سوق توزع يوميًا 35 طنًا من الخضراوات مجانًا على مواطني أربيل

بهدف مساعدة المحتاجين في الشهر الفضيل

عاملون في سوق الخضار أثناء توزيع الخضراوات على المواطنين بمناسبة شهر رمضان («الشرق الأوسط») أربيل (1)
عاملون في سوق الخضار أثناء توزيع الخضراوات على المواطنين بمناسبة شهر رمضان («الشرق الأوسط») أربيل (1)
TT

سوق توزع يوميًا 35 طنًا من الخضراوات مجانًا على مواطني أربيل

عاملون في سوق الخضار أثناء توزيع الخضراوات على المواطنين بمناسبة شهر رمضان («الشرق الأوسط») أربيل (1)
عاملون في سوق الخضار أثناء توزيع الخضراوات على المواطنين بمناسبة شهر رمضان («الشرق الأوسط») أربيل (1)

من أحد المشاهد الرمضانية البارزة التي تزين مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان، هي توزيع الخضراوات على المواطنين مجانًا في سوق الخضار في مجمع (داون تاون) التجاري وسط المدينة. فما أن تدخل إلى هذه السوق إلا وتلاحظ المئات من المواطنين المصطفين في طوابير للحصول على أربع كيلوغرامات من محاصيل الطماطم والبصل والبطاطا، بينما تباع الفواكه والمواد الغذائية في قسم آخر من السوق بأسعار زهيدة جدًا.
عزيز سلمان، نازح من مدينة الموصل، قال لـ«الشرق الأوسط»: «نأتي إلى هذه السوق للحصول على ما نحتاجه من خضراوات مجانًا. حقيقة هذه مبادرة جميلة وهي ليست بغريبة على سكان إقليم كردستان ومدينة أربيل، فهم ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها يمدون لنا يد العون والمساعدة، وكما ترون الآن أصحاب هذه السوق ومع بداية رمضان أطلقوا مبادرة توزيع الخضراوات على المواطنين بالمجان، وهذا يخفف من الثقل الواقع على عاتقنا نحن الفقراء والنازحين».
من جهته بين مدير عام العلاقات في مجموعة نصري كروب صاحبة مجمع (داون تاون)، سعد إحسان، لـ«الشرق الأوسط»: «انطلق مشروع توزيع الخضراوات على النازحين واللاجئين بالمجان في مدينة أربيل مع بداية شهر رمضان، وهذا المشروع هو لكل الأديان والقوميات من أجل تقديم المساعدة لهم وتخفيف أعبائهم، بمناسبة هذا الشهر»، مضيفًا: «إدارة قسم الخضراوات والعاملون عليه يوزعون يوميًا نحو 35 طنًا من الخضراوات المتمثلة في الطماطم والخيار والبصل والبطاطا على الناس».
وبحسب إحصائيات قسم الخضار، يُقبل يوميًا ما بين 2000 و2500 شخص على سوق الخضار لأخذ ما يحتاجونه من الخضراوات، بينما تُباع الفواكه والمواد الغذائية في قسم آخر من السوق بأسعار زهيدة بمناسبة رمضان، خصوصًا أن الإقليم يحتضن نحو مليوني نازح ولاجيء.
بدوره يقول الموطن عمر الجبوري، النازح من مدينة الموصل، الذي يعيش في أربيل منذ نحو عامين: «سكان إقليم كردستان بشكل عام وسكان مدينة أربيل خاصة معروفون بالكرم ومد يد العون للمحتاجين، فالأسواق والطرق والأحياء تشهد توزيع الحلويات مع بدء الإفطار، هذا إضافة إلى أن أهالي المدينة ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها يقدمون جزءًا من طعامهم للنازحين، فمع بداية نزوحنا من الموصل كان جيراننا يقدمون لنا يوميًا الطعام ولم يجعلونا نحتاج إلى أي شيء».
أحياء أربيل ما زالت تحتفظ بالعادات والتقاليد الرمضانية القديمة المتمثلة بتبادل الأطباق. ويقول المواطن نوزاد محمود: «أحياء أربيل خاصة الأحياء القديمة ما زالت تحتفظ بتراث تبادل الأطباق، فمع بدء الإفطار نرى أن السفرة امتلأت بالأطعمة المختلفة، فكل بيت يقدم لجاره طبقًا من طعامه ويستلم منه أيضًا، وهذا يدل على العلاقات الاجتماعية المتينة بين أفراد المجتمع الكردستاني، نحن نسعى إلى الحفاظ على هذه العادات رغم التطور الذي نشهده، وذلك كي تبقى المحبة واحترام الجار منتشرة بين الناس».



الشماغ السعودي في ذروة مواسم بيعه

بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
TT

الشماغ السعودي في ذروة مواسم بيعه

بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)

أفصح مختصون في نشاط صناعة واستيراد الشماغ السعودي عن بلوغ هذا الزي التقليدي الرسمي أعلى مواسم البيع السنوية، مسجلاً مبيعات تُقدَّر بنحو 900 مليون ريال سنوياً، كاشفين عن توجهات المستهلكين الذين يبرز غالبيتهم من جيل الشباب، وميلهم إلى التصاميم الحديثة والعالمية، التي بدأت في اختراق هذا اللباس التقليدي، عبر دخول عدد من العلامات التجارية العالمية على خط السباق للاستحواذ على النصيب الأكبر من حصة السوق، وكذلك ما تواجهه السوق من تحديات جيوسياسية ومحلية.
ومعلوم أن الشماغ عبارة عن قطعة قماش مربعة ذات لونين (الأحمر والأبيض)، تُطوى عادة على شكل مثلث، وتُلبس عن طريق وضعها على الرأس، وهي لباس تقليدي للرجال في منطقة الخليج العربي وبعض المناطق العربية في العراق والأردن وسوريا واليمن، حيث يُعد جزءاً من ثقافة اللبس الرجالي، ويلازم ملابسه؛ سواء في العمل أو المناسبات الاجتماعية وغيرها، ويضفي عليه أناقة ويجعله مميزاً عن غيره.
وقال لـ«الشرق الأوسط»، الرئيس التنفيذي لـ«شركة الامتياز المحدودة»، فهد بن عبد العزيز العجلان، إن حجم سوق الأشمغة والغتر بجميع أنواعها، يتراوح ما بين 700 و900 مليون ريال سنوياً، كما تتراوح كمية المبيعات ما بين 9 و11 مليون شماغ وغترة، مضيفاً أن نسبة المبيعات في المواسم والأعياد، خصوصاً موسم عيد الفطر، تمثل ما يقارب 50 في المائة من حجم المبيعات السنوية، وتكون خلالها النسبة العظمى من المبيعات لأصناف الأشمغة المتوسطة والرخيصة.
وأشار العجلان إلى أن الطلب على الملابس الجاهزة بصفة عامة، ومن ضمنها الأشمغة والغتر، قد تأثر بالتطورات العالمية خلال السنوات الماضية، ابتداءً من جائحة «كورونا»، ومروراً بالتوترات العالمية في أوروبا وغيرها، وانتهاء بالتضخم العالمي وزيادة أسعار الفائدة، إلا أنه في منطقة الخليج العربي والمملكة العربية السعودية، فإن العام الحالي (2023) سيكون عام الخروج من عنق الزجاجة، وسيشهد نمواً جيداً مقارنة بالأعوام السابقة لا يقل عن 20 في المائة.
وحول توجهات السوق والمستهلكين، بيَّن العجلان أن غالبية المستهلكين للشماغ والغترة هم من جيل الشباب المولود بين عامي 1997 و2012، ويميلون إلى اختيار التصاميم والموديلات القريبة من أشكال التصاميم العالمية، كما أن لديهم معرفة قوية بأسماء المصممين العالميين والماركات العالمية، لافتاً إلى أن دخول الماركات العالمية، مثل «بييركاردان» و«إس تي ديبون» و«شروني 1881» وغيرها إلى سوق الأشمغة والغتر، ساهم بشكل فعال وواضح في رفع الجودة وضبط المواصفات.
وأضاف العجلان أن سوق الملابس كغيرها من الأسواق الاستهلاكية تواجه نوعين من المشكلات؛ تتمثل في مشكلات جيوسياسية ناتجة عن جائحة «كورونا» والحرب الروسية الأوكرانية، ما تسبب في تأخر شحن البضائع وارتفاع تكاليف الشحن وارتفاع الأسعار بسبب التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، بينما تتمثل المشكلات المحلية في انتشار التقليد للعلامات العالمية والإعلانات المضللة أحياناً عبر وسائل الاتصال الاجتماعي.
من جهته، أوضح ناصر الحميد (مدير محل بيع أشمغة في الرياض) أن الطلب يتزايد على الأشمغة في العشر الأخيرة من شهر رمضان من كل عام، ويبدأ الطلب في الارتفاع منذ بداية الشهر، ويبلغ ذروته في آخر ليلتين قبل عيد الفطر، مضيفاً أن الشركات تطرح التصاميم الجديدة في شهر شعبان، وتبدأ في توزيعها على منافذ البيع والمتاجر خلال تلك الفترة.
وأشار الحميد إلى أن سوق الأشمغة شهدت، في السنوات العشر الأخيرة، تنوعاً في التصاميم والموديلات والماركات المعروضة في السوق، وتنافساً كبيراً بين الشركات المنتجة في الجودة والسعر، وفي الحملات التسويقية، وفي إطلاق تصاميم وتطريزات جديدة، من أجل كسب اهتمام المستهلكين وذائقتهم، والاستحواذ على النصيب الأكبر من مبيعات السوق، واستغلال الإقبال الكبير على سوق الأشمغة في فترة العيد. وبين الحميد أن أكثر من نصف مبيعات المتجر من الأشمغة تكون خلال هذه الفترة، مضيفاً أن أسعارها تتراوح ما بين 50 و300 ريال، وتختلف بحسب جودة المنتج، والشركة المصنعة، وتاريخ الموديل، لافتاً إلى أن الشماغ عنصر رئيسي في الأزياء الرجالية الخليجية، ويتراوح متوسط استهلاك الفرد ما بين 3 و5 أشمغة في العام.