وقّع الإعلامي اللبناني جورج صليبي الفيلم الوثائقي «بونجور بيروت» بعد أن صار متوفّرًا في الأسواق على أسطوانات مدمجة (دي في دي). هذا العمل الذي سبق وشهدته صالات السينما في لبنان العام الماضي، ومحوره بيوت بيروت القديمة التي تعاني من الإهمال في ظلّ غياب قانون يحافظ عليها، أصبح اليوم بمتناول الجميع بعد أن قرّر صاحب فكرته وكاتبه ومخرجه جورج صليبي إطلاقه في الأسواق اللبنانية من خلال حفل أقامه في المركز التجاري (فيرجين ميغا ستور).
«أردت أن يشاهده أكبر عدد من اللبنانيين الشغوفين بتاريخ بيروت القديمة، وهو كناية عن أرشيف موثق بالصوت والصورة، يجمع أقدم العمارات والأبنية التراثية المهجورة وغيرها في مدينتنا، وهو بمثابة صرخة أناشد فيها المسؤولين لا سيما في بلدية بيروت، ضرورة الحفاظ على ما تبقّى من بيوت قديمة بعد أن اكتسحتها المشاريع العمرانية الضخمة، وكونها تمثّل هوية بيروت وعراقة تاريخها».
البناء الأصفر في منطقة السوديكو ومنزلا السيدة فيروز وداهش في منطقة زقاق البلاط، وقصر تقي الدين الصلح قبالة مبنى سبيرز وغيرها، تناولها صليبي في هذا العمل الذي تبلغ مدّته نحو الساعة. لماذا «بونجور بيروت»؟ يردّ الإعلامي اللبناني: «لقد استوحيت العنوان من عبارة شهيرة كان يرددها الممثل المخضرم عبد الله حمصي في مسلسل (دويك يا دويك) في السبعينات، فكان كلّما أطل على مشهد المدينة وهو الآتي من الريف يلقي عليها التحية قائلاً: (بونجور ستنا بيروت)». كما يتضمن هذا العمل شهادات لشخصيات لبنانية أمثال وليد جنبلاط ووزراء ثقافة سابقين (ميشال اده وسليم ورده وغابي ليّون)، يتحدّثون فيها عن أهمية الحفاظ على هذه الأبنية. كما يحمل في سياقه ثلاثة مشاهد تمثيلية قام بها الممثل عبد الله حمصي تذكّرنا ببيروت منذ أكثر من أربعين عامًا.
وأشار جورج صليبي إلى أنه يتمنى من هذا الفيلم التسريع تشريع القانون اللبناني الذي صدر منذ نحو عشرين عامًا، عندما كان ميشال اده وزيرًا للثقافة ويقضي بالحفاظ على الأبنية التراثية في بيروت وبمنع تدميرها. وقال: «لقد كان عدد هذه البيوت يصل إلى 1800 منزل يومها، واليوم تقلّص ليصبح 280 بيتًا فقط، وهو أمر أشبهه بالمجزرة التي علينا إيقافها مهما كلّفنا الأمر». ولكن هل برأيك بيروت العصرية ما زالت بحاجة إلى هذا النوع من العمارات، بعدما ارتفعت فيها ناطحات سحاب وما شابهها من عمارات حديثة؟ أجاب: «لا شكّ أن بيروت في حالة تطوّر مستمرّة عمرانيًا، ولكن ذلك لا يمنعنا من الحفاظ على ثروتها التراثية كغيرها من المدن المتطورة في العالم، التي على الرغم من حداثة عمرانها أبقت على أبنية قديمة تمثّل تاريخها وهويّتها».
حكايات عن بيروت القديمة يرويها الفيلم من خلال عمارات تحمل إلينا رياح الحنين إلى تلك الحقبة، هي اليوم بمتناول أجيال عايشتها وأخرى من الشباب الذي لا يعرف بيروت تلك إلا في الصور. وفي أرشيف غني استغرق تحضيره نحو السنتين صار في إمكاننا اليوم ومن خلال مشاهدة «بونجور بيروت» على أسطوانة (دي في دي) موثّقة، التمتّع بمعالم بيروت التراثية في حبكة جمعت جمال المشهد والواقع البيروتيين كما لم يسبق أن تعرّفنا إليهما من قبل.
«بونجور بيروت» تحيّة إلى مباني المدينة التراثية
وقّعها الإعلامي جورج صليبي على أقراص مدمّجة لتكون بمتناول الجميع
«بونجور بيروت» تحيّة إلى مباني المدينة التراثية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة