خادم الحرمين يتوج المدينة المنورة اليوم بمشاريع تنموية ضخمة

تضمنت التعليمية والصحية والكهربائية والمائية والبلدية

الملك سلمان في زيارة سابقة يطلع على مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف والمنطقة المركزية.. ويبدو الأمير محمد بن نايف ولي العهد والأمير فيصل بن سلمان أمير المدينة المنورة
الملك سلمان في زيارة سابقة يطلع على مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف والمنطقة المركزية.. ويبدو الأمير محمد بن نايف ولي العهد والأمير فيصل بن سلمان أمير المدينة المنورة
TT

خادم الحرمين يتوج المدينة المنورة اليوم بمشاريع تنموية ضخمة

الملك سلمان في زيارة سابقة يطلع على مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف والمنطقة المركزية.. ويبدو الأمير محمد بن نايف ولي العهد والأمير فيصل بن سلمان أمير المدينة المنورة
الملك سلمان في زيارة سابقة يطلع على مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف والمنطقة المركزية.. ويبدو الأمير محمد بن نايف ولي العهد والأمير فيصل بن سلمان أمير المدينة المنورة

يدشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، عددًا من المشاريع التنموية الضخمة في المدينة المنورة، تتضمن القطاعات الصحية والتعليمية والمائية والبلدية والكهربائية، والاطلاع على ما أنجز من مشروعات التنمية المنفذة في المنطقة التي كانت ولا تزال محط رعايته واهتمامه، حيث وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مساء أمس، إلى المدينة المنورة، وهي الزيارة الرسمية الثانية لمدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، منذ توليه مقاليد الحكم.
وتُجسد زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مدى التلاحم بين القيادة والشعب والإصرار على تلمس احتياجات المواطنين، والاطلاع على ما أنجز من مشروعات التنمية المنفذة في المنطقة التي كانت ولا تزال محط رعايته واهتمامه، وتأتي هذه المشروعات التنموية والخدمية التي تحتضنها منطقة المدينة المنورة في ظل ما تشهده الدولة من تطور وازدهار تنموي غير مسبوق على مستوى المشروعات التي تواكب النقلة النوعية في جميع مناطق البلاد، وذلك امتدادًا للنهضة الحضارية التي تحقق رفاهية المواطن، وتسعى للارتقاء بمستويات الخدمات المقدمة.
وتتعاقب المشروعات المنفذة بالمدينة المنورة ومحافظاتها ضمن سلسلة تطويرية من المشاريع العملاقة في شتى ميادين التنمية المتصاعدة التي يلمسها الجميع على ضوء ما يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز من عناية فائقة بالحرمين الشريفين لدفع العجلة التنموية الشاملة، وتقديم أفضل الخدمات إلى مواطنيها وزائريها، إنفاذا للسياسة الحكيمة التي انتهجها مؤسس السعودية، وباني نهضتها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، وتعاقب عليها أبناؤه من بعده، حيث تشهد المنطقة في عهد خادم الحرمين الشريفين تقدمًا سريعًا يحاكي «رؤية المملكة 2030».
وتشكل منظومة المشاريع الجديدة بمنطقة المدينة المنورة نسيجًا مترابطًا من عمليات التطوير للخدمات الموجهة إلى أهالي المدينة المنورة وزائريها، المتوافق مع الدعم السخي في المجالات الصحية والتعليمية والثقافية والخدمية الأخرى (الكهرباء والمياه)، متواكبًا مع ما تحظى به المنطقة من جهود مستمرة من قبل الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، لتطوير الأداء والخدمة بالمرافق الحكومية.
وكانت الزيارة الأولى التي قام بها خادم الحرمين الشريفين إلى المدينة المنورة، شهدت حزمة من المشاريع التنموية، لتشكل بذلك القيمة الكبرى من المشروعات في سجل المشاريع المنفذة التي احتضنتها المدينة المنورة على مدار التاريخ، حيث ستشهد الزيارة الثانية مشاريع جديدة في القطاع التعليمي والصحي والمائي والكهرباء.
الجامعة الإسلامية
وسيدشن اليوم، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، عددًا من المشاريع الجديدة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بتكلفة تقدر بـ843 مليون ريال (224.8 مليون دولار)، وتتضمن المشاريع الجديدة عددًا من المشروعات التعليمية، بالإضافة إلى مباني الصالات الرياضية وإسكان أعضاء هيئة التدريس ومباني العمادة للقبول والتسجيل وعمادة شؤون الطلاب ومباني المعامل للكليات التطبيقية والعلمية، إلى جانب مبنى مركز البحوث الإسلامي في الجامعة ومبنى كلية اللغة العربية ومباني المواقف متعددة الطوابق وأسوار وبوابات الجامعة والعمليات التطويرية للبنية التحتية للجامعة.
وأوضح الدكتور إبراهيم بن علي العبيد، مدير الجامعة الإسلامية المكلف، أن الجامعة حظيت وما زالت تحظى باهتمام كبير من الحكومة السعودية، الأمر الذي ساهم في تمكين الجامعة من أداء رسالتها ورؤيتها في خدمة المسلمين، وتعليمهم الدين الإسلامي على المنهج الوسطي المعتدل، حتى أصبحوا دعاة حق ينيرون أرجاء الأرض بالعلم الشرعي، مشيرًا إلى أن الجامعة نجحت في تخريج آلاف الطلاب منذ تأسيسها في 1381هـ الذين ينتسبون إلى أكثر من 168 دولة من دول العالم، حيث عادوا إلى أوطانهم ممثلين للدين الإسلامي الحنيف.
وقال العبيد إن دور الجامعة الإسلامية لا يقتصر على الجانب التعليمي فقط، بل يمتد إلى الاهتمام بالجانب الثقافي من خلال إقامة الندوات والمحاضرات والملتقيات والمعارض ومعرض الكتاب السنوي ومهرجان الثقافات والشعوب، كما تعقد بالجامعة دورات علمية، بالإضافة إلى مشاركتها الداخلية والخارجية في الأنشطة الجامعية والفعاليات الثقافية والإسلامية وطباعتها كثيرًا من الكتب العلمية والرسائل الدعوية وترجمتها إلى لغات مختلفة. وأشار مدير الجامعة الإسلامية المكلف إلى أن العمليات التطويرية للمباني والمنشآت الجامعية تعد من أول اهتمامات الجامعة، التي تحقق الراحة والرفاهية لمنسوبيها وطلابها، وتدشين خادم الحرمين الشريفين هذه المشروعات يعتبر داعما ومحفزا للجامعة وجميع منسوبيها وطلابها.
تعليم المدينة المنورة
وتأتي المشاريع التعليمية التي تشهدها منطقة المدينة المنورة ضمن حزمة المشاريع التنموية التي سيدشنها خادم الحرمين الشريفين خلال زيارته للمنطقة التي تقدر تكلفتها الإجمالية بنحو 341 مليون ريال (90.9 مليون دولار)، وتشمل مشاريع جديدة تتضمن 45 مبنى تعليميا جديدا ضمن المشروعات التي تحتضنها المنطقة، و25 مشروعًا تعليميًا للبنين في المدينة المنورة، بقيمة 174 مليون ريال (46.4 مليون دولار)، إضافة إلى 11 مشروعًا تعليميًا للبنات بتكلفة 77 مليون ريال (20.5 مليون دولار)، إلى جانب 3 مشاريع تعليمية بالحناكية، و3 مشاريع أخرى في محافظة وادي الفرع، و6 مشاريع تعليمية جديدة بمحافظة خيبر، و5 مشاريع تعليمية بمحافظة بدر.
وتتكون المشاريع التعليمية المبنية، وفق أحدث المواصفات الهندسية من عدة طوابق، لتكون بذلك المنظومة التعليمية الجديدة بالمنطقة وفق رؤية المنشآت التربوية التعليمية المتطورة المنتجة والجاذبة التي تحاكي التصاميم الجديدة، بحيث تمكن الطلاب والطالبات من ممارسة البرامج والفعاليات والأنشطة التعليمية، والتعلم وفق أحدث المعايير، لدعم تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية، حيث تتضمن حزمة المشاريع التي سيدشنها خادم الحرمين نحو 515 فصلاً دراسيًا للبنين، و209 فصول دراسية بمدارس البنات لخدمة 21 ألفا و720 طالبا وطالبة في المراحل الدراسية كافة.
وتأتي المشاريع التعليمية التي تشهدها مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومحافظاتها تأكيدًا على عناية واهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بالتعليم والطلاب والطالبات، الذي يستحقه جميع أبناء الوطن والذي يتطلب مزيدًا من مضاعفة الجهود لتنفيذ خطة التنمية والعطاء، وذلك بعد أن حقق تعليم المنطقة مزيدا من المكتسبات الوطنية التي توضح العمل الدؤوب الذي يسير وفق خطط منهجية للارتقاء بمستوى التعليم بمنطقة المدينة المنورة.
وأوضح الدكتور أحمد بن محمد العيسى، وزير التعليم، أن زيارة خادم الحرمين الشريفين للمدينة المنورة تحمل في طياتها كثيرا من الخير في تفقد أحوال المواطنين، والوقوف على تنفيذ كثير من المشاريع المهمة في طيبة الطيبة، سواء فيما يتعلق بالمسجد النبوي الشريف أو غيرها من مشاريع الخير والبركة، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة هي امتداد لذلك الحب بين قادة هذا البلد الأوفياء وشعبهم النبيل الذي دائمًا ما يثمر مزيدًا من العطاء والتكاتف والمحبة وتجديد الولاء والطاعة.
وقال الدكتور العيسى، إن دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، السخي لقطاع التعليم في السعودية، عامة على مستوييه العالي والعام، خصوصا في المدينة المنورة، مكّن من أداء الرسالة التنموية للإعداد الأمثل لأبناء وبنات الوطن، مؤكدًا أن ما حققه التعليم في المملكة من قفزات واسعة ونوعية في ظل حرص وزارة التعليم على تنفيذ المباني المدرسية وفق أعلى المواصفات والمقاييس، مع ضمان تحقيق مستويات جودة عالية في إنشاء المباني وصيانتها، والمساهمة في تحسين وتطوير البيئة التعليمية.
من جهة أخرى، قال ناصر بن عبد الله العبد الكريم، مدير عام التعليم بمنطقة المدينة المنورة، إن الزيارة تأتي بشارة خير لأهالي المدينة المنورة، لما تحمله بين طياتها من المعاني الأبوية السامية، إضافة إلى تجلي اهتمامه بالمدن المقدسة التي تحتضنها بلادنا لخدمة الإسلام والمسلمين ورعاية الحرمين الشريفين، كما هي عادة ولاة أمرنا في هذه البلاد منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز، وأبنائه من بعده.
وأضاف: «يشهد القطاع التعليمي العام في السعودية نقلة نوعية، تركزت أهم ملامحها في وضع وتنفيذ خطة استراتيجية لتطوير التعليم العام التي تختص بالعملية التعليمية، وتعمل على إيجاد بيئة تعليمية مناسبة للطلاب والطالبات، بحيث تكون شاملة من ناحية المناهج والمباني المدرسية وتطوير أداء المعلمين والمعلمات».
وأشار إلى أن التعليم يُعد ركيزة مهمة من الركائز التي تعتمد عليها الدولة في تحقيق التقدم ومواكبة التطورات العلمية والتقنية في العالم، وهي بوابة المنافسة في تحقيق التميز، وكذلك الاستثمار في الإنسان الذي هو الثروة الحقيقية لكل بلد، وضمان استمرار التنمية وتفعيلها، والرقي بمستوى الخدمات وبناء مجتمع متسلح بالعلم والمعرفة.
المشاريع المائية
أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، جل اهتمامها بتوفير المياه لتلبية متطلبات الحياة والتنمية المستدامة للمواطنين، حتى أضحت المملكة أكبر دولة في العالم إنتاجا للمياه المحلاة، وذلك انطلاقا من الأهداف العامة للخطط التنموية الخمسية المتتالية للمملكة التي تسعى لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة التي تهدف إلى تنفيذ التنمية المتوازنة بين جميع مناطق البلاد، مع الاستمرار في تحسين المستوى المعيشي للمواطنين والارتقاء بنوعية الخدمات المقدمة إليهم.
وتُعد مشاريع التخزين الاستراتيجي التي سيتفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، اليوم، بتدشينها بنحو 235 مليون ريال (26.6 مليون دولار)، بطاقة تخزينية للمياه تصل إلى ثلاثة ملايين متر مكعب، إحدى أهم الركائز والأولويات لتحقيق الأمن المائي وتوفير الكميات اللازمة من المياه التي تفي باحتياجات الاستهلاك بمنطقة المدينة المنورة، بالتزامن مع إطلاق سلسلة من المشروعات لخدمات المياه والصرف الصحي التي تلقى دعمًا لا محدودا، لتحقيق منظومة الأمن المائي للمدينة المنورة. فيما تسعى المديرية العامة للمياه لاستكمال تنفيذ تلك المنظومة من التخزين الاستراتيجي، وفق المخطط الإرشادي العام المعد حتى عام 1470هـ، بما يتناسب مع الأهداف العامة للخطط التنموية الخمسية للمملكة و«رؤية 2030»، وبما يحقق تطلعات وتوجيهات الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، لتقديم أفضل الخدمات لجميع المواطنين والمقيمين وزائري طيبة الطيبة.
وأوضح المهندس صالح بن عبد العزيز جبلاوي، مدير عام المياه بمنطقة المدينة المنورة، أن الزيارة تعبر عن تلاحم كبير بين القيادة والشعب، وتجسد اهتمامه بشعبه الوفي لتلمس احتياجاتهم عن قرب، ودائمًا ما تثمر هذه اللقاءات مزيدا من العطاء والتكاتف والمحبة وتجديد الولاء والطاعة، وتعمل على تحقيق مزيد من الرفعة لهذا الوطن، وتحقيق متطلبات التنمية والرخاء.
وقال الجبلاوي، إن المدينة المنورة تشهد كثيرا من المشاريع التنموية على جميع المستويات، حتى أصبحت أكبر المدن بالمملكة التي يقصدها الملايين، في كل عام، ولعل الاهتمام الخاص بتوسعة المسجد النبوي ورعايته أكبر شاهد على ذلك، ويطول المقام في تعداد تلك الشواهد التنموية في هذه المدينة المباركة.
وأشار مدير عام المياه بمنطقة المدينة المنورة إلى أن مشاريع البنية التحتية للمياه والصرف الصحي تحتاج إلى كثير من الميزانيات الضخمة والكبيرة، خصوصا في ظل شح المصادر الطبيعية للمياه بمنطقة المدينة المنورة، لوقوعها فوق الدرع العربية، واعتمادها بصفة أساسية على محطات تحلية مياه البحر بمدينة ينبع، ومن ثم إيصالها بخطوط ضخمة إلى جميع أنحاء المدينة المنورة.
وأضاف: «تجد تلك المشاريع الدعم اللامحدود، حيث تشهد البنية التحتية لخدمات المياه والصرف الصحي في المدينة المنورة اهتمامًا خاصًا من خلال تخصيص كثير من المشاريع، لتنفيذ خزانات مياه استراتيجية وخطوط رئيسية ناقلة وشبكات مياه وصرف صحي ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي، وجميع تلك المشاريع تهدف إلى خدمة جميع المواطنين والمقيمين في مناطق وأحياء المدينة المنورة، وكذلك جميع الزائرين والمعتمرين والحجاج».
جامعة طيبة
نفذت جامعة طيبة خلال الفترة الماضية حزمة من المشروعات داخل المدينة المنورة التي سيدشنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وذلك بقيمة تزيد على 693 مليون ريال (184.8 مليون دولار)، لتضاف إلى سلسلة المشروعات التي نفذتها الجامعة خلال الأعوام الماضي، حيث انتهت الإدارة العامة للمشاريع في الجامعة من تنفيذ مشروع مبنى الإدارة العليا ومبنى كلية خدمة المجتمع ومبنى كليات الطالبات بفرع الجامعة في محافظة ينبع ومبنى كليات الطالبات بفرع الجامعة بمحافظة العلا، وتعد تلك المشروعات رافدًا مهمًا وأساسيًا لقوام الجامعة وتهيئة البيئة التعليمية للطلاب والطالبات في المدينة المنورة ومحافظاتها.
وأكد الدكتور محروس غبان، مدير جامعة طيبة المكلف، أن زيارة خادم الحرمين الشريفين ضمن اهتماماته من خلال تلمس احتياجات المناطق والمدن والمواطنين، كما تعد دافعة لمواصلة التنمية في منطقة المدينة المنورة، حيث ظلت المنطقة تنال مثل غيرها اهتماما واسعا من قبل القيادة، فأولت الحرم النبوي الشريف عناية ورعاية فائقتين، كما وجه كثير من المشاريع الكبرى لتطوير المنطقة المركزية والمناطق المحيطة، وامتدت هذه الرعاية إلى كثير من المنجزات مثل محطة قطار الحرمين، وافتتاح مطار الأمير محمد بن عبد العزيز وغيرها المشاريع المنجزة.
وأشار الدكتور غبان إلى أن الزيارة تأتي بعد إقرار «رؤية المملكة 2030»، واعتماد برنامج «التحول الوطني»، الأمر الذي يساهم في تطوير الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والترفيهية في المنطقة، كما ستنال المنطقة مشروعات متميزة تتوافق مع الرؤية بعد اعتماد «رؤية 2030»، مثل زيادة استقبال المعتمرين طوال العام، وهذا سينعكس على الفرص الاقتصادية والوظيفية للمواطن في منطقة المدينة المنورة.
وأضاف: «امتدت الرعاية إلى الاهتمام بالتعليم، فنالت الجامعات بشكل عام رعاية خاصة أسهمت في التطور العلمي، كما شهدت جامعة طيبة خصوصًا عناية جعلتها تنجز كثيرا من المشاريع، مما مكنها من استقبال قرابة 68 ألف طالب وطالبة في مقر الجامعة الرئيسي بالمدينة المنورة، وفروعها في محافظات ينبع بدر والعلا وخيبر والحناكية ومهد الذهب، ونتطلع إلى أن تحظى مشاريع الجامعة في هذه الزيارة بدفعة ميمونة من لدنه».
جودة المشاريع الكهربائية
تحرص الشركة السعودية للكهرباء على تنفيذ مشاريعها بالمدينة المنورة، وفق المحددات الزمنية وبجودة متناهية، وذلك إيمانا منها بأهمية تقديم خدمات الطاقة لسكان وأهالي المدينة المنورة التي تتواكب مع المعايير العالية من المتابعة لتنفيذ المشاريع على مستوى المنطقة، ويدشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، منظومة الخدمات الجديدة للشركة التي تقدر تكلفتها بنحو مليار ريال (266.6 مليون دولار)، وتتضمن إنشاء محطة وسط المدينة المنورة، ومحطة تحويل أحد، ومحطة تحويل البركة، ومحطة الخندق، إضافة إلى محطة تحويل البيداء، وتشكل تلك المنظومة حزمة من الخدمات الجديدة للطاقة بالمنطقة التي تشتمل على 15 محطة تحويل ذات جهد 110/13.8 «ك.ف» بمواقع مختلفة، إلى جانب البدء في تمديد شبكات النقل 110 «ك.ف» بتكلفة تصل إلى 2475 مليون ريال.
وسخرت الشركة جميع إمكانياتها البشرية والمادية للعمل على متابعة تلك المشروعات في وقت واحد، وذلك لمواكبة النمو المتسارع الذي تشهده منطقة المدينة المنورة بقيادة الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، في حين تعكف الشركة على تنفيذ 4 محطات مركزية لتحويل الطاقة ذات جهد 380/110/13.8 «ك.ف»، بالإضافة إلى تمديد شبكات النقل 380 «ك.ف» وسط المدينة المنورة والمدائن و«مدن» وينبع المركزية بتكلفة وصلت إلى 7.64 مليار ريال.
وتهدف مشروعات الطاقة العملاقة التي تشهدها المنطقة إلى ربط المناطق وتبادل الطاقة الكهربائية بين المناطق المترابطة بالسعودية وخارجها.
مشاريع البلدية
نالت الخدمات البلدية بالمدينة المنورة جانبًا ضخمًا من المشروعات الجديدة التي سيدشنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ضمن حزمة جديدة من المشروعات التي تشرف على تنفيذها أمانة منطقة المدينة المنورة بقيمة إجمالية بلغت مليار ريال (266.6 مليون دولار)، والمتمثلة في مشاريع الحماية ودرء أخطار السيول، بالإضافة إلى عدد من مشاريع الطرق بالمدينة المنورة، إلى جانب مشاريع الحدائق والمتنزهات بالمنطقة.
وتأتي مشروعات الأمانة الجديدة في إطار برنامج التحول الوطني للخدمات البلدية من خلال دعم وتحسين مستوى الخدمة، وتعزيز رضا المستفيدين منها، والارتقاء بمعدلات الجودة، للاستجابة إلى تطلعات المواطنين، وتحقق مزيدًا من التطور على مستوى الخدمات البلدية من خلال المشروعات الجديدة التي تسعى لتعزيز خطط التحسين المستمر للأحياء السكنية والشوارع والميادين وجميع البرامج الخدمية لأمانة منطقة المدينة المنورة.
صحة المدينة
تشهد منطقة المدينة المنورة حراكًا مستمرًا في عمليات التطوير للقطاع الصحي من خلال إنشاء وتدشين كثير من المشروعات الصحية الجديدة بالمدينة المنورة، بالإضافة إلى العمليات التطويرية المستمرة للمستشفيات القائمة في ظل الدعم الذي تحظى به صحة منطقة المدينة المنورة من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين، وذلك لتسخير جميع الإمكانيات لتقديم الرعاية الصحية الشاملة إلى أهالي المدينة المنورة وزائريها بما يتواكب مع تطلعات أمير المدينة المنورة. حيث سيدشن اليوم، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مستشفى المدينة المنورة العام بسعة 500 سرير بقيمة 415 مليون ريال (110.6 مليون دولار)، الذي يعتبر أحد المكونات الرئيسية لـ«مدينة الملك عبد الله الطبية» في المدينة المنورة.
وأوضح الدكتور أحمد بن إبراهيم الصغير، مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة المدينة المنورة بالإنابة، أن المشروع الذي أنشئ على مساحة 156 ألف متر، ويتكون من المبنى الرئيسي ذي الطوابق الخمسة، بالإضافة إلى المباني المساندة، مشيرًا إلى أن المستشفى يتضمن قسم المغسلة والمستودعات وقسم السجلات الطبية والدوائر الإلكترونية والصيانة والمكتبة الطبية والإدارة الهندسية والمختبر، فيما يتضمن الدور الأرضي قسم الصيدلة والعلاج الطبيعي، وأقسام العناية المركزة للطوارئ بعدد 22 سريرا، وقسم الطوارئ والأشعة والإدارة وقاعات المؤتمرات وبهو المدخل الرئيسي وغيره من الخدمات المساندة.
وقال الدكتور الصغير، إن الدور الأول في المستشفى يحتوي على قسم عمليات اليوم الواحدة، بالإضافة إلى قسم العناية المركزة وقسم المناظير والعمليات الجراحية التي تتكون من 18 غرفة للعمليات و48 سريرًا للتنويم، فيما يتضمن الدور الثاني بكامل مسطحه قسم التنويم للرجال والنساء بسعة 49 سريرا، إضافة إلى قسم التعقيم الطبي، و3 أقسام للعناية المركزة التي يحتوي كل منها على 24 سريرًا للتنويم بإجمالي 72 سريرا، فيما تشكل بقية الأدوار أقسام التنويم الأخرى، حيث يحتوي كل منها على 49 سريرًا للتنويم.
وذكر مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة المدينة المنورة بالإنابة، أن المشروع الجديد يعكس حرص وزارة الصحة على خدمة المرضى، وفق رؤية القيادة الحكيمة المتمثلة في شعار «المريض أولاً» الذي تتبناه وزارة الصحة، في إطار خطة تطوير الرعاية الصحية المتكاملة بمنطقة المدينة المنورة، والذي لم يتوقف على المشاريع الصحية فحسب، بل يمتد إلى تطوير الخطط التشغيلية للمستشفيات، واستحداث البرامج الجديدة لزيادة السعة السريرية في المنشآت الصحية بالمنطقة.



الربيعة: السعودية بذلت جهوداً حثيثة لإعادة الأمل للسودانيين

الربيعة يلقي كلمة السعودية في اجتماع بشأن الوضع الراهن للمساعدات الإنسانية بالسودان (واس)
الربيعة يلقي كلمة السعودية في اجتماع بشأن الوضع الراهن للمساعدات الإنسانية بالسودان (واس)
TT

الربيعة: السعودية بذلت جهوداً حثيثة لإعادة الأمل للسودانيين

الربيعة يلقي كلمة السعودية في اجتماع بشأن الوضع الراهن للمساعدات الإنسانية بالسودان (واس)
الربيعة يلقي كلمة السعودية في اجتماع بشأن الوضع الراهن للمساعدات الإنسانية بالسودان (واس)

أكد الدكتور عبد الله الربيعة، المستشار بالديوان الملكي السعودي المشرف على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الخميس، أن السعودية بذلت جهوداً حثيثة لإيجاد سبل لإعادة الأمل إلى الشعب السوداني منذ بداية الأزمة الإنسانية في بلادهم التي «ينبغي التعامل معها بعيداً عن الاعتبارات السياسية».

جاء ذلك خلال إلقائه كلمة السعودية في اجتماع حول الوضع الراهن للمساعدات الإنسانية بالسودان، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال دورتها التاسعة والسبعين بمدينة نيويورك، وقال الربيعة: «الشعب السوداني يواجه تحديات هائلة، ويعمل على التغلب عليها، ويستحق منّا الكثير».

وأضاف: «السعودية بذلت جهوداً حثيثة لإيجاد سبل لإعادة الأمل إلى السودانيين، وأولها (إعلان جدة) الذي استهدف ضمان حماية المدنيين ووصول المساعدات الإغاثية العاجلة لهم، كما ساعدت جهود مجموعة (العمل من أجل تعزيز إنقاذ الأرواح والسلام) مؤخراً في الوصول لآلاف المحتاجين بدارفور».

الربيعة خلال مشاركته في اجتماع حول الوضع الراهن للمساعدات الإنسانية بالسودان (واس)

وأشار المشرف على «مركز الملك سلمان» إلى أن «التصعيد الأخير للعنف في بعض المناطق أدى إلى تفاقم الوضع المتدهور، الأمر الذي أجبر الملايين على الفرار من منازلهم تاركين وراءهم كل ما يملكون، حتى أفراداً من عائلاتهم أحياناً».

وأوضح أن «السعودية قدّمت دعماً للسودان بأكثر من 3 مليارات دولار أميركي، شمل مساعدات إنسانية بلغت قيمتها 132 مليون دولار موزعة على عدة مناطق جغرافية وقطاعات إنسانية»، متابعاً: «كما تحولت جهود (مركز الملك سلمان للإغاثة) قبل اندلاع الأزمة في أبريل (نيسان) 2023 نحو تنفيذ تدخلات أكثر استدامة، إلا أن الأوضاع الإنسانية المتدهورة بسبب هذا الصراع بدّدت تلك المكاسب، الأمر الذي اضطرنا للعودة لتقديم المساعدة الفورية».

وأفاد الربيعة أن «المركز ضاعف جهوده في نطاقات الاحتياج بالسودان، حيث نفّذ منذ أبريل 2023 أكثر من 70 مشروعاً إنسانياً بتكلفة تجاوزت 73 مليون دولار، بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى». ولفت إلى تتابع الجسور الإغاثية السعودية الجوية والبحرية عبر المركز لمواجهة التحديات الملحة، التي يتم تمويلها عبر الدعم الحكومي والشعبي من خلال إطلاق «الحملة الشعبية لإغاثة السودانيين» التي تجاوزت تبرعاتها 125 مليون دولار.

جانب من الاجتماع بشأن الوضع الراهن للمساعدات الإنسانية بالسودان في نيويورك (واس)

وأكد المشرف على المركز أنه «بالرغم من تلك الجهود المبذولة فإن التحديات ما زالت موجودة»، منوهاً أن «تبعات الأزمة تستوجب تضافر جهود الجميع لتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين دون قيود، مع تنفيذ استجابة مستدامة ومنسقة، ووصول آمن وغير مقيد إلى المناطق المتأثرة بالنزاع».

وواصل: «إننا كمجتمع إنساني ينبغي أن نتعامل مع الأزمة الإنسانية التي يشهدها السودان بعيداً عن الاعتبارات السياسية؛ فهي مأساة إنسانية تستوجب تجاوز الانقسامات»، مضيفاً: «يمكننا معاً إحداث تغيير حقيقي يضمن تمتع جميع الشعب السوداني بفرص متساوية لإعادة بناء حياتهم». وبيّن أن «السعودية مستمرة في بذل ما بوسعها لإنهاء الأزمة، والوصول إلى استقرار وأمن السودان وشعبه، ليعيش حياة كريمة».

من جانب آخر، شارك المشرف العام على المركز في الحدث الجانبي رفيع المستوى الذي نظّمته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تحت عنوان «دور العمل الخيري الإسلامي في الاستجابة لأزمة اللاجئين العالمية»، حيث أكد أن هذا الموضوع «يعد من الركائز الأساسية لديننا الذي يحثّ على الصدقة والزكاة والوقف الخيري لمساعدة المحتاجين». وقال الربيعة: «إنه ترجمة لذلك كانت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بالامتثال لتلك المبادئ».

الربيعة خلال كلمته في الحدث الذي نظّمته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بنيويورك (واس)

وأضاف أن السعودية من أوائل الدول التي انضمّت إلى الصندوق الإسلامي العالمي للاجئين، الذي أطلق بالشراكة بين المفوضية وصندوق التضامن الإسلامي للتنمية، التابع للبنك الإسلامي للتنمية، بصفتها عضواً باللجنة التوجيهية للصندوق الإسلامي العالمي للاجئين، الذي تأسس في سبتمبر (أيلول) 2022، وقدّمت حينها السعودية مساهمة قدرها 10 ملايين دولار لحساب الصندوق الوقفي.

وأوضح الربيعة أن «أزمات اللاجئين من القضايا التي تسترعي اهتمام السعودية، ولذلك لم تدخر جهداً في دعم تلك الفئة، بالتعاون والشراكة مع الجهات المعنية بمعالجة أزمات اللاجئين»، مشيراً إلى تطلع السعودية لأن «تسهم الإجراءات التي نتخذها اليوم في استحداث آليات مستدامة تضمن تلبية الاحتياجات الأساسية لجميع اللاجئين؛ ليتمكنوا من العيش بأمان وكرامة في الدول المستضيفة حتى يتمكنوا من العودة إلى ديارهم بأمان».

وأهاب بالدول الشقيقة والصديقة أن تتقاسم معنا الأعباء في تقديم التمويل اللازم لتوفير الموارد المستدامة لبثّ الأمل بنفوس ملايين اللاجئين والنازحين، والمجتمعات المضيفة، حيث يحتاجون بشدة إلى دعمنا.

الربيعة أوضح أن أزمات اللاجئين من القضايا التي تسترعي اهتمام السعودية (واس)

إلى ذلك، بحث المشرف على «مركز الملك سلمان للإغاثة» مع المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، الأمور ذات الاهتمام المشترك المتصلة بالمشاريع الإغاثية والإنسانية المنفذة بين الجانبين في المجال الصحي، وآلية إيصال المساعدات الطبية للمرضى والمصابين حول العالم.

كما بحث الربيعة مع نانسي أويسي، المديرة التنفيذية للهيئة الطبية الدولية، الموضوعات ذات الاهتمام المشترك المتصلة بالشؤون الإنسانية والإغاثية، وسبل تعزيز آفاق التعاون والتنسيق المشترك في العمل الإنساني، وتقديم المساعدات الطبية للمحتاجين حول العالم.

وأشاد أدهانوم وأويسي بالبرامج الطبية التي تنفذها السعودية لتحسين الوضع الصحي للمحتاجين والمتضررين في مختلف أنحاء العالم.

المشرف على مركز الملك سلمان للإغاثة لدى لقائه مدير منظمة الصحة العالمية (واس)

وناقش المشرف على «مركز الملك سلمان للإغاثة» مع كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، مستجدات المشاريع الإنسانية والإغاثية المشتركة بينهما لدعم فئة الأطفال حول العالم، وتقديم شتى أنواع العون الإنساني الأساسي لهم.

وأعربت راسل عن امتنان واعتزاز المنظمة بالشراكة المثمرة مع المركز، التي ساعدتهم في الوصول إلى ملايين الأطفال المتضررين في العالم ورعايتهم.

الربيعة وراسل ناقشا المشاريع المشتركة بين مركز الملك سلمان للإغاثة و«اليونيسيف» (واس)