برنامج يتتبع العين للتعرف على اهتمامات متصفحي الإنترنت

مواقع الصحف الإلكترونية قد تصبح من أكثر مستخدميه

برنامج يتتبع العين للتعرف على اهتمامات متصفحي الإنترنت
TT

برنامج يتتبع العين للتعرف على اهتمامات متصفحي الإنترنت

برنامج يتتبع العين للتعرف على اهتمامات متصفحي الإنترنت

طور باحثون في علوم الكومبيوتر بجامعة براون الأميركية برنامجًا كومبيوتريًا يمكنه التعرف بسهولة على اهتمامات متصفحي المواقع الإلكترونية. ويحول هذا البرنامج المسمى «ويب غيزر WebGazer» (ناظر الويب) كاميرا الويب المرتبطة بالكومبيوتر إلى أداة لتتبع حركة العين تتعرف على جزء الصفحة الذي يتمعن فيه المتصفح. ويمكن إضافة البرنامج إلى أي موقع إلكتروني بإجراء تعديلات برمجية طفيفة، ويمكن تشغيله على أي نظام للتصفح. إلا أن البرنامج يحتاج إلى موافقة مستخدمي الإنترنت على السماح بالاتصال مع كاميرا الويب لديهم، كما أنه لا يتمكن من التشارك بالفيديوهات التي تلتقطها الكاميرا، ولا يمكنه إرسال أي شيء إلى الموقع الإلكتروني سوى المكان الجغرافي له في الزمن الفعلي.
وقالت الكسندرا بوبوتساكي الباحثة في الجامعة التي طورت البرنامج إن أي شخص بمقدوره إضافة «ناظر الويب» إلى موقعه الإلكتروني، الأمر الذي يتيح له إغناء بياناته التي يوفرها عن اهتمامات المتصفحين بدلا من تحليل البيانات عن حركة مؤشر الشاشة، أو النقرات عليها». وقالت الباحثة إن البرنامج ورموزه متوفرة لأي شخص على الموقع الإلكتروني http: / / webgazer.cs.brown.edu / .. وأضافت الباحثة الأميركية إن البرنامج يوظف كاميرات الويب المرتبطة أصلا بكومبيوترات المستخدمين ولذلك فإنه لا يكلف أية مبالغ مالية. وعندما يزرع البرنامج داخل الموقع الإلكتروني فإنه يحث المستخدمين على منحه السماح للاتصال بكاميراتهم. وبعد الحصول عليها يقوم بتوظيف قاعدة بيانات تحتوي على وجوه المستخدمين بهدف رصد الوجه والعينين للشخص المتصفح للإنترنت، وخصوصًا قزحية العين.
وبعد تحديده لموقع قزحية العين يوظف البرنامج نموذجًا إحصائيًا يعتمد على عدد النقرات وحركة مؤشر الشاشة. ويفترض البرنامج أن الشخص المتصفح ينظر إلى منطقة صغيرة تتحدد بالنقرة التي ينفذها، ولذا فإنه يرصد حركة العين. ويحتاج إلى ثلاث نقرات لكي يقوم بمعايرة موقع الصفحة التي ينظر إليها الشخص.
وقالت الباحثة إن اختباراتها أكدت أن بمقدور البرنامج تخمين موقع النظرات في حدود 100 إلى 200 بكسل على الشاشة، وهي نتائج أقل دقة بالمقارنة مع نتائج أدوات تتبع العين التجارية المعروفة، إلا أن الدقة كافية لتقدير الموقع الذي ينظر إليها مستخدم الموقع الإلكتروني.
وسوف يساعد البرنامج أصحاب المواقع الإلكترونية لتطوير المحتويات التي تجتذب متصفحي الموقع أكثر من غيرها، إذ يمكن للمواقع الإلكترونية للصحف التعرف على مقاطع المقالات أو الأخبار الأكثر شعبية.
وقال جيف هوانغ الأستاذ المساعد في الجامعة الذي شارك في تطوير البرنامج، إن الصحف يمكنها أن «تتعرف على المواضيع التي سيقرأها القارئ وطول فترة قراءته وتسلسل فقرات القراءة». وأضاف أن الباحثين يعتقدون أن البرنامج يمكن أن يوظف لتقييم استخدام طلاب الدراسات عبر الإنترنت للمحتويات الدراسية، وتتبع حركة العين في الألعاب الإلكترونية ومساعدة المصابين بأمراض البصر أيضًا في تصفح الإنترنت.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».