تحذيرات أممية من كارثة إنسانية ستقع بسبب نزوح أعداد كبيرة من الموصليين إلى إقليم كردستان

استعدادات في الإقليم لاحتواء أزمة نزوح مئات الآلاف من مواطني الموصل

تحذيرات أممية من كارثة إنسانية ستقع بسبب نزوح أعداد كبيرة من الموصليين إلى إقليم كردستان
TT

تحذيرات أممية من كارثة إنسانية ستقع بسبب نزوح أعداد كبيرة من الموصليين إلى إقليم كردستان

تحذيرات أممية من كارثة إنسانية ستقع بسبب نزوح أعداد كبيرة من الموصليين إلى إقليم كردستان

تستعد الجهات المعنية في العراق وإقليم كردستان بالتنسيق مع الجانب الدولي لاحتواء أزمة نزوح مئات الآلاف من مواطني الموصل باتجاه الإقليم في أثناء بدء عملية تحرير المدينة من «داعش»، محذرين في الوقت ذاته من كارثة إنسانية كبيرة فيما إذا لم يكن هناك خطوات فعلية على الأرض من قبل المجتمع الدولي.
وقال محافظ دهوك، فرهاد أتروشي، لـ«الشرق الأوسط» إن حكومة إقليم كردستان بالتنسيق مع الأمم المتحدة والحكومة الاتحادية في بغداد، منذ أكثر من عام، يعدون تقريرا يتضمن سيناريوهات لعملية تحرير الموصل وعدد النازحين الذين سينزحون منها باتجاه الإقليم، يبدو أن جميع الاستعدادات النظرية حاضرة، ونحتاج إلى دعم مالي وإلى ميزانية وإمكانيات على أرض الواقع فقط.
ووجه أتروشي نداء إغاثة إلى جميع دول العالم، خصوصا الدول العربية، وأضاف القول إن معظم النازحين سيأتون إلى محافظة دهوك، فبحسب خطة الإغاثة الإنسانية المشتركة لعملية تحرير الموصل، خصصت خمسة مواقع لجمع النازحين، وجميع هذه المواقع تقع في الحدود الإدارية لمحافظة دهوك، لذا وضع المحافظة سيكون صعبا جدا، وسيكون عليها ضغط أمني واجتماعي وإنساني كبير، لأن عدد المخيمات الحالية الموجودة في المحافظة يبلغ 22 مخيما، في حين يبلغ عدد النازحين فيها أكثر من 700 ألف نازح ولاجئ، والنازحون واللاجئون يشكلون حاليا نحو 60 في المائة من سكان المحافظة، مشددا بالقول: «على بغداد واجب أخلاقي وسياسي وقانوني تجاه النازحين، لأنهم مواطنون عراقيون».
من جانبه، بين مدير عام دائرة فروع وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، ضياء صلال مهدي، لـ«الشرق الأوسط» أن خطة الإغاثة الإنسانية المشتركة المصاحبة لعملية تحرير الموصل، في حال تطبيقها وتوفير الموارد الكافية لها ستكون خطة مناسبة لمواجهة موجة النزوح المتوقعة مع بدء عملية التحرير، ونحن الآن نواصل لقاءاتنا مع إدارة محافظتي أربيل ودهوك من أجل إنشاء أولى المخيمات لهذا الغرض، ونفى مهدي في الوقت ذاته وجود إمكانية لدى العراق في ظل الظروف الحالية لتغطية متطلبات الخطة كافة، مشيرا إلى أن الدعم الدولي مهم جدا لتوفير تلك المتطلبات، مستدركا بالقول إن المجتمع الدولي وعد بكثير في هذا الإطار، لكن المهم أن تنفذ تلك الوعود بشكل فعلي على الأرض.
وبحسب إحصائيات وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، بلغ عدد النازحين العراقيين الذين اضطروا إلى ترك مناطقهم إثر سيطرة «داعش» عليها في يونيو (حزيران) عام 2014 نحو ثلاثة ملايين نازح. بينما تشير مصادر مطلعة إلى أن نحو مليوني نازح منهم يتواجدون في إقليم كردستان، حيث نالت محافظة دهوك حصة الأسد من النازحين، فيما تحل بعدها محافظة أربيل عاصمة الإقليم بالمرتبة الثانية، ومن ثم محافظة السليمانية في المرتبة الثالثة.
في غضون ذلك، أوضحت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في العراق، ليزا غراندي، في حديث للصحافيين، وحضرته «الشرق الأوسط»، أن خطة الإغاثة الإنسانية المشتركة المقدمة من قبل مركز التنسيق المشترك لإدارة الأزمات، وهي خطة شاملة وذكية لاستقبال النازحين من الموصل، توضح الواجبات والمسؤوليات الملقاة على عاتق الحكومة العراقية وحكومة الإقليم والمجتمع الدولي، والسبل التي يجب اتخاذها عند بدء النزوح، الأمم المتحدة ترى أن ما سيحدث في الموصل قد يكون أكبر كارثة إنسانية في العالم وأن الأمم المتحدة تجدد دعمها حكومة إقليم كردستان ومواطني الإقليم في ظل الأزمة التي يشهدونها.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.