قالت الممثلة نهلة داود إنها أغرمت بدورها (جوليا) في مسلسل جريمة شغف، خصوصا أنه شكل خروجا عن الواقع الذي يدور فيه العمل. وأضافت: «لقد وقعت في حب هذا الدور منذ اللحظة، فهو أعادني إلى الأداء المسرحي لا سيما أنه يدور في فلك العبثية؛ إذ لا يمت بصلة أو بعلاقة وطيدة إلى سياق العمل. فالشخصية التي أديتها (جوليا) حلقت في فلك خاص بها؛ مما جعل المشاهد يتنبه إليها بصورة غير مباشرة، فالحالة التي قدمتها من خلالها هي فرضية غير انسيابية، وتدور ما بين الوهم والحقيقة، فتطرح علامات استفهام كثيرة لدى المشاهد، وأنا كنهلة داود سلمتها نفسي بكل جوارحي؛ لأن في كل مشهد منها هناك حالة معينة أعيشها». وعن وقوفها لأول مرة أمام نادين الراسي قالت: «هي المرة الأولى التي أعمل فيها مع نادين، وقد ولد بيننا حالة انسجام تام منذ اللحظة الأولى، وكأننا كنا نرمي بالكرة لبعضنا لنكمل كل مشهد على أكمل وجه. وهناك لحظات ارتكزنا فيها على الأداء العفوي الذي ولده هذا الانسجام؛ مما جعل علاقتنا السلسة هذه تؤثر إيجابيا في العمل ككل. فنادين ممثلة رائعة ومطواعة، ونجح المخرج وليد ناصيف في نقل أدائنا من كاميرته الثابتة، التي ارتكزت حركتها على عينه الثاقبة، فكان يلحق بنا ويصور أدق التفاصيل مما جعلنا فريقا متماسكا وناجحا معا».
وعما إذا فقد المسلسل من وهجه بعدما لمس المشاهد البطء في إيقاع حلقاته، أوضحت: «أعتقد أن كل مسلسل رمضاني يتعرض لهذه المشكلة في وقت من الأوقات، لكنه لا يلبث أن ينطلق من جديد في حلقات أكثر تشويقا. ومن ناحيتي فأنا لم أستطع متابعة إلا مقتطفات منه لانشغالي في تصوير مسلسلين (أمير الليل والشقيقتان). فأجواء الأعمال الرمضانية تدور في إطار ضغوطات لا تشبه غيرها، ولكنني متأكدة أن الحلقات المقبلة تحمل كثيرا من الإثارة».
وعما إذا مشاركتها في «جريمة شغف» أبعدتها عن فريق العمل ككل، إذ اقتصرت إطلالاتها فقط مع الممثلة نادين الراسي أجابت: «أبدا، ففي كواليس العمل كنا نلتقي كثيرا، لكن الدور الذي أؤديه كان يحمل خصوصية كبيرة، حتى أن منتج العمل مفيد الرفاعي أكد لي أنه كتب خصوصا لي، فأديته بكل أحاسيسي، لا سيما أنه من نوع المسرح المتلفز وأنا ابنة المسرح».
ونهلة داود التي نشاهدها في موسم رمضان، من خلال عملين مختلفين (جريمة شغف ويا ريت)، تؤكد أنه لولا هذا الاختلاف في الشخصيتين لما وافقت على المشاركة فيهما وفي الوقت نفسه، قالت: «أصررت على المشاركة في عملين يحملان شخصيتين مختلفتين، فأنا أرفض أن أطل في شهر رمضان في عملين متزامنين وفي أداء متشابه، فدوري في (جريمة شغف) كان مميزا، أما في مسلسل «يا ريت» فكان أكثر دفئا، وينتمي إلى واقع نعيشه. فما يهمني هو أن أرضي نفسي ومسيرتي قبل أي شيء آخر».
ووصفت شخصيتها في «جريمة شغف» بالخام، وأن قلة من الممثلات يجرؤن على أدائها. «لقد تخليت تماما عن الماكياج، لا بل اتسمت إطلالتي بماكياج يظهر العيوب والتعب والشرايين النافرة، كوني امرأة تعاني الظلم في السجن».
وعن دورها في «يا ريت» قالت: «الشخصية التي أديتها فيه تضج بالمشاعر والأحاسيس بالحنان والدفء، وقد حملتها الكاتبة كلوديا مرشيليان رسالة تقدير للمرأة الحكيمة. فالعائلة بحاجة دائمة إلى أم ترعى أفرادها وتزرع الحب، فيما بينهم فتسامح وتصبر دون ملل، وفي النهاية تحقق الانتصار لأنثويتها ودورها كأم. فلا تأخذ قرارات عشوائية، ولا تتغنى براية الكرامة، بل تقاوم للحفاظ على بيتها. فردود الفعل العكسية من قبل المرأة تجاه نزوات قد يرتكبها زوجها، قد توصل عائلتها إلى الدمار الشامل؛ فلذلك توجب عليها التصرف بحكمة».
وعن كيفية استطاعتها الفصل بين كل تلك الشخصيات التي تلعبها في آن واحد، فلقد شاركت في «يا ريت» و«جريمة شغف» و«أمير الليل» و«سمرا» وفي فيلم «السيدة الثانية» في الوقت نفسه، قالت: «الممثل يجب أن يفصل بين أدواره، وهو أمر يتزود به مع الوقت والخبرة، وهو نوع من الاحتراف. وكل ما في الأمر هو أنه يجب أن يمارس التركيز بشكل كبير. فعندما انتقل من دور لآخر، أغمض عيني وأعود إلى شخصيتي الحقيقية، لتكون المنطلق الصحيح للانتقال إلى شخصيات أخرى وهكذا دواليك. وأعتقد أن الشغف الذي يحكمنا في مهنتنا هذه، هو العنصر الرئيسي الذي يتكفل في أدائنا المختلف هذا».
نهلة داود التي تلفتنا في كل دور تقوم به، بحيث نجحت في أداء شخصية «الشيخة نهلة» المتسلطة، وفي دور الغجرية كاتمة الأسرار في «سمرا»، والسجينة المظلومة في «جريمة شغف» وغيرها من الأدوار التي حفرت في ذاكرة المشاهد، تؤكد أنها لا تفتقد الأدوار البطولية المطلقة، لا بل تجد أن زمن المهنة اليوم يعتمد على البطولات الجماعية، بحيث صار نص الكاتب يعتمد على مجموعة قصص في عمل واحد. «لقد سبق ولعبت أدوار بطولة مطلقة كما في (ورود ممزقة) الذي عرض أيضا في موسم رمضاني سابق، ولكننا كممثلين محترفين لا نقف عند هذه التفاصيل الصغيرة التي توجع الرأس، وذلك نظرا إلى حبنا وشغفنا بعملنا، وأعمال اليوم غيبت هذا التقليد السائد في الماضي، فصار جميع المشاركين فيها أبطالا من دون استثناء».
وعن الفرق بين نجوم التمثيل في الأمس واليوم قالت: «لقد تطورنا كثيرا في الدراما اللبنانية بشكل عام. وبعد أن كانت هذه الأعمال حكرا على قناة تلفزيونية واحدة (تلفزيون لبنان)، صارت اليوم منتشرة على فضائيات ومحليات، مما زود جيل اليوم بفرص كبيرة للانتشار. لقد عاصرت زمن المسلسلات المدبلجة وممثلين عمالقة أمثال ليلى كرم وجوزف نانو وليلى حكيم، رحمهم الله، إضافة إلى آخرين أمثال سمير شمص، وميشال ثابت، ونهى الخطيب سعادة، وغيرهم. هؤلاء جميعهم يشكلون مدارس في الأداء التمثيلي ورمزا للنضال والمثابرة، لكن الفرص كانت قليلة والانتشار محدود. عندما دخلنا في إطار الأعمال المختلطة وجدنا منفذا متسعا لم يكن مؤمنا لنا في السابق، فكشف عن مواهب لبنانية في التمثيل أو في الإخراج أو التأليف. فالحظ هنا لعب دورا كبيرا، والفرص التي أعطيت وما زالت تعطى لنجوم اليوم لعبت دورا أساسيا في انتشار أسمائهم».
وعن المواهب التي تلفتها حاليا على الساحة تقول: «إنا معجبة بكثيرين ومنهم باميلا الكك التي هي في حالة تطور دائم، وكذلك وسام حنا، وسارة أبي كنعان، ونيكولا مزهر، وزينة مكي وغيرهم، فقد أنجزوا قفزة نوعية واستمرارية، وذلك بالطبع مع عدم نسيان أسماء نجوم لبنانيين صاروا ضرورة في أعمال عربية مختلطة».
وعن أعمالها المقبلة قالت: «في مسلسل (أمير الليل) للكاتبة منى طايع التي أكن لها كل تقدير، ألعب دورا مناقضا تماما لشخصية الشيخة نهلة في مسلسل (وأشرقت الشمس)، فهي امرأة طيبة ومحبة ووفية أرادتني فيه الكاتبة عكس الشخصية المذكورة آنفا. أما في (الشقيقتان) فألعب دورا محوريا في المسلسل، وهو بمثابة المحرك الأساسي في العمل. وتتضمن الشخصية وجهين مختلفين يسكنان في امرأة واحدة أتمنى أن ينال إعجاب المشاهد».
نهلة داود: نجوم التمثيل اليوم لديهم فرص أكبر من جيل الأمس
وصفت دورها في «جريمة شغف» بالعبثي
نهلة داود: نجوم التمثيل اليوم لديهم فرص أكبر من جيل الأمس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة