الحوثيون ينهبون 800 ألف دولار من تجار ذمار بحجة «الزكاة»

خلافات داخلية بين الميليشيات على تقاسم المسروقات

الحوثيون ينهبون 800 ألف دولار من تجار ذمار بحجة «الزكاة»
TT

الحوثيون ينهبون 800 ألف دولار من تجار ذمار بحجة «الزكاة»

الحوثيون ينهبون 800 ألف دولار من تجار ذمار بحجة «الزكاة»

كشفت مصادر محلية في محافظة ذمار، لـ«الشرق الأوسط»، عن نهب ما يربو على 800 ألف دولار (200 مليون ريال يمني) من إيرادات الزكاة بالمحافظة، بمزاعم دعم ما تسميه الميليشيات «المجهود الحربي»، في حين تسببت أموال الزكاة التي تنهبها الميليشيات الانقلابية في خلافات بين عدد من القيادات الحوثية والموالين للمخلوع صالح، بسبب توزيع الحصص فيما بينهم بعد رفعها على التجار والمواطنين باسم الزكاة.
وتعرض أكثر من 60 تاجرا من المحافظات لعمليات اعتقال منذ بداية شهر رمضان، بسبب اعتراضهم على المبالغ الكبيرة التي فرضتها عليهم الميليشيات الانقلابية باسم الزكاة.
وقالت مصادر محلية إن «ميليشيات الحوثي فرضت على التجار زيادة 300 في المائة عن المعتاد دفعه سنويا، ومن يقاوم ذلك سيكون مصيره الاعتقال وتوجيه التهم الكيدية.
وأضافت المصادر أن التجار الذين اضطروا إلى الدفع فاجأتهم السندات التي استلموها، إذ أظهرت أرقاما أقل من تلك التي أجبرتهم الميليشيات على دفعها، وهو ما يؤكد أن هناك عملية نهب وتحايل ممنهج يجري باسم الزكاة.
وحذر اقتصاديون من عواقب استمرار الميليشيات الانقلابية في سياسة ابتزاز التجار، لأن ذلك سينعكس سلبا على الموطنين، مما يؤدي إلى التأثير على الطبقة المتوسطة والفقيرة، وستكون عواقبه كبيرة، إذ إن التجار سيحاولون تعويض خسائرهم من خلال رفع الأسعار على المواطنين.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يشهد فيه المواطنون أوضاعا صعبة، في ظل ارتفاع الفقر والتدهور الاقتصادي والمعيشي للمواطنين، حيث أصبح هناك كثير من المواطنين غير قادرين على توفير لقمة العيش لأطفالهم وأسرهم.
من جانبه، دعا نائب رئيس المجلس الأعلى لمقاومة ذمار، الشيخ عبد الحميد الضبياني، القيادة السياسية وقيادة الجيش الوطني إلى تغيير استراتيجيتها حول محافظة ذمار، ووضعها في أولوية أجندتها في التحرر من الميليشيات الانقلابية، وقال في تصريح لمركز ذمار الإعلامي إن «تحرير محافظة ذمار سيسهم في تسريع حسم المعركة ودحر الإانقلابيين، كون ذمار تقع وسط اليمن، وترتبط جغرافيا مع أكثر من 12 محافظة، إلى جانب أنها تتحكم في البوابة الجنوبية للعاصمة صنعاء، وتحريرها سيؤدي إلى تقطيع أوصال الميليشيات الانقلابية، ويمنع مرور إمداداتها إلى محافظات تعز واب والبيضاء والضالع وغيرها من المحافظات، داعيا إلى ضرورة وضع ذمار في الاعتبار، وأن تكون لها أولوية قصوى في التحرير من ميليشيات جماعة الحوثي والمخلوع.
وأكد أن قوات الشرعية «حاضنة اجتماعية وقبلية قوية في جميع مديريات محافظة ذمار، وتحريرها سيكون من الداخل».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.