أنسجة حديثة تحافظ على أناقتك في كل الأوقات والأجواء

المصممون يستعينون برياضيين لتسويق بدلاتهم

من تشكيلة «بول سميث» و بطل الدراجات الهوائية، بين سافاج يستعرض مرونة بدلة من «بول سميث» و لاعب التنس رافائيل نادال يستعرض مرونة بدلة «تومي هيلفيغر» و لاعب التنس يستعرض بدلة من «تومي هيلفيغر» و رياضي يستعرض مرونة بدلة «بول سميث» العصرية
من تشكيلة «بول سميث» و بطل الدراجات الهوائية، بين سافاج يستعرض مرونة بدلة من «بول سميث» و لاعب التنس رافائيل نادال يستعرض مرونة بدلة «تومي هيلفيغر» و لاعب التنس يستعرض بدلة من «تومي هيلفيغر» و رياضي يستعرض مرونة بدلة «بول سميث» العصرية
TT

أنسجة حديثة تحافظ على أناقتك في كل الأوقات والأجواء

من تشكيلة «بول سميث» و بطل الدراجات الهوائية، بين سافاج يستعرض مرونة بدلة من «بول سميث» و لاعب التنس رافائيل نادال يستعرض مرونة بدلة «تومي هيلفيغر» و لاعب التنس يستعرض بدلة من «تومي هيلفيغر» و رياضي يستعرض مرونة بدلة «بول سميث» العصرية
من تشكيلة «بول سميث» و بطل الدراجات الهوائية، بين سافاج يستعرض مرونة بدلة من «بول سميث» و لاعب التنس رافائيل نادال يستعرض مرونة بدلة «تومي هيلفيغر» و لاعب التنس يستعرض بدلة من «تومي هيلفيغر» و رياضي يستعرض مرونة بدلة «بول سميث» العصرية

عندما تُذكر الموضة الرجالية، تضحك المرأة، وتقول: أي موضة؟ فهي إما بدلة، أو بنطلون جينز. إلى حد ما هي على حق، إذا كان السؤال عن الصورة العامة، وعدد التصاميم التي تحتويها خزانته، لكن من حيث التفاصيل والتقنيات، فإنها لا تختلف عن الموضة النسائية، لا سيما في الآونة الأخيرة. فقد أدخل مصممون شباب أقمشة ناعمة وتصاميم مثيرة، قد لا تخاطب كل الرجال، لكنها تخض التابوهات المتعارف عليها، وتفتح جدلا فكريا حولها، فضلا عن التقنيات المتطورة التي أصبحت جزءا منها. فما يُحسب للمصممين في الغرب أنهم إما يتعاملون مع الموضة كفن، وهذا يعني أنهم يعتبرون أنفسهم في مصاف الفنانين والرسامين، أو كعلم وتكنولوجيا، وهذا يعني أنهم يحبون أن يروا أنفسهم كمخترعين. وفي كل الحالات، فإن الأمر يصب في صالح الرجل والموضة على حد سواء.
فالرجل يحصل على أزياء تخدمه في كل المناسبات، والموضة تتطور، وتكتب فصولا جديدة يمكن من خلالها قراءة تاريخ المجتمعات، وتغيراتها الثقافية والاقتصادية والاجتماعية. من هذا المنطلق، اعترف المصمم الأميركي تومي هيلفيغر أنه عندما بدأ، وفريقه، التفكير في تصميم تشكيلته الرجالية لهذا الصيف، سأل نفسه: «ماذا تعني كلمة قطعة أيقونية؟»، وكان الجواب: قطع كلاسيكية من أرشيفه يطورها حسب العصر ومتطلباته، سواء تعلق الأمر بالمعاطف ذات التصاميم العسكرية، أو الكنزات الصوفية، أو البدلات الرشيقة المصنوعة من الصوف. لكن ليس أي صوف، فهو مزيج بخامات أخرى تمنحه المرونة، وتضفي عليه الأناقة في الوقت ذاته، محتفلا بما أصبح يُعرف بالأسلوب الرياضي الأميركي الذي يعتبر هيلفيغر واحدا من أهم مصمميه. ويشرح بأنه أعاد صياغة كل قطعة أساسية يحتاجها الرجل في حياته، سواء كان لإجازة أو حفل زفاف، من منظور عصري. ومن ثم، قدم بالتعاون مع لاعب التنس العالمي رافائيل نادال مجموعة «للأداء العالي»، أي يمكن للرجل أن يقوم بأي أنشطة رياضية بها من دون أن تتأثر أناقتها. والفضل في هذا يعود إلى أنسجتها المصنوعة في معامل إيطالية، والمراد منها أن بدلات في غاية الأناقة لا تتيح حرية الحركة فقط، بل القيام بأنشطة رياضية جادة من دون أن تتلف، ما يجعلها أيضًا مناسبة جدا للسفر.
فمن الواضح حاليا أن المصممين يركزون على رجل الأعمال عموما، والرجل الشاب خصوصا، من خلال أقمشة متطورة تجعله يبدو مرتبا أنيقا مهما كان أسلوب حياته. وبدوره، أطلق المصمم البريطاني بول سميث مجموعة من البدلات الخاصة بالسفر، حرص أن يقدمها للحضور بطريقة مسرحية جند فيها بطل سباقات الدراجات الهوائية، بين سافاج، الذي برهن فيما لا يترك أدنى شك أنها تمنح صاحبها كامل الحرية في أن يتحرك ويقفز ويدور في الهواء. وقد قام بكل هذا وهو يحاول المحافظة على توازنه فوق كرسي، في سيناريو واضح أن الهدف منه لم يكن استعراض قدراته كرياضي متمكن، بقدر ما كان استعراض البدلات المفصلة التي لم تفقد أيا من انتعاشها أو أناقتها.
وقد سبق لبول سميث أن اختبر هذا النوع من التكنولوجيا في الأزياء الرجالية في عام 2015، بعد أن اكتشف أن أغلب البدلات التي يستعملها الرجل في أسفاره وتنقلاته مصنوعة من ألياف اصطناعية تمنحها المرونة، لكن لا تمنح صاحبها الانتعاش، لهذا ارتأى أن يستبدلها بألياف طبيعية مائة في المائة، مستعينا بشركة لورو بيانا الإيطالية. وكانت النتيجة أنسجة مرنة تحافظ على انتعاش صاحبها طوال الوقت، بغض النظر عن درجات الحرارة، أو نوع الأنشطة التي يقوم بها.
وما انتبه له المصممون أن الرجل لم يعد يُقبل على البدلة المفصلة لأنها مفروضة عليه في العمل، بل يتعامل معها كاستثمار في المناسبات الخاصة، كما يستمع بها في مناسباتها اليومية، وإذا كانت ستخدمه في أماكن العمل، فلم لا؟ فكثير منهم يتنقلون من مكان إلى آخر، ومن قارة إلى أخرى أحيانا كثيرة، لإجراء مقابلات، أو إنهاء صفقات، وبالتالي فإن الوقت بالنسبة له ترف نادر. وهذا ما يجعل التقنيات الجديدة التي يُدخلها المصممون في بدلات السفر حاليا تُوفر لهم الوقت والأناقة في الوقت ذاته.
ويشرح بول سميث أن المجموعة وُلدت من حاجته، كرجل يعشق ركوب الدراجات الهوائية، ويستعملها كوسيلة نقل في لندن، إلى ملابس مناسبة وعملية يبدو فيها منتعشا واثقا عندما يصل إلى مكتبه، أو للقاء عمل، وليس كمن قضى ثلاث ساعات في ناد رياضي ولم يُغير ملابسه. ويحرص مصممون آخرون مثله حاليا على استعمال ألياف طبيعية، نذكر منهم شركة «بوس» التي طرحت مجموعة أزياء خاصة بالسفر تشمل بدلات رسمية وقطع منفصلة، و«امبوريو أرماني» الذي اقترح كنزات مفتوحة على شكل سترات، وقلدته فيها شركة «كيلغور».
ويقدم توم سويني أيضًا مجموعة من الصوف خاصة بالسفر غير قابلة للتجعد، وطرحت دار «فندي» الإيطالية لهذا الصيف مجموعة من السترات مع بنطلونات من نفس اللون خفيفة ومضادة للتجعد تناسب بيئات مختلفة، لأنها أخذت بعين الاعتبار زبونها في الشرق الأوسط، وفي الشرق الأقصى، وأيضًا زبونها في الأميركيتين وأوروبا، فهي أنيقة تخلو من أي تعقيدات، وهنا يكمن السر في أناقتها.
من جهتها، قدمت دار «رالف لورين» تشكيلة مصنوعة من الكتان الممزوج بالصوف في خطها «بيربل»، تميز أغلبها بتقليمات أضفت عليها كثيرا من الرسمية العصرية، رغم أنها غير مبطنة، كما أن الكتان المستعمل فيها يختلف عن الذي نعرفه، فهو لا يتجعد أبدا، ما يعطيك الإحساس أنه قطن.
وطبعا لا يمكن الحديث عن الأقمشة المتطورة دون الحديث عن «إرمينغلدو زيغنا» التي توسعت أخيرا في هذه الصناعة، وطرحت خدمة أطلقت عليها «الترف الكاجوال» تستعمل فيها قماش «تروفيو إيليمانتس» يحتوي على 100 في المائة من الصوف، ويغلفه غشاء يعمل على ضبط حرارة الجسم، ويتضمن تكنولوجيا «مايكرونسفير» تحمي البدلة من السوائل، ما يعني أنها مضادة للبقع.



الملك تشارلز الثالث يُدخل الموضة قصر «سانت جيمس»

ريكاردو ستيفانيللي يستعرض النتائج الأولى المتعلقة بمفهوم «الاستدامة البشرية» (برونيللو كوتشينللي)
ريكاردو ستيفانيللي يستعرض النتائج الأولى المتعلقة بمفهوم «الاستدامة البشرية» (برونيللو كوتشينللي)
TT

الملك تشارلز الثالث يُدخل الموضة قصر «سانت جيمس»

ريكاردو ستيفانيللي يستعرض النتائج الأولى المتعلقة بمفهوم «الاستدامة البشرية» (برونيللو كوتشينللي)
ريكاردو ستيفانيللي يستعرض النتائج الأولى المتعلقة بمفهوم «الاستدامة البشرية» (برونيللو كوتشينللي)

اهتمام الملك تشارلز الثالث بالموضة، وبكل ما يتعلق بالبيئة، أمر يعرفه الجميع منذ أن كان ولياً للعهد. لهذا لم يكن غريباً أن يستقبل في قصر سانت جيمس حديثاً مؤتمراً نظّمه «تحالف الاقتصاد الحيوي الدائري (CBA)»، ليؤكد أنه لا يزال متمسكاً بمبادئه. فالمشروع الذي نُظّم المؤتمر من أجله يستهدف تسريع التحوّل نحو اقتصاد مستدام، وتعزيز التقدّم في المشروع الإنساني.

وتُعدّ هذه دورته الثانية، التي جاءت تحت عنوان «مختبر الأزياء المتجددة في جبال الهيمالايا»، علماً بأن من يقف وراءه أسماء مهمة في عالم المال والأعمال ومجال الإبداع على حد سواء، نذكر منها جيورجيو أرماني وبرونيللو كوتشينللي.

ريكاردو ستيفانيللي مع الملك تشارلز الثالث في المؤتمر (برونيللو كوتشينللي)

المشروع ثمرة تعاون بين فرق معنيّة بالموضة، في إطار «مبادرة الأسواق المستدامة»، التي أطلقها الملك تشارلز الثالث -عندما كان ولياً للعهد- وشركة «برونيللو كوتشينللي (S.p.A)» و«تحالف الاقتصاد الحيوي الدائري». وتأسس لدعم القضايا المرتبطة بالمناخ العالمي وغيرها من المسائل الحيوية التي تُؤثّر على البشرية. وهي قضايا يشدد الملك تشارلز الثالث على أنها تحتاج إلى تكاثف كل القوى لإنجاحها.

حضر المؤتمر باحثون وعلماء وروّاد أعمال وقادة مجتمعات محلية (برونيللو كوتشينللي)

حضر المؤتمر، إلى جانب الملك البريطاني، نحو 100 مشارك، من بينهم باحثون وعلماء وروّاد أعمال، ومستثمرون، وقادة مجتمعات محلية.

كان للموضة نصيب الأسد في هذا المؤتمر، إذ شارك فيه فيديريكو ماركيتي، رئيس فرقة العمل المعنيّة بالموضة، وجوزيبي مارسوتشي، ممثل عن دار «جورجيو أرماني»، وبرونيللو كوتشينللي، الرئيس التنفيذي لشركة «برونيللو كوتشينللي». وتحدَّث هذا الأخير عن التقدّم الذي أحرزته الشركة الإيطالية حتى الآن في إطار دعم قيم الاقتصاد الدائري، وحماية البيئة، فضلاً عن تعزيز مفاهيم الأزياء والسياحة المستدامة، مستشهداً بدفعات أولية من «باشمينا»، استخدمت فيها مواد خام من مناطق واقعة في جبال الهيمالايا.

ويُعدّ مشروع الهيمالايا، الذي وُلد من رؤية مشتركة بين «برونيللو كوتشينللي» و«فيديريكو ماركيتي»، من المشروعات التي تحرص على ضمان إنتاج يُعنى برفاهية الإنسان، من دون أي تأثيرات سلبية على الطبيعة والبيئة. وحتى الآن يُحقق المشروع نتائج إيجابية مهمة، لكن دعم الملك تشارلز الثالث له يُضفي عليه زخماً لا يستهان به.