«الكوما» السورية في مهرجان مسرحي ببروكسل

العرض تم اختياره في البرنامج الرسمي لمهرجان {أفنيون} بدورته الـ70

العرض المسرحي {بينما كنت أنتظر} الذي يناقش المأساة السورية في مهرجان كونستين للفن المعاصر ببروكسل ({الشرق الأوسط})
العرض المسرحي {بينما كنت أنتظر} الذي يناقش المأساة السورية في مهرجان كونستين للفن المعاصر ببروكسل ({الشرق الأوسط})
TT

«الكوما» السورية في مهرجان مسرحي ببروكسل

العرض المسرحي {بينما كنت أنتظر} الذي يناقش المأساة السورية في مهرجان كونستين للفن المعاصر ببروكسل ({الشرق الأوسط})
العرض المسرحي {بينما كنت أنتظر} الذي يناقش المأساة السورية في مهرجان كونستين للفن المعاصر ببروكسل ({الشرق الأوسط})

افتتح العرض المسرحي السوري «بينما كنت أنتظر» جولته العالمية بعرضه في بروكسل، في إطار مهرجان كونستين للفن المعاصر، الذي يعتبر واحدًا من أكبر ملتقيات المسرح والفنون البصرية في أوروبا اليوم.
تدور أحداث العرض الجديد، حول قصة اعتداء غامض بالضرب تعرض له تيم، الشاب السوري، وذلك عند مروره على أحد الحواجز الأمنية المنتشرة في دمشق، يدخل على أثره المستشفى وهو في حالة غيبوبة. ويخبر الأطباء أهله أنه في «كوما» قد تطول.
يدفع الحادث المأساوي، أفراد عائلة تيم، نحو مواجهات ومكاشفات مؤجلة بين أفرادها. فالعائلة التي تجاوزت هزةً عنيفة عام 2000 حين توفي الأب مخلفًا وراءه فضيحة، لا يبدو أنها في عام 2015 قادرة على تجاوز هزة جديدة من دون حدوث تغيرات جذرية في حياة أفرادها.
يراقب تيم، في غيبوبته، وخلال عامٍ كامل، تحولات أفراد عائلته وأصدقائه من حوله، ويراقب دمشق التي تزداد تعقيدًا وغرابة. وتبدو «الكوما»، حكاية سوريا اليوم أيضًا. تلك المساحة الرمادية من الانتظار بين الموت والحياة، وبين اليأس والأمل.
كتب النص محمد العطّار وأخرجه عمر أبو سعدة، في استمرار لشراكة مسرحية بين الثنائي حول الهمّ السوري، وكان آخر أعمالهما عملاً مسرحيًا اقتباسًا معاصرًا لتراجيديا «أنتيغون» سوفوكليس الإغريقية، بعنوان «أنتيغون شاتيلا»، وقد أنجزت بالتعاون مع مجموعة من النساء السوريات اللاجئات في لبنان، وانطلق العرض الأول في بيروت، قبل جولة مسرحية أوروبية.
أما مسرحية «بينما كنت أنتظر»، فتقدم في 5 عروض مُتتالية بدءًا من يوم 25 مايو (أيار) الحالي، لتبدأ جولة تشمل مهرجانات مسرحية في أوروبا، أبرزها مهرجان أفنيون في فرنسا الذي يحتفي هذا العام بدورته السبعين، وقد أدرج العرض السوري في قائمة عروضه الرسمية. ومن بين محطات العرض، هناك مهرجان الخريف في العاصمة الفرنسية باريس.
يقول الكاتب محمد العطار: «الافتتاح كان ممتازًا جدًا وردود الفعل إيجابية. العرض بمستهل جولة أوروبية طويلة هذه التجربة خاصة جدًا بالنسبة إليه، لأنها تتويج لرحلة تختزل أوضاعنا كسوريين اليوم موزعين في أصقاع المعمورة وعوائق المسافات والأوراق الثبوتية وتأشيرات السفر». وتابع بقوله إن جزءا من الفريق ما زال في دمشق، وآخرون قدموا من تركيا ومصر وأوروبا.
العطار قال إن المسرح هو «وسيلتنا الحيوية لنتحدث عن أوضاعنا اليوم، ولنتشارك الأسئلة المؤرقة مع الجمهور الذي لا يعرف عن مأساتنا إلا عبر وسائل إعلام مشغولة معظم الوقت بتحليلات جيوبوليتيكية ركيكة»، مشددا على أن المسرح مساحة «لنتناقش ونفكر معًا بخلافاتنا أيضًا».
مسرحية «بينما كنت أنتظر» من إخراج عمر أبو سعدة ونص محمد العطار. وتمثيل أمل عمران، محمد آل رشي، ناندا محمد، فاتنة ليلى، مؤيد روميّة، ومحمد الرفاعي.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.