تحرير منبج يقترب.. و«داعش» يسحب عائلات مسؤوليه الأمنيين من المدينة

سوخوي روسية تستهدف مصفاة نفط في رأس العين بريف الرقة

القوات الخاصة التابعة لقوات سوريا الديمقراطية بعد دخولهم إلى قرية الحاج حسين قرب مدينة منبج شمال سوريا ضمن الحملة لطرد «داعش» من المنطقة (رويترز)
القوات الخاصة التابعة لقوات سوريا الديمقراطية بعد دخولهم إلى قرية الحاج حسين قرب مدينة منبج شمال سوريا ضمن الحملة لطرد «داعش» من المنطقة (رويترز)
TT

تحرير منبج يقترب.. و«داعش» يسحب عائلات مسؤوليه الأمنيين من المدينة

القوات الخاصة التابعة لقوات سوريا الديمقراطية بعد دخولهم إلى قرية الحاج حسين قرب مدينة منبج شمال سوريا ضمن الحملة لطرد «داعش» من المنطقة (رويترز)
القوات الخاصة التابعة لقوات سوريا الديمقراطية بعد دخولهم إلى قرية الحاج حسين قرب مدينة منبج شمال سوريا ضمن الحملة لطرد «داعش» من المنطقة (رويترز)

واصلت «قوات سوريا الديمقراطية» تقدمها باتجاه مدينة منبج الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش الذي أقدم في الساعات الماضية على سحب عائلات مسؤوليه الأمنيين من المدينة إلى جهة مجهولة بعد معلومات عن اقتراب القوات الكردية وأخرى عربية محلية لمسافة 10 كيلومترات من منبج.
وفي وقت تردد أن جيش النظام السوري بدأ عملية عسكرية نحو مدينة الرقة من محور أثرية الطبقة، وهو ما نفاه الأكراد ولم تؤكده أي جهة رسمية، نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن مصدر كردي قوله إن «قوات سوريا الديمقراطية» سيطرت على 6 قرى جديدة في محيط مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي. وأوضح المصدر أن هذه القوات تابعت تقدمها في ريف منبج، واشتبكت مع مسلحي تنظيم داعش ما أدى إلى سيطرة على قرى خربة بشار، والجديدة، وفرس الصغير، وجب النشامة، وغرة كبير، والصندلية، مشيرا إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف مسلحي التنظيم.
وأشار المصدر ذاته إلى أن «داعش» بدأ في الساعات الماضية بنقل عائلات مسؤوليه الأمنيين من مدينة منبج والبلدات المحيطة بها في ريف حلب الشمالي الشرقي إلى جهة مجهولة، كما منع السكان المحليين من النزوح.
من جهته، قال مستشار القيادة العامة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» ناصر حاج منصور لـ«الشرق الأوسط» إن «معركة تحرير ريف الرقة الشمالي لم تنته، بل هي مستمرة وتسير بوتيرة أسرع بعد فتح محور رابع باتجاه الطبقة»، مشيرا إلى أن هذه المعركة «تسير بالتوازي مع معركة منبج». وأوضح منصور أن «الهدف الأساسي للمعركتين تفكيك مناطق سيطرة داعش والتضييق عليه منعا لتواصله مع تركيا وهو ما من شأنّه أن يكون ضربة كبيرة له تؤدي لتراجع في خطه البياني». وإذ نفى منصور التنسيق مع موسكو بمعركة منبج، شدّد على أن «كل ما يتردد عن إطلاق النظام السوري حملة باتجاه مدينة الرقة أمر لا يمت للحقيقة، ويهدف لاختلاق تنسيق غير موجود بيننا وبينه (النظام)».
في هذا الوقت، تعهدت قوات سوريا الديمقراطية والمجلس العسكري لمنبج بطرد تنظيم داعش من مدينة منبج والمناطق المحيطة بها في شمال سوريا وحثت السكان على تجنب مواقع التنظيم لأنها ستكون أهدافا لحملته.
وأكد التحالف في بيان تلاه على ضفاف نهر الفرات عدنان أبو أمجد قائد المجلس العسكري لمدينة منبج، أن الحملة ستستمر حتى يتم تحرير «آخر شبر» من أرض المدينة ومحيطها. وحث أهل منبج على التعاون في الهجوم على «داعش»، مؤكدا أنّه سيجري تسليم المدينة بعد تحريرها لمجلس مدني.
وفتح آلاف المقاتلين المدعومين من الولايات المتحدة الثلاثاء جبهة جديدة في حرب سوريا بشن هجوم لطرد «داعش» من منطقة منبج التي تسيطر عليها في شمال سوريا وتستخدمها كقاعدة لوجستية. وتهدف العملية إلى منع دخول عناصر التنظيم إلى الأراضي السورية المتاخمة للحدود التركية التي طالما استخدمها في نقل المقاتلين الأجانب من وإلى أوروبا. وتوقع مصدر كردي طلب عدم ذكر اسمه في حديث لـ«رويترز» أن يصل المسلحون السوريون إلى منبج خلال أيام بعد اقترابهم لمسافة 10 كيلومترات من المدينة. وقال المصدر إنه «من المبكر التنبؤ بسير معركة منبج»، لكنه أضاف أن دفاعات تنظيم داعش المتمركزة على الضفة الغربية لنهر الفرات «انهارت» في بداية الحملة.
من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتواصل المعارك العنيفة في ريف مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، بين عناصر «داعش» الذين يحاولون الحفاظ على مناطق سيطرتهم من جهة، وبين «قوات سوريا الديمقراطية» التي تتقدم نحو مدينة منبج بغية انتزاع السيطرة عليها من التنظيم، لافتا إلى أن هذه الاشتباكات أسفرت عن سيطرة هذه القوات على أجزاء واسعة من قرية جديدة بالقرب من منطقة أبو قلقل بجنوب مدينة منبج. وقال المرصد إن الاشتباكات ترافقت مع ضربات لطائرات التحالف الدولي وقصف لقوات سوريا الديمقراطية على مواقع للتنظيم في المنطقة، ما أسفر عن مقتل 12 عنصرًا على الأقل من التنظيم جثث معظمهم لدى القوات المذكورة.
في هذه الأثناء، نقلت وكالة «روسيا اليوم» عن وزارة الدفاع الروسية أن القوات الجوية الروسية واصلت تنفيذ مهام تهدف إلى تقويض البنية التحتية لتنظيم داعش في سوريا. وأوضحت الوزارة أن طائرة قاذفة من طراز «سوخوي 34» استهدفت مصفاة للنفط واقعة في الأراضي التي يسيطر عليها «داعش» في محيط مدينة رأس العين في ريف مدينة الرقة بسوريا. وأضافت الوزارة أن الضربات الجوية على صهاريج للنفط في المصفاة أدت إلى اشتعال المشتقات النفطية فيها وأسفرت عن نشوب حريق ضخم وتعطيل الأجهزة التكنولوجية في المصفاة.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.