الجربا يزور موسكو اليوم للقاء لافروف

بعد توافق روسي أميركي على ضمه إلى هيئة التفاوض

الجربا يزور موسكو اليوم للقاء لافروف
TT

الجربا يزور موسكو اليوم للقاء لافروف

الجربا يزور موسكو اليوم للقاء لافروف

قالت مصادر سورية مطلعة لـ«لشرق الأوسط» إن أحمد الجربا، رئيس حزب «تيار الغد السوري»، قد حصل أخيرًا على توافق روسي - أميركي بشأن انضمامه إلى هيئة التفاوض السورية المعارضة والمعنية بالتفاوض مع النظام السوري من خلال المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا. وأشارت المصادر إلى أنه ربما تشهد الأيام المقبلة بعض الخطوات لتعديل مسار التفاوض وتركيبة الشخصيات التي تشارك في المباحثات.
كان الجربا قد أعلن أنه سيقوم بزيارة إلى روسيا اليوم الأحد، على رأس وفد من قيادات حزبه، للقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وعدد من المسؤولين الروس غدا الاثنين. وأنه سيبحث في الأزمة السورية والتركيز على ملفات عدة أبرزها المدن المحاصرة وملف المعتقلين ونقل رؤية التيار لحل الأزمة السياسية للقيادة الروسية.
ومن جهة أخرى، قال قاسم الخطيب، عضو الأمانة العامة لـ«تيار الغد السوري» وعضو «لجنة مؤتمر القاهرة»، إن «تيار الغد السوري» تلقى دعوة من الخارجية الروسية لبحث سبل حل الأزمة السياسية في البلاد، ونوه إلى «أهمية تواصل المعارضة السورية مع الجانب الروسي لأن بيده الكثير من مفاتيح الحل للأزمة السورية، وأن المعارضة السورية تنظر إلى القيادة الروسية باعتبارها المتحكمة في مصير بشار الأسد».
وتابع الخطيب أن عدة ملفات مهمة ستطرح على بساط البحث منها تجنيب المدنيين القتل وويلات الحرب وسبل مكافحة الإرهاب، معربا عن أمله في أن يفتح الروس ممرات آمنة لوصول المساعدات للبلدات والمدن السورية والشعب السوري المحاصر عبر الضغط على النظام السوري والأجهزة الأمنية.
ويذكر أنه سبق للجربا، وهو رئيس سابق لـ«الائتلاف الوطني السوري» المعارض، أن التقى ميخائيل بوغدانوف، مبعوث الرئيس الروسي ونائب وزير الخارجية الروسي، في القاهرة خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي، لبحث آليات الحل السياسي في سوريا. وكان بيان صحافي لـ«تيار الغد السوري»، قد أورد أن الجربا أكد على أهمية وجود تسوية سياسية عادلة في سوريا عن طريق عملية تفاوضية «سورية - سورية» تجرى على أساس بيان «جنيف- 1» وتضمن رحيل بشار. وشدد الجربا على أن المفاوضات التي لا تتطرق إلى جوهر المشكلة محكوم عليها بالفشل.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.