الصومال: «الشباب» تعدم 4 بتهمة التجسس لصالح المخابرات الأميركية

إثيوبيا تعلن ارتفاع ضحايا هجوم هالجان إلى 245 قتيلاً

أحد جنود القوات الصومالية يحرس منطقة تعرضت لانفجار إرهابي بواسطة سيارة مفخخة في مقديشو (أ.ف.ب)
أحد جنود القوات الصومالية يحرس منطقة تعرضت لانفجار إرهابي بواسطة سيارة مفخخة في مقديشو (أ.ف.ب)
TT

الصومال: «الشباب» تعدم 4 بتهمة التجسس لصالح المخابرات الأميركية

أحد جنود القوات الصومالية يحرس منطقة تعرضت لانفجار إرهابي بواسطة سيارة مفخخة في مقديشو (أ.ف.ب)
أحد جنود القوات الصومالية يحرس منطقة تعرضت لانفجار إرهابي بواسطة سيارة مفخخة في مقديشو (أ.ف.ب)

أعدمت حركة الشباب المتطرفة أربعة أشخاص علنا، أحدهم بتهمة قتل قائدها الأعلى السابق أحمد غودان في غارة لطائرة أميركية بلا طيار قبل عامين، فيما أعلنت وزارة الدفاع الإثيوبية أنها قتلت مع القوات الوطنية الصومالية خمسة من كبار قادة الشباب وأكثر من 245 مقاتلا، وذلك بعد صد الهجوم الذي شنته الحركة على ثكنة عسكرية على بعد 300 كيلومتر من العاصمة الصومالية مقديشو الخميس الماضي.
وأعلن راديو «الأندلس»، الناطق باسم حركة الشباب، أنه جرى إعدام الرجال الأربعة مساء أول من أمس علنا في قرية بمنطقة «باي» جنوب البلاد، بعد أن ثبت أنهم يعملون مع المخابرات المركزية الأميركية والكينية والصومالية.
وذكرت الإذاعة، أن الرجل الذي جرى إعدامه يدعى محمد آدن نور (26 عاما)، وأنه اتهم بالعمل مع المخابرات المركزية الأميركية، وتسهيل قتل زعيم حركة الشباب السابق أحمد جودان، الذي قتل في ضربة أميركية بطائرة بلا طيار عام 2014.
واتهم رجل آخر ممن أعدموا يدعى محيي الدين حراب أحمد (27 عاما) بالتجسس لصالح المخابرات المركزية الأميركية وكينيا، وبالمساعدة في قتل عدنان جرار المتهم بتدبير الهجوم الدامي على مركز «وستجيت» التجاري في العاصمة الكينية نيروبي عام 2013، الذي قتل في ضربة أميركية بطائرة بلا طيار عام 2015.
وقال أحد السكان، يدعى أحمد نور، لوكالة «رويترز» عبر الهاتف، إن «حركة الشباب طلبت من الناس في المنطقة أن يتجمعوا قرب معسكرها. وقد اعتقدنا أنها خطبة، ولكننا رأينا ثلاثة رجال يقتلون بالرصاص وآخر تقطع رأسه أمامنا».
وأكد المتمردون الإسلاميون في بيان، أن «المحكمة الإسلامية لمنطقتي باي وباكول نفذت أحكاما بالإعدام ضد أربعة جواسيس تعاملوا مع الولايات المتحدة وأجهزة الاستخبارات الكينية»، وسهلوا في هذا الإطار قتل قادة حركة الشباب، مضيفا أن «محمد آدن نور حسن، أحد الجواسيس، مسؤول عن الضربة الجوية التي أدت إلى مقتل قائد المجاهدين الشباب».
من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع الإثيوبية، إن عدد قتلى حركة الشباب في الهجوم المضاد الذي شنته ضدها قد ارتفع إلى 245 قتيلا، مشيرة إلى أنه تم اعتقال عدد من مقاتلي الحركة ومصادرة كميات ضخمة من الأسلحة. وقالت الوزارة في بيان لها، إن قوات بعثة الاتحاد الأفريقي تسيطر بشكل كامل على منطقة هيران الصومالية، بعد إحباط الهجوم الذي استهدف معسكرا تستخدمه القوات الإثيوبية في هالجان، على الطريق بين بيليت وبولو بيردى، شمال مقديشيو.
من جهته، وصف الناطق باسم الحكومة الإثيوبية جيتاشيو رضا، حركة الشباب بأنها منظمة على حافة الموت، وقال في تصريحات له «في محاولته للهجوم على القوات الإثيوبية، هذا التنظيم يتظاهر بأنه على قيد الحياة لإلهام مؤيديه». وتابع: «حركة الشباب هي مجموعة تتلاشى، تكثف هجومها جنبا إلى جنب مع قوات الجيش الوطني الصومالي».
إلى ذلك، انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الهجوم الذي تعرضت له القوات الإثيوبية في قاعدة هالغان الصومالية، ودعا هذا البلد الواقع في القرن الأفريقي إلى أن يظل «حازما في المعركة ضد حركة الشباب والتطرف».
وطبقا لبيان صدر عن المتحدث باسم بان كي مون، فقد أعرب مون عن تضامنه مع وإشادته ببعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال وقوات الجيش الصومالي؛ لاستجابتهما المهنية والشجاعة في صد المهاجمين، والتزامهما الثابت باستعادة الأمن والاستقرار الدائمين في الصومال.
وتتألف بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال، من أمن قوات من بوروندي وجيبوتي وإثيوبيا وكينيا وأوغندا، تساعد الحكومة الصومالية على محاربة حركة الشباب منذ سنوات؛ ما دفع المسلحين إلى التوجه نحو المناطق الريفية جنوبي الصومال، لكن الحركة ما زالت تشن هجمات متكررة في البلاد.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».