تحديد مستقبل الطلاب.
وسبق أن ألغت وزارة التربية والتعليم، الشهر الحالي، امتحان مادة التربية الدينية، بعد أن تداوله الطلاب على مواقع التواصل الاجتماعي قبل بدء الاختبار، الأمر الذي أثار موجة من الغضب. وحمل نواب في البرلمان وزير التربية والتعليم الدكتور الهلالي الشربيني مسؤولية الفشل في تأمين اختبارات الثانوية العامة. ويبلغ عدد طلاب الثانوية العامة، النظام الحديث، 560 ألفا.
وقرر الدكتور الشربيني، أمس، إلغاء امتحان مادة الديناميكا للثانوية العامة (النظام الحديث)، كما قرر تأجيل امتحانات مواد الجيولوجيا والعلوم البيئية، والتاريخ، والرياضيات البحتة (الجبر والهندسة الفراغية).
وقرر وزير التعليم عقد امتحان الديناميكا يوم 2 يوليو (تموز)، وعقد امتحانات الجيولوجيا والجبر والهندسة الفراغية والتاريخ 4 يوليو، مع عقد امتحان مادة التربية الدينية في 29 يونيو (حزيران) الحالي.
وسادت حالة ارتباك في لجان الثانوية العامة مع بدء الامتحانات، أوائل الشهر الحالي، عقب تسريب امتحان التربية الدينية، وما تردد على وسائل التواصل الاجتماعي عن تسريب امتحانات أخرى. وألغت وزارة التعليم امتحان مادة التربية الدينية، وحددت يوم 29 يونيو الحالي لإجرائه.
وقال بشير حسن، المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، لـ«الشرق الأوسط»: «تأكدنا من تسريب اختبار الديناميكا، لذلك قرر الوزير إلغاء الاختبار.. وإرجاء أداء الطلاب لباقي الامتحانات هو إجراء احترازي».
وأضاف حسن أن «المسؤولين في وزارة التربية والتعليم يتعاونون مع باقي الأجهزة المعنية للتأكد من سلامة تأمين أوراق أسئلة الاختبارات المقبلة»، لافتا إلى أن كل ما تردد عن تسريب اختبارات أخرى عار تماما عن الصحة.
وأكد المتحدث الرسمي أن القضية برمتها باتت أمام النيابة العامة، حيث تقدمت الوزارة ببلاغ جديد للنائب العام، أمس، مشيرا إلى أن ما يحدث يجعلنا على ثقة أننا لسنا أمام شخص أو اثنين تورطا في تسريب امتحان، ولكننا أمام مجموعات منظمة تهدف لزعزعة استقرار الدولة.
وأجبرت وزارة التربية والتعليم على تغيير امتحان مادة اللغة الإنجليزية بعد تسريب الامتحان الأصلي.
وبدت لعبة تسريبات امتحانات الثانوية العامة كمعركة بين الشباب والسلطات، حيث أعلن مسؤول صفحة متخصصة في نشر الامتحانات أنه لن يتوقف عن تسريبها إلا بعد تطوير منظومة التعليم التي وصفها بـ«الفاشلة».
وتعترف السلطات المصرية بتردي أوضاع التعليم، لكنها تقول إن كلفة إصلاح المنظومة التعليمية فوق طاقة الحكومة التي تعاني بالفعل من أوضاع اقتصادية ضاغطة.
وكانت لجنة كتابة الدستور المصري قد ألزمت الحكومة برفع موازنة التعليم في الموازنة العامة للدولة لتبدأ من 4 في المائة تتصاعد تدريجيا للوصول إلى المعدلات العالمية، لكن عجزت الحكومة عن توفير هذه النسبة في موازنة العام الماضي، فيما يبحث البرلمان حاليا في مدى دستورية تمرير الموازنة من دون الالتزام بالنسبة المقررة في الدستور.
وقررت النيابة العامة، في وقت سابق، حبس 12 مسؤولا في وزارة التربية والتعليم على ذمة التحقيقات، بعد تسريب اختبار مادة التربية الدينية، كما أعلنت السلطات الأمنية توقيف مسؤولي عدد من صفحات تسريب الامتحانات على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن لم تجد هذه الإجراءات حتى الآن في منع الظاهرة، وهو ما دفع المتحدث باسم التربية والعليم للقول إن الوزارة تخوض معركة شرسة في مواجهة «مافيا من الفاسدين».
وتدرس الحكومة المصرية حاليا إيجاد آلية جديدة لالتحاق الطلاب بالجامعات للحد من ظاهرة الفساد التي رافقت امتحانات الثانوية العامة منذ سنوات. وبحسب النظام المعمول به حاليا تمنح الأولوية لاختيار الكليات للطلبة الحاصلين على درجات أعلى في امتحان الثانوية العامة.



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.