الميليشيات الانقلابية تحول المراكز الصحية إلى ثكنات عسكرية

مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن المرحلة الثانية من مشروع 100 ألف سلة غذائية

ائتلاف الإغاثة كان قد دشن المرحلة الأولى من مشروع 100 ألف سلة غذائية في شهر يناير من العام الحالي (واس)
ائتلاف الإغاثة كان قد دشن المرحلة الأولى من مشروع 100 ألف سلة غذائية في شهر يناير من العام الحالي (واس)
TT

الميليشيات الانقلابية تحول المراكز الصحية إلى ثكنات عسكرية

ائتلاف الإغاثة كان قد دشن المرحلة الأولى من مشروع 100 ألف سلة غذائية في شهر يناير من العام الحالي (واس)
ائتلاف الإغاثة كان قد دشن المرحلة الأولى من مشروع 100 ألف سلة غذائية في شهر يناير من العام الحالي (واس)

تواصل الميليشيات الانقلابية تحويل المرافق الحكومية والصحية في مدينة تعز إلى ثكنات عسكرية، منذ دخولها إلى المحافظة قبل عام، وآخر أهدافها كان مركز مرضى السرطان في تعز، من خلال نقل الأسلحة إليه، في الوقت الذي يعاني فيه أكثر من 643 شخصًا من مرضى السرطان في المدينة من انعدام الأدوية، وذلك جراء استمرار الميليشيات الانقلابية في حصارها المطبق على جميع منافذ المدينة ومنع دخول المواد الغذائية والدوائية والإغاثية والطبية وجميع المستلزمات.
وشنت ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، قصفها العنيف على مواقع الجيش الشعبي والمقاومة الشعبية في مختلف جبهات القتال في محافظة تعز، ورافقها القصف بكثافة على الأحياء السكنية وقرى وأرياف المحافظة.
واشتد قصف الميليشيات الانقلابية على محيط السجن المركزي ومنطقة ميلات في الضباب، وشارع الثلاثين ومعسكر اللواء 35 مدرع في المطار القديم، غرب تعز، ومواقع أخرى في شمال وشرق المدينة. الاستمرار في الخروقات رافقه التحشيد والدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى مختلف الجبهات في المحافظة ومن بينها الوازعية، غرب المدينة، وحيفان، جنوبًا.
وقال زيد السلامي، صحافي وناشط سياسي ومرافق للوفد الحكومي في الكويت، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «استمرار الأعمال العسكرية وحصار تعز من قبل ميليشيات الحوثي وصالح يدل على أن هذه الميليشيات لا تؤمن بالسلام وغير جادة في اتخاذ السلام خيارًا استراتيجيًا، وإنما تتخذه غطاء لإعادة ترتيب صفوفها المترهلة والمتناثرة وإعادة التموضع وممارسة مزيد من القتل».
وأضاف أن «ما يحصل في تعز من قبل ميليشيات الحوثي وصالح جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والسكوت على هذه الممارسات من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية وصمة عار ويضرب مصداقية الأمم المتحدة».
وأكد السلامي أن «تعز تمثل نقطة فاصلة في المعركة، لما تمثله من ثقل سكاني وسياسي وموقع استراتيجي، لذا فإن الميليشيات الانقلابية تعزز من حشودها العسكرية لمحاولة تركيع تعز».
من جهة أخرى، نفى مصدر مقرب من محافظ محافظة تعز، علي المعمري، لـ«الشرق الأوسط»، الأخبار التي تداولها عدد من المواقع الإخبارية بأنه قدم استقالته من منصبه. وكان المحافظ علي المعمري قد هدد قبل 10 أيام بأنه سيقدم استقالته في نهاية شهر مايو (أيار) الماضي، في حال لم يتم تقديم الدعم اللازم لمحافظة تعز الذي يكفي لتشغيل المؤسسات والمرافق الحكومية وتفعيل أجهزة الأمن في المحافظة.
ودعا في حديثه، خلال لقائه بعدد من النشطاء والإعلاميين والائتلافات والمبادرات الشبابية والمجتمعية في محافظة تعز، إلى توحيد الجهد الإعلامي وإدارة معركة إعلامية موحدة للتعريف بجرائم الانقلاب وتوضيح مظلومية محافظة تعز والأوضاع المتردية التي تعيشها نتيجة الحرب والحصار.
ومن جهته، قال مصدر مسؤول إن رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، أكد أنهم لن «يقبلوا استقالة المحافظ من منصبه وأن واجبهم جميعًا التحلي بالصبر، وأن تعز ستكون الأولوية في الدعم المقبل.
وبدوره، أكد الصحافي الخاص لمحافظ المحافظة، عزوز السامعي، أن «محافظ محافظة تعز علي المعمري، ينهي اليوم (أمس) الثلاثاء زيارته إلى القاهرة، التي استمرت خمسة أيام، وأنه سيتوجه إلى العاصمة السعودية الرياض للقاء رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء».
ومن جانبه، تطرق فؤاد الحميري، الناطق الرسمي للمنسقية العليا للثورة الشبابية الشعبية، إلى دور تعز في الثورة ومختلف النضالات الوطنية، مثمنًا دورها الجوهري والكبير في المقاومة الشعبية والحفاظ على وحدة الوطن واستكمال الثورة وأهدافها.
في السياق ذاته، دشنت حملة «جسد واحد» لدعم المقاومة الشعبية في تعز، أعمالها وأنشطتها في المدينة، بحضور قادة من المقاومة الشعبية وأعضاء من مجلس تنسيق المقاومة الشعبية والمجلس العسكري ورؤساء الأحزاب وممثلي منظمات المجتمع المدني.
ومن جهته، أكد وكيل المحافظة رشاد الاكحلي، في كلمة عن السلطة المحلية في المحافظة، ضرورة «تشجيع مثل هكذا مبادرات مجتمعية تهدف لتمتين العلاقة بين المقاومة وبين حاضنها الشعبي في طريق استعادة الدولة». كما أشاد بأهداف الحملة وخطتها الواضحة، داعيًا الجميع للتفاعل معها، والعمل من أجل تعز واليمن ككل.
وبينما تواصل ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح حصارها المطبق على جميع منافذ المدينة، لتمنع بذلك دخول المواد الغذائية والدوائية والطبية والإغاثية إلى المحافظة وجميع المستلزمات، أعلن ائتلاف الإغاثة الإنسانية بمحافظة تعز، عن تدشينه اليوم الأربعاء المرحلة الثانية من مشروع 100 ألف سلة غذائية، و200 طن من التمور، المقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، لتشمل 6 مديريات محاصرة ومتضررة في تعز.
وقال الائتلاف في بيان له، إن الفعالية التي يرعاها وزير الإدارة المحلية، رئيس اللجنة العليا للإغاثة، الدكتور عبد الرقيب فتح، ومحافظ المحافظة، الأستاذ علي المعمري، سيبدأ تشدينها اليوم الأربعاء، في الصالة الذهبية بوادي القاضي، حيث ستوزع المساعدات الإغاثية من المواد الغذائية والتمور لمديريات المدينة المحاصرة والأشد تضررًا جراء الحرب التي شهدتها مناطق المظفر والقاهرة وصالة ومشرعة وحدنان، وصبر الموادم والمسراخ.
يذكر أن الائتلاف كان قد دشن مع أعضائه وشركائه المرحلة الأولى من مشروع 100 ألف سلة غذائية الأولى، في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، لمديريات محافظة تعز. وعلى نفس السياق، وزعت جمعية الرحمة التنموية 100 سلة غذائية، بتمويل من ائتلاف الإغاثة الإنسانية بتعز، للنازحين في مديرية المخاء الساحلية غرب المحافظة، حيث وزعت السلال الغذائية للنازحين والمتضررين في منطقة الهليبي، جوار محطة المخاء البخارية.
كما قادت جمعية معاذ، عضو ائتلاف الإغاثة الإنسانية، قافلة طبية ودوائية كبيرة لدعم مستشفيات تعز بالأدوية والمستلزمات الطبية إلى مستشفيات تعز، وذلك بعد النداء الذي أطلقته مستشفيات تعز لدعمها بالأدوية التي أوشكت مستودعاتها على النفاد.
وتضم هذه القافلة أدوية ومستلزمات طبية توزعت على 3 مستشفيات (الثورة، والروضة والتعاون)، ويستفيد من هذه القافلة مئات الجرحى والمصابين جراء الأحداث التي تشهدها المدينة جراء القصف المستمر على أحيائها ومساكنها الآمنة.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».