جامعة عسكرية أميركية تقبل طالبة مسلمة محجبة

الخبر أثار احتجاجات منظمات محافظة ودينية في المدينة

سناء حمزة
سناء حمزة
TT

جامعة عسكرية أميركية تقبل طالبة مسلمة محجبة

سناء حمزة
سناء حمزة

وافقت جامعة نوروتش العسكرية الخاصة في نورثفيلد (ولاية فيرمونت) على قبول الطالبة المسلمة المحجبة سناء حمزة (18 عاما). وكانت جامعة «سيتاديل» العسكرية الحكومية العريقة في شارلستون (ولاية ساوث كارولينا) رفضت قبولها وسط أجواء متوترة في العلاقات العنصرية والدينية في المدينة. وارتدى طلاب عسكريون زي منظمة «كوكلس كلان» العنصرية.
وقال والد سناء نزار حمزة، شرطي في ولاية فلوريدا، أمس الثلاثاء، إنه بالتعاون مع مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، أكبر منظمات اللوبي الإسلامي في واشنطن، سيرفع قضية ضد جامعة «سيتاديل».
وقالت سناء لصحيفة «واشنطن بوست»: «كنت أعرف، منذ البداية، أن قبولي في سيتاديل سيكون مشكلة، لكنني منذ البداية وفي أوراق التقديم قلت لهم إنني لن أساوم على ديني في سبيل طموح الوظيفة. نعم أريد أن أكون ضابطة عسكرية، لكنني كما قلت لهم أريد أن أغطي شعر رأسي وجسمي، ليس فقط في الزى العسكري، لكن خلال التمارين الرياضية وتمارين السباحة أيضا».
وأضافت: «كنت أعرف أن هذا (رفض سيتاديل) سيحدث بسبب العاصفة الإعلامية في الولايات المتحدة حول الإسلام والمسلمين. ليست هذه مشكلة عن حجابي، هذه مشكلة عن مواضيع أكبر».
في البداية، وافقت جامعة «سيتاديل» على قبول سناء وعلى «بحث» طلبها عن الحجاب، وأنه إذا حصلت سناء على القبول، ستكون أول مرة تقدم فيه الجامعة استثناء في الزى العسكري. وأثار ذلك الخبر احتجاجات منظمات محافظة ودينية في المدينة، حتى غيرت الجامعة رأيها ورفضت قبول سناء.
فى بداية هذا العام، عاقبت الجامعة عددا من الطلاب كانوا ارتدوا ملابس بيضاء فضفاضة تشبه ملابس منظمة «كوكلس كلان» العنصرية. ووزعوا نشرات عن «القيم الأميركية البيضاء». حدث ذلك وسط توترات عرقية في المدينة، بعد أن قتل رجل أبيض تسعة من السود خلال أدائهم صلاة يوم الأحد في كنيستهم.
خلال الأسابيع القليلة الماضية، تصدرت أخبار سناء عناوين الصحف وأخبار التلفزيون، وأثارت نقاشات حول الحرية الدينية، وقالت صحيفة «شارلستون نيوز كاريار» إن سناء بعد أن تسلمت خطاب الرفض من «سيتاديل»، واجهت رئيس الجامعة العسكري، وقالت له: «ليس من الإنصاف أن تخيروني بين عقيدتي وتعليمي العسكري».
في الأسبوع الماضي، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» توترات وسط الجاليات الإسلامية في الولايات المتحدة؛ بسبب تصريحات المرشح الجمهوري دونالد ترامب عن منع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، منها مشكلات واجهت مسلمات محجبات. وقال منظمة «كير» إنها تشترك في رفع عدد من القضايا عن إساءات للمحجبات في تصريحات سياسيين وكتابات صحافيين.
لكن، في شهر أبريل (نيسان)، وفي الوقت نفسه الذي اعتقلت فيه شرطة مكتب التحقيق الاتحادي (إف بي آي) أربعة من معارف سيد فاروق، الأميركي الباكستاني الذي قتل مع زوجته 14 شخصا في نهاية العام الماضي، في سان بيرنادينو (ولاية كليفورنيا)، توجت مدرسة سميت الثانوية في فونتانا القريبة، في الولاية نفسها، الأميركية الباكستانية ظريفة شلبي ملكة حفل التخرج لهذا العام.
وعلى الرغم من أن عائلة شلبي اعترضت في البداية على ما سمته «حفلا أميركيا لا نقبله»، وافقت في النهاية. خاصة بعد أن نظم زملاء وزميلات ظريفة في المدرسة الثانوية حملة لانتخاب ظريفة. وفعلا فازت باللقب في الانتخابات التي تجرى وسط أفراد الدفعة المتخرجة، التي تشمل معايير جمالية، وإنجازات أكاديمية واجتماعية، والسلوك الشخصي أيضا.
تضمنت الحملة لبس كل واحدة من زميلات ظريفة المؤيدات لها حجابا، تضامنا مع حجاب ظريفة، ورفع شعارات عن احترام تقاليد وأديان الآخرين، وعن اختيار ملكة حفل التخرج على أسس ليست لها صلة بالدين أو العرق أو الموطن الأصلي.
وقالت ظريفة، في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز»، إنها لاحظت مفارقة فوزها باللقب وما حدث في نهاية العام الماضي في سان بيرناردينو القريبة؛ حيث وقعت جريمة فاروق وزوجته. وقالت: «في ذلك الوقت أصابنا القلق، وصرنا نلاحظ نظرات الناس نحونا، كان الأمهات يبعدن أطفالهن عنا عندما يروننا (هي وأختها ووالدتهما) نرتدي الحجاب»، وقالت الوالدة: «كنا نخاف أن يعتدي علينا الناس ونحن محجبات».



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.