أمير مكة المكرمة يمنع الأرجيلة والآلات الموسيقية في شواطئ جدة

عقوبات تصل إلى 266 دولارًا للمخالفين

أمير مكة المكرمة يمنع الأرجيلة والآلات الموسيقية في شواطئ جدة
TT

أمير مكة المكرمة يمنع الأرجيلة والآلات الموسيقية في شواطئ جدة

أمير مكة المكرمة يمنع الأرجيلة والآلات الموسيقية في شواطئ جدة

أصدر الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، أمرا بمنع السلوكيات الخادشة للذوق العام في الأماكن العامة، وتتضمن الأرجيلة والآلات الموسيقية، ومكبرات الصوت، وأسند إلى جهات الاختصاص مسؤولية تنفيذ الأمر على أن تتم معاقبة المخالفين بغرامات تصل إلى ألف ريال (266.6 دولار).
ومن المقرر أن تتولى مهمة تنفيذ ما نص عليه قرار مستشار الملك، ثلاث جهات، هي: البلديات، والشرطة، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك تحت قيادة إمارة المنطقة التي تتولى التنسيق بين مختلف هذه الجهات.
ووفقا للأمر الصادر عن الأمير خالد الفيصل، فإنه يمنع اعتبارا من اليوم، اصطحاب الحيوانات إلى الأماكن العامة، كما يمنع التدخين فيها، على أن تشمل قائمة الأماكن العامة: كورنيش جدة، وكورنيش أبحر، وكورنيش جدة الجنوبي، وشواطئ الليث وخليج سلمان.
وبحسب بيان رسمي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، وجه الأمير خالد الفيصل، بمنع السلوكيات غير اللائقة في المرافق العامة في جميع المحافظات التابعة إداريا لمنطقة مكة المكرمة.
وجاء في بيان إمارة منطقة مكة المكرمة: «فإنه وبناء على التقارير الواردة، عن السلوكيات غير اللائقة والخادشة للذوق العام في كورنيش محافظة جدة، فقد وجّه أمير منطقة مكة المكرمة بمنع تدخين الأرجيلة، والسجائر، واستخدام الآلات الموسيقية، واصطحاب السماعات، والملابس غير اللائقة، وكذلك جلب الحيوانات بكل أنواعها، إضافة إلى منع إشعال الحطب والفحم لأي سبب كان، مضيفا أن مواقع المنع تشمل الكورنيش والحدائق العامة، وأماكن المشي والرياضة في جميع المحافظات».
وختم البيان بالتنويه إلى أن توجيه أمير المنطقة شدد على ضرورة متابعة تلك السلوكيات وتطبيق الأنظمة بحق المخالفين.
من جهته، كشف محمد البقمي، المتحدث الرسمي لأمانة جدة، لـ«الشرق الأوسط»، عن تكليف ثلاث جهات للقيام بمهمة كشف المخالفات وتطبيق الأنظمة بحق المخالفين وتوقيع الغرامات المالية التي تتراوح بين مائتي ريال (53.3 دولار) إلى ألف ريال (266.6 دولار)، مبينا أن الفرق الميدانية التي ستعمل مشكلة من جهاز الشرطة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأمانة.
كما بين أن الجولات المشتركة بين الجهات المعنية تعمل على مدار الساعة، وأن لكل جهة مهام عملها، فيما تكون الأمانة هي المسؤولة عن تسلم المضبوطات التي تتم مصادرتها من قبل الجهات الأمنية وتحديد ثمن الغرامة المالية.
ووجهت محافظة جدة شرطة المحافظة بتنفيذ حملات على مواقع التنزه ومنطقة الكورنيش لمنع استخدام الأرجيلة، والشواء ومكبرات الصوت، إضافة إلى منع لعب الكرة في المسطحات الخضراء وافتراش الشباب المماشي الرياضية في أماكن المتنزهين، كما وجهت أمانة جدة بعمل لوحات إرشادية في مواقع التنزه بمنع هذه الظاهرة على أن تكلف فرق ميدانية من قبل الأمانة على مدار الساعة لتسلم المضبوطات التي تتم مصادرتها من قبل الجهات الأمنية.
وتأتي هذه الخطوة من قبل الشرطة، بعد رصد عدد من الملاحظات في مواقع التنزه ومنطقة الكورنيش، كان أبرزها إحضار بعض المتنزهين «شيش المعسلات» واستخدامها وسط العوائل والأطفال في المواقع المعدة للتنزه مثل الحدائق العامة والمماشي الرياضية، إضافة إلى منطقة الكورنيش، واستخدام مكبرات الصوت في تلك الأماكن وسماع الأغاني والتفاعل معها، إضافة إلى إشعال النار في أماكن التنزه بغرض الشواء، وما ينتج عنها من تصاعد للأدخنة ومضايقة الآخرين وإتلاف المرافق العامة، مشيرة إلى أن التجمعات الشبابية من ضمن هذه الملاحظات، بحجة أنهم في أماكن عامة، مما يجعل العوائل تتضايق من هذه السلوكيات.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».