معهد العالم العربي في باريس يستضيف معرضا عن الحج

يتضمن قطعا فنية من العصور الوسطى ومخططات ومنمنمات وحرائر

معهد العالم العربي في باريس يستضيف معرضا عن الحج
TT

معهد العالم العربي في باريس يستضيف معرضا عن الحج

معهد العالم العربي في باريس يستضيف معرضا عن الحج

يستضيف معهد العالم في باريس ابتداء من 23 نيسان (أبريل) المقبل وحتى 10 أغسطس (آب) معرضا عن شعائر الحج إلى مكة، وهو يتشارك في تنظيمه مع مكتبة الملك عبد العزيز في الرياض وبالتعاون مع المتحف البريطاني.
وأمس، عقد في المعهد لقاء للحديث عن المعرض شارك فيه رئيس المعهد جاك لانغ، ومديرته العامة منى خازندار، ومدير عام مكتبة الملك عبد العزيز عبد الكريم الزايد، وعميد مسجد باريس الكبير ورئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الدكتور دليل بوبكر، وبعض أعضاء المجلس، ومسؤولون من اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا وإعلاميون.
ويندرج المعرض الذي يعد الأكبر من نوعه عن الحج في فرنسا في إطار تجديد نشاطات المعهد وإعادته إلى الواجهة الثقافية والفنية الباريسية بعد مرحلة من التراجع دامت عدة سنوات وشابتها خلافات داخلية. ويراد من المعرض تعريف الجمهور الفرنسي بالحج إلى مكة في مختلف أبعاده وعبر العصور، وسيتضمن قطعا فنية من العصور الوسطى ومخططات ومنمنمات وحرائر. لكن الرؤية المعاصرة لن تغيب عنه، وذلك عبر عرض مجموعة من أعمال عبر الفنانين السعوديين ومجسمات هندسية لتوسيع الحرم المكي. كذلك سيضم المعرض شهادات غربية في موضوع الحج عبر كتابات الرحالة والمؤرخين الغربيين حول أحد الأركان الخمسة في الإسلام.
المعرض سبق له أن عرض في المتحف البريطاني في لندن عام 2012. بيد أن نسخته الباريسية ليست طبق الأصل عن النسخة البريطانية وفق ما يؤكده المسؤولون عنه. وعهد بالإشراف العلمي على المعرض للمفوض عمر صاغي، وهو كاتب ومؤلف، ولفهد عبد الكريم، مدير الشؤون الثقافية والتربوية في مكتبة الملك عبد العزيز. وأسهم في تمويل المعرض البنك السعودي - الفرنسي وشركة «توتال» النفطية الفرنسية.
وسيوفر المعرض للباريسيين والفرنسيين وربما لأوروبيين آخرين فرصة للتعرف على أحد أركان الإسلام، كما أنه ستكون له نكهة خاصة للجالية الفرنسية المسلمة التي يزيد عديدها على خمسة ملايين شخص. وجاء في الكتيب الخاص بالمعرض أنه سيتضمن شهادات لحجاج قاموا بأداء فريضة الحج، كما أنه سيوفر الفرصة للآخرين بأن يسجلوا كذلك شهاداتهم، وكل ذلك سيتم جمعه ويوضع على موقع إلكتروني خاص به. فضلا عن ذلك سيتضمن المعرض 230 قطعة أثرية خاصة بالحج لم يسبق عرضها في فرنسا، وتم الاستحصال عليها من المجموعات الخاصة والمكتبات في أوروبا وأفريقيا وآسيا.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».