أوروبا على طريق إضافة البرمجة إلى المناهج الدراسية

تعريف الطلبة بها مبكرا يساعد في تنمية الشق الإبداعي

الأطفال شغوفون ببرامج التسلية الكومبيوترية لكن القليل منهم يتعلمون كيفية برمجة هذه الأجهزة (نيويورك تايمز)
الأطفال شغوفون ببرامج التسلية الكومبيوترية لكن القليل منهم يتعلمون كيفية برمجة هذه الأجهزة (نيويورك تايمز)
TT

أوروبا على طريق إضافة البرمجة إلى المناهج الدراسية

الأطفال شغوفون ببرامج التسلية الكومبيوترية لكن القليل منهم يتعلمون كيفية برمجة هذه الأجهزة (نيويورك تايمز)
الأطفال شغوفون ببرامج التسلية الكومبيوترية لكن القليل منهم يتعلمون كيفية برمجة هذه الأجهزة (نيويورك تايمز)

أضافت إستونيا إلى مناهجها الدراسية مقررات لتعليم أطفال الصف الأول الابتدائي كيفية بناء ألعاب الكومبيوتر الخاصة بهم، وتقديم المنح الدراسية لتشجيع مزيد من الطلاب الجامعيين لدراسة التخصصات المعتمدة على التكنولوجيا. وفي إنجلترا، ستتيح المناهج الوطنية المحدثة قريبا لكل طفل في النظام التعليمي دراسة برمجة الكومبيوتر، بدءا من سن الخامسة. فيما تقول حملة «ساعة من التشفير» «Hour of Code» الأميركية إنها قد أقنعت بالفعل 28 مليون شخص بتعلم البرمجة.
يذكر أن الطلبة حول العالم، بدءا من المرحلة الابتدائية وحتى مستوى الدكتوراه، يرتبطون بشكل متزايد بمبادئ التشفير، التي تعرف أيضا باسم برمجة الكومبيوتر. وبدءا من سنغافورة إلى تالين، تؤكد الحكومات والمعلمون والناشطون في صناعة التكنولوجيا على ضرورة إلمام الطلاب بالمعرفة الأساسية، على الأقل، لكيفية عمل الأجهزة التي تلعب دورا كبيرا في الحياة المعاصرة.
ويرى باحثون أن مثل هذه المعرفة مهمة ليس فقط بالنسبة لمستقبل الطالب، بل للتنافسية المستقبلية لبلادهم أيضا، وقدرة صناعة التكنولوجيا على العثور على العمالة الماهرة.
تعريف الطلبة بالترميز في المراحل المبكرة من التعليم يساعدهم على إزالة الغموض عن المنطقة التي يمكن أن تثير مخاوفهم. كما يعمل أيضا على إلغاء الصورة النمطية لعلوم الكومبيوتر بوصفها علوما مملة، بحسب مؤيدين لهذه النظرية. إضافة إلى ذلك، تساعد البرمجة على تنمية الشق الإبداعي لدى الطلبة، فالدراسة قادرة على المساعدة في تطوير قدرات حل المشكلات إضافة إلى تهيئة الطلاب لعالم غيرت التكنولوجيا معالمه.
ويقول كلايف بيلي، مدير برنامج التطوير التعليمي في مؤسسة «راسبيري بي آي» وهي مؤسسة غير ربحية ومقرها بالقرب من كمبريدج في إنجلترا وتشجع تدريس علوم الكومبيوتر في المدارس البريطانية: «نحن لا ندرس الموسيقى في المدارس ليصبح كل الطلبة متخصصون في العزف على الكمان في المدارس، كما أننا لا نعلم الأطفال الكومبيوتر ليتحولوا جميعا إلى علماء في مجال الكومبيوتر، لكن ما نحاول القيام به هو أن نعرفهم على كيفية عمل هذه الآلات، ومن الجيد أن يفهم الجميع أساسيات عمل هذه الأشياء. وبالمناسبة، ربما يكون جيدا جدا في ذلك».
علاوة على ذلك، يشير مؤيدو هذه الفكرة إلى أن الأطفال يحبون ذلك كثيرا. وتقول روكسانا إيمادي، الاستراتيجية في «Code.org»، وهي مؤسسة حقوقية مقرها سياتل وترعى حملة «ساعة من الترميز»: «الأطفال في الوقت الحاضر متعلقون بهواتفهم، وكومبيوتراتهم اللوحية، ويستخدمون التكنولوجيا بصورة موسعة، لكن القليل منهم هو الذي يتعلم كيفية برمجة هذه الأجهزة. فحتى، وإن كان الأمر بسيطا في بعض الأحيان، كأن يقوم الطفل ببرمجة لعبة المتاهة أو إنسان آلي، وعندما ترى عملك وقد دبت فيه الروح، هنا تأتي لحظة الإلهام».
وأضافت: «المعلمون يستخدمونها مثل الحلوى، فيقول المدرس للطلبة: (إذا أنهيت عملك، فيمكنك الحصول على عشر دقائق من دروس علوم الكومبيوتر في نهاية الحصة الدراسية هدية). وعندما تدرس الأطفال في عمر ثماني سنوات، تكون الأنماط لم تثبت بعد».
وفي إستونيا التي ينظر إليها على نطاق واسع بوصفها أحد المجتمعات الأوروبية الأكثر حبا للتكنولوجيا، وضع محو الأمية في علوم الكومبيوتر بوصفه أولوية قومية. وقبل أن تصبح منسقة للمهارات التكنولوجية في وزارة الشؤون الاقتصادية في بلادها، قادت آفي لورينغسون، مشروع «بروغ تايغر»، لتدريب معلمي المدارس على إشراك التلاميذ في مجالات البرمجة ومجالات التقنية المتطورة الأخرى. وقالت إن هذا المشروع، لا يزال يشهد نموا واضحا، إلى جانب الطب. وتقول: «يبحث الآباء عن أنشطة ما بعد اليوم الدراسي لأبنائهم ويتساءلون: أين يمكن أن يتعلم أبنائي البرمجة؟ أو: أين توجد صفوف تعليم الإنسان الآلي؟».
وتسعى الشراكة بين القطاعين العام والخاص التي تدعى «آي تي أكاديمي»، والتي تركز على الجامعات، إلى تطوير ميادين مثل هندسة البرمجيات وأمن الشبكات عبر توظيف مزيد من الأساتذة وتوظيف طلبة من الخارج وتقديم المنح الدراسية لخريجي وطلبة الجامعات.
وترى كريستينا راهكيما، التي تدرس الماجستير في هندسة البرمجيات والرياضيات بجامعة تارتو في إستونيا، إنها استمتعت بالفرص التي أتاحتها لها مهارات الكومبيوتر. وتقول: «لو كانت لدى فكرة جيدة، لاستطعت إنشاء شركة»، وأشارت إلى أن «أي شخص يستطيع الترميز لن يجد صعوبة في الحصول على عمل، فكل الشركات تبحث عن مرشحين».
وقالت إنها تأمل في أن تتخلص الفتيات من الاعتقاد المسبق بشأن البرمجة بوصفها علما مثيرا للملل: «إن الأمر أكثر متعة مما يعتقدون. لديك فكرة وتكتب بعض الرموز وتنجح فعليا. إنه شعور رائع».
ويبدو وزير التعليم البريطاني مايكل جوف متفقا مع هذا الرأي، فقد أيد بشدة إعادة صياغة مناهج علوم الكومبيوتر التي قال إنها تبعث على الملل عند الأطفال بتعليماتها التي تثير الضجر حول كيفية تشغيل البرامج التي عفا عليها الزمن. المناهج الجديدة التي ستبدأ الوزارة في تطبيقها في سبتمبر (أيلول) المقبل ستتطلب نهجا أكثر صرامة.. حيث سيتعلم جميع الطلبة في إنجلترا بدءا من سن الخامسة أساسيات الترميز، وفي بداية سن الحادية عشرة سيجري تدريبهم على استخدام لغتي برمجة على الأقل.
وتقدم مؤسسة «راسبيري بي آي» خطط دروس ومصادر أخرى للمعلمين، خاصة أولئك الذين يعملون في المدارس الابتدائية الذين يفتقرون إلى التدريب المتخصص. وسيمكن لمشروعات مثل وضع الكاميرا بجانب مغذية الطيور وبرمجتها كي تنشر الصور على الإنترنت، أن تساعد الطلبة بشكل سريع في معرفة الاستخدامات الممكنة للترميز.
ويرى كلايف بيلي، مدير التطوير التعليمي في المؤسسة: «بدلا من الاستخدام السلبي للكومبيوتر اللوحي أو الكومبيوتر المحمول، كانت هذه هي المرة الأولى التي يستخدمون فيها الكومبيوتر للقيام بعمل مفيد. والهدف الأساسي ربما يتمثل في إرسال كاميرا إلى مساحة قريبة بوصفه جزءا من مشروع علمي، كتعليم الرياضيات، ويمكن أن تكون في علوم الروبوتات، أو أمور فنية رائعة، إلى جانب تطبيقات في الموسيقى أو حتى دروس في صالة الألعاب الرياضية».
وتخطط سنغافورة أيضا لإدخال الترميز إلى المناهج الدراسية، فيقول مين يون كان، أستاذ علوم الكومبيوتر والعميد المساعد في جامعة سنغافورة الوطنية: «حتى في مثل هذا المجتمع القائم على التكنولوجيا، يجري التقدم بشكل بطيء فقط».
أحد أبرز العناصر في الزيادة الأخيرة للرغبة في تعلم البرمجة، هو توافر مصادر البرمجة على الإنترنت، وإتاحة الفرصة لمن يتعلمون التشفير لمحاولة البرمجة في محرك بحث الإنترنت، ومعرفة مدى صحة الوسيلة التي يعملون بها». يقول كان: «يتواصل أساتذة في الجامعة مع الطلبة في مجالات مثل علم الأحياء أو الهندسة أو الكيمياء أو الطب بتعليمات في لغة البرمجة التي تسود في تلك المجالات».
وأضاف الدكتور ديفيد روسيتر، أستاذ الهندسة في جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا، التي اشترطت ضرورة دراسة كل طلبة كلية الهندسة علم البرمجة في السنة الأولى أو السنة الثانية: «مع تركيز عالم العمل بشكل أكبر على التكنولوجيا، يجب أن نتكيف مع ذلك في قطاع التعليم».
في الوقت الراهن، ومع تزايد الطلب أيضا من جانب الطلبة أنفسهم في مجالات أخرى مثل العلوم الإنسانية، يقول روسيتر: «صار الطلب الآن أكثر مما يمكننا تحمله. ينبغي أن أرفض طلبات 200 طالب في هذا الفصل الدراسي يحاولون حضور هذا المقرر الدراسي».
ويقول بيتر هارشا، مدير الشؤون الحكومية في اتحاد أبحاث علوم الكومبيوتر، وهي مجموعة من أقسام جامعات أميركا الشمالية ومعاهد أبحاث التكنولوجيا، إن «معدل تسجيل الطلبة في علوم الكومبيوتر كان متذبذبا بشكل عام، تبعا لفرص الازدهار والتردي في صناعة التكنولوجيا». وأضاف أن هذا التذبذب في سبيله للتغيير.. «ففي عام 2011 - 2012 ارتفع عدد دارسي علوم الكومبيوتر في الولايات المتحدة بنسبة 29 في المائة، ويتوقع أن تظهر الإحصاءات التالية زيادة كبيرة للسنة السادسة على التوالي».
وعبر عن أمله في أن تتمكن حملات مثل «Code.org» في إثارة اهتمام الشباب، فقال: «عندما ترى الحالة الحزينة لطلاب الصف الثاني عشر في علوم الكومبيوتر، فسترى أن هناك فرصة للنمو بصورة كبيرة»، وذلك باستخدام مصطلح الاختزال للتعليم من رياض الأطفال حتى الصف الثاني عشر. وتسعى مؤسسة «Code.org» للضغط لتدريس علوم الكومبيوتر في كل المدارس الأميركية، كما تعمل على تدريب المعلمين بالتعاون مع بعض من أكبر المناطق التعليمية في البلاد، بما في ذلك نيويورك وشيكاغو ومقاطعة بروارد في ولاية فلوريدا. وقالت إيمادي: «وقع أكثر من 35.000 معلم طلبات لاستخدام البرامج التعليمية في الفصول الدراسية».
وقال بيلي: «هناك حاجة أساسية لبذل مزيد من الجهود إذا كانت هناك رغبة في استمرار التطور التكنولوجي. إذا غاب مهندسو وعلماء الكومبيوتر، فلن تكون هناك أجهزة جديدة».
* خدمة «نيويورك تايمز»



كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات
TT

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

التحدث عن كلية الطب في «الجامعة الأميركية» وما حققته من إنجازات وتطورات منذ تأسيسها عام 1867 لا يمكن تلخيصه بمقال؛ فهذه الكلية التي تحتل اليوم المركز الأول في عالم الطب والأبحاث في العالم العربي والمرتبة 250 بين دول العالم بالاعتماد على QS Ranking، استطاعت أن تسبق زمنها من خلال رؤيا مستقبلية وضعها القيمون عليها، وفي مقدمتهم الدكتور محمد صايغ نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الطب والاستراتيجية الدولية وعميد كلية الطب في الجامعة الأميركية، الذي أطلق في عام 2010 «رؤيا (2020)»، وهي بمثابة خطة طموحة أسهمت في نقل الكلية والمركز الطبي إلى المقدمة ووضعهما في المركز الأول على مستوى المنطقة.

رؤية 2025

اليوم ومع مرور 150 عاماً على تأسيسها (احتفلت به أخيراً) ما زالت كلية الطب في «الجامعة الأميركية» تسابق عصرها من خلال إنجازات قيمة تعمل على تحقيقها بين اليوم والغد خوّلتها منافسة جامعات عالمية كـ«هارفرد» و«هوبكينز» وغيرهما. وقد وضعت الجامعة رؤيا جديدة لها منذ يوليو (تموز) في عام 2017 حملت عنوان «رؤية 2025»، وهي لا تقتصر فقط على تحسين مجالات التعليم والطبابة والتمريض بل تطال أيضاً الناحية الإنسانية.
«هي خطة بدأنا في تحقيقها أخيراً بحيث نستبق العلاج قبل وقوع المريض في براثن المرض، وبذلك نستطيع أن نؤمن صحة مجتمع بأكمله». يقول الدكتور محمد صايغ. ويضيف خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا نريد أن ننتظر وصول وفود المرضى إلى مركزنا الطبي كي نهتم بهم، بل إننا نعنى بتوعية المريض قبل إصابته بالمرض وحمايته منه من خلال حملات توعوية تطال جميع شرائح المجتمع. كما أننا نطمح إلى إيصال هذه الخطة إلى خارج لبنان لنغطي أكبر مساحات ممكنة من مجتمعنا العربي».
تأسَّسَت كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1867، وتعمل وفقاً لميثاق صادر من ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، ويقوم على إدارتها مجلس أمناء خاص ومستقل.
وتسعى الكلية لإيجاد الفرص التي تمكن طلبتها من تنمية روح المبادرة، وتطوير قدراتهم الإبداعية واكتساب مهارات القيادة المهنية، وذلك من خلال المشاركة في الندوات العلمية والتطبيقات الكلينيكية العملية مما يُسهِم في تعليم وتدريب وتخريج أطباء اختصاصيين.
وملحَق بكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت مركز طبي يضم أقساماً للأمراض الباطنية والجراحة والأطفال وأمراض النساء والتوليد ‏والطب النفسي. كما يقدم المركز الطبي خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في كثير من مجالات الاختصاص، وبرامج للتدريب على التمريض وغيرها ‏من المهن المرتبطة بالطب.

اعتمادات دولية

منذ عام 1902، دأب المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على توفير أعلى معايير الرعاية للمرضى في مختلف أنحاء لبنان والمنطقة. وهو أيضاً المركز الطبي التعليمي التابع لكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت التي درّبت أجيالاً من طلاب الطب وخريجيها المنتشرين في المؤسسات الرائدة في كل أنحاء العالم. المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت هو المؤسسة الطبية الوحيدة في الشرق الأوسط التي حازت على خمس شهادات اعتماد دولية وهي JCI)، وMagnet، وCAP، وACGME - I و(JACIE مما يشكّل دليلاً على اعتماد المركز أعلى معايير الرعاية الصحية المتمحورة حول المريض والتمريض وعلم الأمراض والخدمات المخبرية والتعليم الطبي والدراسات العليا. وقد خرَّجَت كلية الطب أكثر من أربعة آلاف طالب وطبيب. وتقدم مدرسة رفيق الحريري للتمريض تعليماً متميزاً للعاملين في مجال التمريض، ويلبي المركز الطبي احتياجات الرعاية الصحية لأكثر من 360 ألف مريض سنوياً.
ويتألف المركز من عدد من مراكز الامتياز كمركز سرطان الأطفال التابع لمستشفى «سانت جود» البحثي في ولايتي ممفيس وتينيسي. كما تتضمن برنامج باسيل لأورام البالغين وفيه وحدة لزرع نخاع العظام، إضافة إلى مراكز طب الأعصاب المختلفة وأمراض القلب والأوعية الدموية ومركز للرعاية الصحية للنساء.
«هناك استثمارات تلامس نحو 400 مليون دولار رصدت من أجل بناء البنية التحتية اللازمة للمركز الطبي مع مشروع افتتاح عدة مبانٍ وأقسام جديدة خاصة بأمراض السرطان وأخرى تتعلق بالأطفال، إضافة إلى نقلة نوعية من خلال زيادة عدد الأسرة لتلبية الحاجات الصحية المختلفة لمرضانا»، كما أوضح د. صايغ في سياق حديثه.

تبرعات للمحتاجين

يعمل المركز الطبي على تأمين العلاج المجاني لأمراض مستعصية من خلال تأسيس صناديق تبرُّع للمحتاجين، هدفها تأمين العلاج لذوي الدخل المحدود. وهي تخصص سنوياً مبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة هذه الشريحة من الناس التي تفتقر إلى الإمكانيات المادية اللازمة للعلاج.
وينظم المركز الطبي مؤتمراً سنوياً ودورات وورش عمل (MEMA) تتناول مواضيع مختلفة كطب الصراعات ومواضيع أخرى كصحة المرأة، والصحة العقلية، وعبء السرطان وغسل الكلى أثناء الصراع وتدريب وتثقيف المهنيين الصحيين للتعامل مع تحديات العناية بأفراد المجتمع.
تُعدّ كلية الطب في الجامعة الأميركية السباقة إلى تأمين برنامج تعليمي أكاديمي مباشر لطلابها، بحيث يطبقون ما يدرسونه مباشرة على الأرض في أروقة المركز الطبي التابع لها.
ويرى الدكتور محمد صايغ أن عودة نحو 180 طبيباً لبنانياً عالمياً من خريجيها إلى أحضانها بعد مسيرة غنية لهم في جامعات ومراكز علاج ومستشفيات عالمية هو إنجاز بحد ذاته. «ليس هناك من مؤسسة في لبنان استطاعت أن تقوم بهذا الإنجاز من قبل بحيث أعدنا هذا العدد من الأطباء إلى حرم الكلية وأنا من بينهم، إذ عملت نحو 25 عاماً في جامعة (هارفرد)، ولم أتردد في العودة إلى وطني للمشاركة في نهضته في عالم الطب». يوضح دكتور محمد صايغ لـ«الشرق الأوسط».

رائدة في المنطقة

أبهرت كلية الطب في الجامعة الأميركية العالم بإنجازاتها على الصعيدين التعليمي والعلاجي، ففي عام 1925. تخرجت فيها أول امرأة في علم الصيدلة (سارة ليفي) في العالم العربي، وبعد سنوات قليلة (1931) كان موعدها مع تخريج أول امرأة في عالم الطب (ادما أبو شديد). وبين عامي 1975 و1991 لعبت دوراً أساسياً في معالجة ضحايا الحرب اللبنانية فعالج قسم الطوارئ لديها في ظرف عام واحد (1976 - 1977) أكثر من 8000 جريح. وفي عام 2014 تلقت إحدى أضخم التبرعات المالية (32 مليون دولار) لدعم المركز الطبي فيها وتوسيعه.
كما لمع اسمها في إنجازات طبية كثيرة، لا سيما في أمراض القلب، فكان أحد أطبائها (دكتور إبراهيم داغر) أول من قام بعملية القلب المفتوح في العالم العربي، في عام 1958. وفي عام 2009، أجرت أولى عمليات زرع قلب اصطناعي في لبنان، وفي عام 2017 أحرز فريقها الطبي أول إنجاز من نوعه عربياً في أمراض القلب للأطفال، عندما نجح في زرع قلب طبيعي لطفل.
كما تصدرت المركز الأول عربياً في عالم الطب لثلاث سنوات متتالية (2014 - 2017) وحازت على جوائز كثيرة بينها «الجائزة الدولية في طب الطوارئ» و«جائزة عبد الحميد شومان» عن الأبحاث العربية، و«جائزة حمدان لأفضل كلية طبية في العالم العربي» لدورها في التعليم الطبي لعامي 2001 – 2002.