ليبيا: مقتل 57 في اشتباكات عنيفة ضد «داعش» في سرت

الإعلان عن تنظيم إرهابي جديد في بنغازي في مواجهة قوات الجيش

ليبيا: مقتل 57 في اشتباكات عنيفة ضد «داعش» في سرت
TT

ليبيا: مقتل 57 في اشتباكات عنيفة ضد «داعش» في سرت

ليبيا: مقتل 57 في اشتباكات عنيفة ضد «داعش» في سرت

فيما قالت قوات الجيش الليبي إنها «أوشكت على إعلان تحرير مدينة بنغازي من قبضة المتطرفين»، نجا قائد قوات الصاعقة العقيد ونيس بوخمادة من محاولة اغتيال، لكن أحد مساعديه قتل بالتزامن مع تدشين تنظيم مسلح جديد يحمل اسم «سرايا الدفاع عن بنغازي»، ويضم قيادات متطرفة مناوئة لقوات الجيش التي يقودها الفريق خليفة حفتر.
ونعت الحكومة الانتقالية، التي يترأسها عبد الله الثني في شرق البلاد، وزير العدل المبروك عمران الذي توفي مساء أول من أمس إثر وعكة صحية مفاجئة، وأعلن من وصفوا أنفسهم بثوار مدينة بنغازي في بيان متلفز انطلاق عملية الدفاع عن المدينة، وزعموا أنهم لا ينتمون إلى أي حزب أو تنظيم داخلي أو خارجي، لكن البيان دعا في المقابل عناصر الجيش الليبي إلى التخلي عن مواجهة الجماعات المتطرفة، وذلك في إطار عملية الكرامة التي أطلقها حفتر قبل نحو عامين لمكافحة الإرهاب.
ونجحت قوات الجيش في انتزاع السيطرة على مواقع للمتطرفين في محور القوارشة، غرب بنغازي، بعد اشتباكات عنيفة وقصف بمدفعية الهاوزر وصواريخ الجراد والدبابات. وقد نجا العميد بوخمادة، قائد قوات الصاعقة بالجيش، من محاولة اغتيال لدى زيارته أمس جرحى الجيش في مركز بنغازي الطبي، وخلال تشييع جثمان آمر غرفة عمليات القوات الخاصة العقيد علي المرتجع، الذي لقي مصرعه مساء أول من أمس جراء تفجير لغم أرضي بمحور القوارشة.
وأعلن الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي، العقيد أحمد المسماري، أن ما أسماه معارك السحق الأخير قد بدأت في بنغازي، مضيفا في تصريحات له أمس أنه «خلال يومين ستنتهي الحرب على الإرهاب في بنغازي».
إلى ذلك، أوضح مسؤول في الهلال الأحمر، أن الأمواج جرفت ما لا يقل عن 25 جثة لمهاجرين غرقوا أثناء محاولة عبور البحر المتوسط، قرب ساحل مدينة زوارة في غرب ليبيا، إذ قال الخميس البوسيفي: «إن عمال الإغاثة لا يزالون ينتشلون الجثث، وإن ملابسات غرقهم لم تتضح حتى الآن».
وغرق المئات هذا الأسبوع مع زيادة عدد المهاجرين من ساحل شمال أفريقيا إلى إيطاليا. ويعتقد أن كثيرا من القوارب قد غادرت من الساحل قرب مدينتي زوارة وصبراتة الليبيتين.
من جهة أخرى، اعتقلت قوات الأمن المركزي في العاصمة طرابلس مجموعة مسلحة بتهمة التورط في اختطاف قنصل بوركينا فاسو من داخل منزله قبل ثلاثة أشهر. وقالت القوات في بيان: إن «أعضاء التحري والقبض بفرع الأمن المركزي (أبو سليم) تمكنت من إلقاء القبض على المتهمين البالغ عددهم خمسة مسلحين اعترفوا بخطف القنصل»، موضحة أنه «جرى إحالة المتهمين المعتقلين إلى مكتب النائب العام الليبي»، ومشيرة في الوقت ذاته إلى «استمرار البحث للقبض على بقية أفراد العصابة المسلحة».
وكانت العصابة قد اختطفت الدبلوماسي الأفريقي في مارس (آذار) الماضي، وأطلقت سراحه بعد الاستيلاء على هواتفه وأمواله، ثم عادت واقتحمت بيته في حي الآثار بطرابلس قبل أن يتم التعرف عليهم بواسطة تسجيل لإحدى الكاميرات.
من جهة أخرى، قال المركز الإعلامي للقوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني، المقترحة من بعثة الأمم المتحدة ضمن ما يسمى بعملية البنيان المرصوص: إن معاركها ضد تنظيم داعش في مدينة سرت الساحلية «قد أسفرت عن مقتل 12 وإصابة 45 آخرين». وقال المركز في بيان له: إن «مستشفى مصراتة استقبل 45 جريحا، أغلبهم إصابتهم بسيطة في قتال قرب مدينة سرت معقل تنظيم داعش».
وتقدمت الكتائب، التي يتألف معظمها من مقاتلين من مدينة مصراتة الغربية، باتجاه أطراف سرت في الأسبوع الماضي، وتقول إنها تعتزم استعادة السيطرة على المدينة.
وأحرزت الكتائب تقدما جنوبي المدينة وعند محطة للكهرباء غربي سرت، وقالت: إنها تعرضت لتفجير أربع سيارات ملغومة، انفجرت اثنتان منها قبل بلوغ هدفيهما.
وتأمل الدول الغربية في أن تستطيع الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة، والتي وصلت إلى طرابلس قبل شهرين من توحيد الفصائل المتناحرة في ليبيا لهزيمة «داعش»، الذي ثبت موطئ قدم له في ليبيا في خضم الفوضى السياسية والصراع في البلاد ليتمكن من السيطرة على سرت العام الماضي.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، تمكنت قوة حرس المنشآت النفطية التي تحرس مرافئ نفط رئيسية في شرق ليبيا من انتزاع السيطرة على بلدتين صغيرتين من يد «داعش».



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.