«السحلية» في الكويت!

«السحلية» في الكويت!
TT

«السحلية» في الكويت!

«السحلية» في الكويت!

شيء مشابه لفيلم «السحلية» الإيراني حدث في الكويت قبل أيام. ويحدث في غيرها كل يوم. حكاية المتلبسين بالدين الذين يسطون على إيمان الناس ووعيهم.
فيلم «السحلية» يروي قصة هذه النوعية من الأفاقين الذين يستغلون الدين للنفوذ للمجتمع وتحقيق مآربهم، هو أيضًا يكشف القشرة الهشة من الوعي الفردي والجمعي الذي يتآكل أمام الخطاب المتشح بلباس الدين، حيث يمكن لأي محتال أو نصّاب أن يحقق مآربه لمجرد التلبس بثياب الأتقياء. «السحلية» فيلم إيراني جريء عرض في عام 2004 للمخرج كمال تبريزي، ويؤدي دور البطولة باقتدار الفنان برويز برستوئي، يروي قصة شاب يسمى «رضا السحلية» يمتهن النصب والاحتيال والسرقة والسطو على المنازل، حتى يقوده حظه للسجن، ثم يحاول الفرار لكنه يفشل، وبعد أن يشتبه في أنه يوشك على الانتحار يتم نقله إلى المستشفى، وهناك يلتقي بواعظ «شيخ» يرتدي العمامة يُصادف أن اسمه «رضا» أيضا، فيقيم معه صلة ما يلبث أن يسرق ملابسه وأوراقه الثبوتية ويهرب. وبمجرد خروجه من غرفة المستشفى، يُفاجأ أن العالم يفتح له ذراعيه؛ يلتمس منه البركة والدعاء، وحين ركب القطار قاصدًا الفرار يتم توجيهه إلى الدرجة الأولى تكريمًا لعمامته، ثم يقوم السائق بجلب سيدة وابنتها الشابة للركوب معه حفاظًا عليهما، فأي مكان أكثر أمانًا للمرأة من وجودها بجانب رجل دين؟!. المرأة نفسها لم تفوت الفرصة، راحت تشتكي لهذا الشيخ همومها وتكشف له أسرار بيتها، وما تلاقيه ابنتها الشابة من زوجها، حتى أنها كشفت له عن بعض جسد ابنتها لكي يرى بعينه علامات الضرب والتعذيب على جسمها، وحين تجد أن ابنتها مترددة، تردعها قائلة إن الشيخ مثل الطبيب يمكنه أن يكشف على جسدك..!
في القطار يجد نفسه وجها لوجه مع الحقيقة، حين يطلب منه الركاب وفيهم ضباط عسكريون أن يؤمهم للصلاة، غير مكترثين بالخلل في أدائه والارتباك الذي ينتابه.. حسنًا ها هو النصاب الديني يبدأ مهمته بالاستيلاء على أهل الفطنة والكياسة أيضًا!.
يصل الشيخ رضا إلى القرية التي يريد، وبمجرد أن يرى أهلها شيخا مرتديًا لباس الصالحين ينهالون عليه إكرامًا ورعاية، ثم يقدمونه للمسجد ويعينوه أمامًا لهم. لكن من أين لهذا الرجل البسيط الذي لا يتقن شيئا من العلم أن يعظ الناس أو يرشدهم..؟، هنا يستعين المخرج بالكوميديا السوداء، حيث يقدم الشيخ خطابًا بليغًا محشوًا بالكلمات المنمقة التي لا تعني شيئا ولا يُفهم منها شيء، والناس البسطاء يتمايلون وتدمع أعينهم. وحين راقبه بعض الصبية ورأوه يخرج في الليل لممارسة هوايته المعتادة في السرقة، كذبّوا أعينهم وقالوا إنه ربما كان يقوم بمساعدة المحتاجين ليلاً، تلك كانت مسحة إضافية للقداسة تمتع بها. في الأخير يسقط هذا الشيخ المزيف في يد الشرطة.
في الكويت نجح مدع أردني الجنسية، أن يخدع الناس بمخلف اتجاهاتهم ومذاهبهم، مدعيًا أنه شيخ سني، ثم سيد شيعي، ثم متصوف، ليتمكن من خداع الجميع من أجل كسب المال. قصة هذا الرجل أشدّ خطورة من قصة «رضا السحلية» لأن رضا نصّاب فهلوي لا يتقن حتى أداء العبادة وصياغة الخطاب، ولذلك ظلّ حبيس قرية نائية، ولو أمكنه أن يمتلك ناصية الخطابة والبلاغة لأصبح شيئا كبيرًا، أما سحلية الكويت فقد نفذ بسرعة السهم في التجمعات الدينية يخطب في هؤلاء عن ظلامة الزهراء وفي أولئك عن مكانة الصحابة، والجميع يتلقى الخطاب المشحون بالخوف من الآخر غافلاً أن الخطيب ليس سوى أفّاق ونصّاب.
هذه مصيبتا.. أننا نؤجر عقولنا شققًا مفروشة لكل محتال متلبس بالدين ليعيث فيها فسادًا، يسترخي النصاب الديني ويوجه عقول الناس نحو البلادة أحيانًا، والتطرف والعدوانية أحيانًا أخرى.



غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر
TT

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

تشهد منطقة الباحة، جنوب السعودية، انطلاقة الملتقى الأول للأدب الساخر، الذي يبدأ في الفترة من 22-24 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وينظمه نادي الباحة الأدبي.

وأوضح رئيس النادي، الشاعر حسن الزهراني، أن محاور الملتقى تتناول «الأدب الساخر: المفهوم، والدلالات، والمصادر»، و«الاتجاهات الموضوعية للأدب الساخر، والخصائص الفنية للأدب الساخر في المملكة»، وكذلك «مستويات التأثر والتأثير بين تجارب الكتابة الساخرة محلياً ونظيراتها العربية»، و«حضور الأدب الساخر في الصحافة المحلية قديماً وحديثاً»، و«أثر القوالب التقنية الحديثة ومواقع التواصل في نشوء أشكال جديدة من الأدب الساخر محلياً»، و«سيميائية الصورة الصامتة في الكاريكاتير الساخر محلياً».

بعض المطبوعات الصادرة بمناسبة انعقاد أول ملتقى للأدب الساخر (الشرق الأوسط)

وشارك في صياغة محاور الملتقى لجنة استشارية تضم: الدكتور عبد الله الحيدري، والدكتور ماهر الرحيلي، والقاص محمد الراشدي، ورسام الكاريكاتير أيمن يعن الله الغامدي.

وكشف الزهراني أن النادي تلقى ما يزيد على 40 موضوعاً للمشاركة في الملتقى، وأقرت اللجنة 27 بحثاً تشمل؛ ورقة للدكتورة دلال بندر، بعنوان «حمزة شحاتة... الأديب الجاد ساخراً»، والدكتور محمد الخضير، بعنوان «الخصائص الفنية في الأدب الساخر عند حسن السبع في ديوانه ركلات ترجيح - دراسة بلاغية نقدية»، والدكتور صالح الحربي، بعنوان «المجنون ناقداً... النقد الأدبي في عصفورية القصيبي»، والدكتور عادل خميس الزهراني، بعنوان «الصياد في كمينه: صورة الحكيم في النكت الشعبية بمواقع التواصل الاجتماعي»، والدكتور حسن مشهور، بعنوان «الكتابة الساخرة وامتداداتها الأدبية... انتقال الأثر من عمومية الثقافة لخصوصيتها السعودية»، والدكتورة بسمة القثامي، بعنوان «السخرية في السيرة الذاتية السعودية»، والدكتورة كوثر القاضي، بعنوان «الشعر الحلمنتيشي: النشأة الحجازية وتطور المفهوم عند ابن البلد: أحمد قنديل»، والدكتور يوسف العارف، بعنوان «الأدب الساخر في المقالة الصحفية السعودية... الكاتبة ريهام زامكة أنموذجاً»، والدكتور سعد الرفاعي، بعنوان «المقالة الساخرة في الصحافة السعودية... الحربي الرطيان والسحيمي نموذجاً»، والدكتور عمر المحمود، بعنوان «الأدب الساخر: بين التباس المصطلح وخصوصية التوظيف»، والدكتور ماجد الزهراني، بعنوان «المبدع ساخراً من النقاد... المسكوت عنه في السرد السعودي»، والمسرحي محمد ربيع الغامدي، بعنوان «تقييد أوابد السخرية كتاب: حدثتني سعدى عن رفعة مثالاً»، والدكتورة سميرة الزهراني، بعنوان «الأدب الساخر بين النقد والكتابة الإبداعية... محمد الراشدي أنموذجاً». والدكتور سلطان الخرعان، بعنوان «ملخص خطاب السخرية عند غازي القصيبي: رؤية سردية»، والدكتور محمد علي الزهراني، بعنوان «انفتاح الدلالة السيميائية للصورة الساخرة... الرسم الكاريكاتوري المصاحب لكوفيد-19 نموذجاً»، والكاتب نايف كريري، بعنوان «حضور الأدب الساخر في كتابات علي العمير الصحافية»، والدكتور عبد الله إبراهيم الزهراني، بعنوان «توظيف المثل في مقالات مشعل السديري الساخرة»، والكاتب مشعل الحارثي، بعنوان «الوجه الساخر لغازي القصيبي»، والكاتبة أمل المنتشري، بعنوان «موضوعات المقالة الساخرة وتقنياتها عند غازي القصيبي»، والدكتور معجب الزهراني، بعنوان «الجنون حجاباً وخطاباً: قراءة في رواية العصفورية لغازي القصيبي»، والدكتور محمد سالم الغامدي، بعنوان «مستويات الأثر والتأثير بين تجارب الكتابة الساخرة محلياً ونظرياتها العربية»، والدكتورة هند المطيري، بعنوان «السخرية في إخوانيات الأدباء والوزراء السعوديين: نماذج مختارة»، والدكتور صالح معيض الغامدي، بعنوان «السخرية وسيلة للنقد الاجتماعي في مقامات محمد علي قرامي»، والدكتور فهد الشريف بعنوان «أحمد العرفج... ساخر زمانه»، والدكتور عبد الله الحيدري، بعنوان «حسين سرحان (1332-1413هـ) ساخراً»، ويقدم الرسام أيمن الغامدي ورقة بعنوان «فن الكاريكاتير»، والدكتور يحيى عبد الهادي العبد اللطيف، بعنوان «مفهوم السخرية وتمثلها في الأجناس الأدبية».

بعض المطبوعات الصادرة بمناسبة انعقاد أول ملتقى للأدب الساخر (الشرق الأوسط)

وخصص نادي الباحة الأدبي جلسة شهادات للمبدعين في هذا المجال، وهما الكاتبان محمد الراشدي، وعلي الرباعي، وأعدّ فيلماً مرئياً عن رسوم الكاريكاتير الساخرة.

ولفت إلى تدشين النادي 4 كتب تمت طباعتها بشكل خاص للملتقى، وهي: «معجم الأدباء السعوديين»، للدكتورين عبد الله الحيدري وماهر الرحيلي، وكتاب «سامحونا... مقالات سعد الثوعي الساخرة»، للشاعرة خديجة السيد، وكتاب «السخرية في أدب علي العمير» للدكتور مرعي الوادعي، و«السخرية في روايات غازي القصيبي» للباحثة أسماء محمد صالح.