فنان يمني يشجع الشباب على تجميل الشوارع بجداريات ولوحات ملونة

لنبذ الكراهية والصراعات والتوجه إلى بناء بلادهم

لوحة كتب عليها العيش بسلام
لوحة كتب عليها العيش بسلام
TT

فنان يمني يشجع الشباب على تجميل الشوارع بجداريات ولوحات ملونة

لوحة كتب عليها العيش بسلام
لوحة كتب عليها العيش بسلام

في محاولة لنشر السلام والفن، أمضى الفنان اليمني مراد سبيع السنوات الست الأخيرة يزين شوارع صنعاء بجداريات ولوحات ملونة، لكي يناقش المجتمع قضايا سياسية حساسة وأخرى اجتماعية.
فمنذ تفجر انتفاضات الربيع العربي عام 2011، رسم سبيع مئات اللوحات والجداريات على الجدران المتداعية في صنعاء التي تمزقها الحرب، وذلك من أجل لفت الأنظار للمعاناة والظلم الذي يعانيهما ملايين اليمنيين في وقت تطوق فيه الحرب والفقر والثورة بلدهم.
وأطلق سبيع حتى الآن خمس حملات فنية تركز كل منها على أبعاد مختلفة للصراع، منها عمليات الخطف والاختفاء القسري ليمنيين منذ تفجر أحدث انتفاضة، إضافة إلى الفساد والفقر وقتل المدنيين واستخدام الطائرات بلا طيار والدمار واسع النطاق للبنى التحتية في البلاد.
وقال مراد سبيع بينما يرسم أحدث جدارياته قرب البنك المركزي اليمني: «اليوم نحن في المنطقة التي يوجد فيها خلفنا البنك المركزي اليمني، نريد أن نوصل رسالة أنه في الاقتصاد يجب أن يكون هناك حلول حقيقية وإيقاف للفساد وتدهور الاقتصاد اليمني».
وتفاقم تدهور الاقتصاد اليمني في أعقاب تفجر الحرب الأهلية التي بدأت في مارس (آذار) عام 2015، عندما شن تحالف تقوده السعودية هجوما جويا للإطاحة بالحوثيين، وإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي بعد أن طردها المقاتلون الحوثيون من العاصمة صنعاء ومدن وبلدات كبرى في أنحاء البلاد.
وتسبب القتال حتى الآن في مقتل أكثر من ستة آلاف يمني، وتشريد ما يزيد على مليوني شخص، وإدخال البلاد التي تعاني من الفقر أصلا في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وسمى سبيع أحدث حملاته «حطام»، ويرسم فيها لوحات على جدران المباني التي تضررت في الحرب، وذلك كنصب تذكاري لألوف الأشخاص الذين فقدوا حياتهم في الصراع.
وقال الفنان اليمني: «أنا والأصدقاء رسمنا كثيرا من الجداريات، كانت هناك قضايا كثيرة حول الاختطاف، حول الدرونز - الطائرات بلا طيار - وقضايا شاملة أيضا. ثم في آخر جدارية ما تبقى منها هي في آخر حملة حطام في هذه الحرب حول الحصار».
ولا يرسم سبيع لوحاته بمفرده، وإن كان هو الفنان الرئيسي. فعلى مر السنين، كان يدعو الشباب الذين يقطنون الأحياء القريبة من المنطقة التي يرسم فيها للانضمام له، وقد استجاب المئات لدعوته. ويؤكد سبيع أن الفن هو أفضل وسيلة سلمية ومؤثرة للتنديد بالقمع، وتسليط الضوء على المعاناة، مضيفا: «الأعمال الفنية والألوان والرسم وما إلى ذلك هي دعوة خالصة ونظيفة ومسالمة لليمنيين بشكل عام لنبذ الكراهية والصراعات، والتوجه إلى بناء بلادهم والتوقف عن تدميرها. سئمنا ما وصلنا إليه اليوم، سئم اليمنيون كثيرا هذه الحروب والصراعات».
وحصل سبيع على جوائز عالمية أكثر من مرة على التعبير السياسي الذي يقوله في أعماله الفنية.
فقد نال جائزة من منظمة المؤتمر الإسلامي الأميركي على عمله الخاص باليمنيين المختفين قسرا، الذين خطفوا على مدى سنوات بسبب انتماءاتهم وتصريحاتهم السياسية. كما نال جائزة الفن من أجل السلام التي تمنحها مؤسسة فيرونيزي الإيطالية. وفاز هذا العام بجائزة حرية التعبير عن فئة الفنون التي تمنحها منظمة «إندكس أون» البريطانية سنويًا.
وعلى الرغم من الجوائز التي حصل عليها، يؤكد سبيع أن ما ناله جاء بفضل دعم أصدقائه وعائلته والشعب اليمني، مشددا على أن العمل الجماعي هو الذي سيحدث فارقا هائلا في اليمن.



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.