افتتح مهرجان «القوّال» البرمجة الثقافية لشهر رمضان في منطقة قفصة (جنوب غربي تونس)، وهي أول تظاهرة ثقافية تهتم بفنّ الحكي والخرافة، وسيكون أحبّاء فنّ الحكي والشعر الشعبي والموسيقى البدوية على موعد خلال ليالي المهرجان مع مجموعة من عروض الخرافات وأنماط شتى من التراث الشعبي التونسي. و«القوال» في اللهجة العامية التونسية هو الذي ينطق بالأشعار العامية، ويزين الكلام، ويحسن القص، وله دراية بعادات العرب وطباعهم.
وبشأن هذا المهرجان المختلف عن بقية المهرجانات في تونس، قال مديره كمال البوزيدي إن هذه التظاهرة الثقافية تهدف بالأساس إلى المحافظة على الموروث الثقافي الشفوي في الجهة، وفي تونس على وجه العموم، فكثير من الأغاني البدوية الرائعة والحكايات الشعبية المثيرة تسير نحو الاندثار نتيجة تغييب الموت لأبرز مردديها، مضيفا أن المهرجان سيوثق مختلف ردهات المهرجان ليصبح بمثابة الوثيقة الهامة التي يعود لها المختصون إثر كل مناسبة.
وأكد البوزيدي أن «المنطوق» الشفوي المحلي سيعرف نقلة نوعية من خلال توظيف أفضل التقنيات عند سرد الخرافات، والاعتماد على فن الحكي لشد انتباه الجمهور.
أما عن أبرز المشاركات في مهرجان «القوال»، فقد أشار البوزيدي إلى عدة أسماء لها باع في ميدان التراث الشعبي، على غرار القصاب (عازف الناي التقليدي) مصطفى التليلي، و«اللزام» إبراهيم بالهامل، والغناي (مردد الأغاني الشعبية) منير اللطيف وحسين الزمزمي، والشاعر الشعبي محمد الصالح الثليجاني.
ومن المنتظر عرض خرافة «عم فرج ما يحبّش العوج» لفوزي اللبّان، وخرافة «السيّدة المنوبية» لدليلة مفتاحي، وخرافة «يا سلاّك الواحلين» للعروسي الزبيدي، إضافة إلى تقديم مقتطفات من فنّ الحكي في اليوم الافتتاحي يؤمنها علي الخليفي وكمال البوزيدي ومحمد الصالح الآجري. ويمزج هذا المهرجان بين الموسيقى البدوية والشعر والحكاية والغناء، ويشهد مشاركة عدد كبير من الشعراء والغنّائيين واللّزّامين الضليعين في التراث الشعبي، وهم سيساهمون في تأثيث سهرات هذا المهرجان طوال أربعة أيام متتالية.
وفي نطاق السهرات الرمضانية، برمجت إدارة الثقافة بمدينة قفصة، خلال الفترة الممتدة من 21 إلى 25 يونيو (حزيران) الحالي، مهرجان «عودة الروح للإنشاد الديني» في دورته الثانية، وذلك بمشاركة ما لا يقلّ عن عشر فرق مختصة في الإنشاد الديني والصّوفي والمدائح والأذكار قدمت من عدد من جهات تونس.
«القوال».. مهرجان تونسي يمزج بين الموسيقى البدوية والشعر
في سهرات رمضانية رائقة أعادت للتراث الشعبي توهجه
«القوال».. مهرجان تونسي يمزج بين الموسيقى البدوية والشعر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة