قصف جوي روسي مكثف يواكب عمليات النظام على «الملاح».. تمهيدًا لحصار حلب

«مجلس منبج العسكري» يخترق خطوط «داعش» ويتقدم باتجاه الصوامع جنوب المدينة

قصف جوي روسي مكثف يواكب عمليات النظام على «الملاح».. تمهيدًا لحصار حلب
TT

قصف جوي روسي مكثف يواكب عمليات النظام على «الملاح».. تمهيدًا لحصار حلب

قصف جوي روسي مكثف يواكب عمليات النظام على «الملاح».. تمهيدًا لحصار حلب

تمكن القصف الجوي الروسي من خرق خطط دفاع المعارضة السورية في ريف حلب الشمالي، مما فتح الطريق أمام قوات النظام لتحقيق تقدم طفيف على جبهة مزارع الملاح، في وقت تمكنت قوات مجلس منبج العسكري من التقدم والسيطرة على مواقع لتنظيم داعش بالقرب من دوار المطاحن في مدينة منبج بريف حلب الشرقي، بعد اختراق خطوط «داعش» الدفاعية جنوب منبج.
وتواصلت الاشتباكات، أمس، بين المعارضة وقوات النظام والفصائل الموالية له في قرية الملاح بريف حلب الشمالي، تحت غطاء ناري روسي، حيث قصفت الطائرات الحربية الروسية مدنا وبلدات بينها أورم الكبرى بريف حلب الشمالي، ومدينة كفر حمرة، وعندان، وبني زيد، ومنطقة الكارفور بريف حلب الشمالي، بالصواريخ المزودة بقنابل عنقودية، مما خلف دمارا كبيرا.
ويسعى النظام إلى إطباق الحصار على مدينة حلب، فشن عمليات عسكرية على قرية الملاح التي تتمتع بموقع استراتيجي، إذ تبعد أقل من ثلاثة كيلومترات عن طريق الكاستيلو، وهو الممر الوحيد الذي يربط الأحياء والمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة حلب بريفها، ويتوقع في حال تمكنت القوات النظامية من السيطرة عليها أن يؤدي ذلك إلى السيطرة على الطريق ناريا، وبالتالي حصار الأحياء بالمدينة.
وذكر «مكتب أخبار سوريا» أن القوات النظامية والميليشيات التي تقاتل إلى جانبها سيطرت الليلة الماضية، على تلة الأسامات شرقي الملاح، بعد اشتباكات مع عناصر المعارضة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، سبقها تمهيد ناري نظامي كثيف بأكثر من 500 قذيفة وصاروخ، في حين شن الطيران الحربي النظامي والروسي أكثر من 100 غارة وألقى الطيران المروحي أكثر من 100 برميل متفجر على المنطقة.
وأكد المصدر أن الاشتباكات أدت إلى مقتل أكثر من عشرة مقاتلين من المعارضة وإصابة آخرين، في حين لم يعرف العدد الدقيق لقتلى القوات النظامية.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» باندلاع اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في مزارع الملاح بشمال مدينة حلب، وسط تقدم لقوات النظام في نقاط جديدة فيها، بالتزامن مع قصف على مناطق فيها من قبل قوات النظام والمسلحين الموالين لها. وأفاد ناشطون باندلاع اشتباكات عنيفة بين المعارضة السورية وقوات النظام على أطراف حيي الليرمون، والخالدية، في مدينة حلب شمال سوريا، بالتزامن مع قصف مدفعي من قوات النظام على المنطقة.
إلى ذلك، دمر مقاتلو المعارضة السورية مدفع 130 لقوات النظام على تلة الشيخ يوسف في مدينة حلب، دون معرفة الخسائر البشرية في صفوف النظام وميليشياته.
هذا، واندلعت معارك أخرى على أطراف مدينة حلب؛ حيث اندلعت اشتباكات بين وحدات حماية الشعب الكردي من جانب، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جانب آخر، في محيط منطقة الأشرفية بمدينة حلب.
ولم يكن الريف الجنوبي بمنأى عن المعارك العسكرية، حيث قصفت طائرات حربية مناطق في بلدة خان طومان وقرى خلصة وجب الكاس والكسيبية ومنطقة إيكاردا بريف حلب الجنوبي.
في غضون ذلك، قالت مصادر سوريا في حلب، إن «قوات سوريا الديمقراطية» و«قوات مجلس منبج العسكري» دحرت هجوما مضادا قامت به «داعش» واستهدف منطقة الصوامع؛ حيث أسفر عن مقتل 5 أشخاص من التنظيم.
وبسيطرة قوات المجلس العسكري لمدينة منبج على مواقع التنظيم في الجهة الجنوبية للمدينة، تكون قد تمكنت من اختراق أحد أهم خطوط دفاع «داعش».
ورد التنظيم باستهداف «قوات سوريا الديمقراطية» بسيارتين مفخختين على أسوار مدينة منبج، كما قال التنظيم.
ووفق المجلس العسكري فإن أكثر من 16 عنصرا من «داعش» قتلوا خلال المعارك المتواصلة مع «قوات سوريا الديمقراطية» و«قوات المجلس العسكري لمدينة منبج».
كما أكد المجلس أن مقاتليه تمكنوا من صد هجوم واسع للتنظيم على منطقة الصوامع جنوب مدينة منبج؛ إذ دارت اشتباكات عنيفة بين القوات والتنظيم سقط خلالها قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.
في موازاة ذلك، شن طيران التحالف الدولي غارات جوية مركزة على مواقع «داعش» في محيط مدينة منبج شرق حلب.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».